يفترش محمود أبو سليم الذي يحمل الجنسية السويدية، الأرض مع طفلته غزل أمام معبر رفح على أمل المغادرة من غزة إلى مصر، دون جدوى، مشيرا إلى طفلته قائلا: "غزل باتت تعاني من مشاكل نفسية، جراء استمرار القصف الإسرائيلي الذي يُسمع على الدوام".
ومنذ أيام، يتجمهر عشرات الأجانب والفلسطينيين من حملة الجنسيات الأجنبية بالقرب من معبر رفح الحدودي مع مصر لمغادرة غزة، حيث يعيشون ظروفا صعبة تحت القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الخامس عشر على التوالي.
ومعبر رفح هو الوحيد بين مصر وغزة، وأدى الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 2006، إلى فرض قيود شديدة على حركة البضائع والأشخاص.
يشير أبو سليم إلى أنه يتواصل مع سفارة بلاده ومع الجانب المصري، من أجل المغادرة، دون جدوى حتى الساعة، أما طفلته غزل، فقالت: "غزة كانت جميلة، وكنت أذهب للمدرسة، لكن القصف الإسرائيلي دمر المدرسة والمباني وكل شيء"، معربة عن مخاوفها من استمرار القصف.
قصف إسرائيلي لا يتوقف
من جانبه، يقول آدم (10 سنوات)، أميركي الجنسية: "أعيش أياما صعبة للغاية ومأساوية، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على كل شيء في قطاع غزة"، مضيفا أنه هو وعائلته" منذ أيام أمام معبر رفح الحدودي من أجل مغادرة القطاع دون جدوى".
وتابع: "القصف لا يتوقف، تم تدمير المنازل والمدارس والأبراج السكنية، الضحايا تحت الأنقاض، ويوجد في المستشفيات مئات القتلى والجرحى".
وقال إنه يشعر بالحزن إزاء مئات الأشخاص الذين يموتون يوميا، وأحيانا لا يُنذرون من قبل بأن بيوتهم سوف تُقصف، مستنكرا قصف كنيسة ومستشفى.
وعن دعم بلاده لإسرائيل، يقول آدم: "الأمر سيئ للغاية وغير إنساني، حكومة بلادنا تدعم إسرائيل بالأسلحة التي تقصف فيها البيوت والمدارس".
بدورها، قالت دينا السايس (أميركية 37 عاماً)، إنها منذ أيام تحاول تجاوز الحدود، وتترقب فتح المعبر مع عائلتها وأطفالها، مضيفة:" نحن نحارب من أجل البقاء على قيد الحياة، وأن نجتاز الحدود".
واشترطت السلطات المصرية وصول مساعدات الإغاثة إلى غزة عبر معبر رفح، قبل أي تسهيل لخروج مزدوجي الجنسية من غزة، كما اشترطت موافقة إسرائيلية على هدنة إنسانية لساعات عدة قبل دخول أي رعايا.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
(الأناضول)