يرفض أهالي الأحياء المحاصرة في مدينة درعا جنوبي سورية تهجيرهم إلى مناطق شمال البلاد التي تسيطر عليها المعارضة، في حين تواصل قوات النظام حصار هذه الأحياء متّبعة خطة "الجوع أو الركوع" التي انتهجتها سابقا في العديد من المناطق، إذ تمنع قوات النظام دخول أية مساعدات إنسانية، كما ترفض النداءات التي وجهتها منظمات دولية لفك الحصار وإجلاء الجرحى.
وقال عضو "تجمع أحرار حوران"، الناشط الحقوقي عاصم الزعبي، لـ"العربي الجديد"، إن الوضع الإنساني في الأحياء المحاصرة، وهي درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، مأساوي، ولم يتم فك الحصار عن هذه الأحياء بسبب نقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام، ولم تفتح قوات النظام أيا من المعابر المؤدية إليها.
وأوضح الزعبي أن "الأهالي يرفضون التهجير لعدة أسباب، منها أن أبناءهم يرفضون فكرة التهجير بشكل قطعي، كما أن هناك رفضا من الأردن وتركيا لاستقبالهم لاجئين، ويدرك الأهالي المعاناة التي سيعيشونها في حال توجههم إلى مناطق شمال سورية، إذ لم تستقر أوضاع المهجرين الخمسين الذين خرجوا من درعا قبل نحو عشرة أيام".
وأضاف أنه "لم تدخل أية قافلة مساعدات إنسانية إلى الأحياء المحاصرة، ولا تصل إليها خدمات المياه أو الكهرباء منذ انهيار الاتفاق، ولا يزال النظام والمليشيات الداعمة له يستخدمون ذلك وسيلة للضغط على الأهالي، وتم جلب 23 حافلة لنقل النازحين من درعا البلد الموجودين في عدة مدارس بحي درعا المحطة إلى مراكز الإيواء في كل من بلدة خربة غزالة، ومدينة إزرع، بهدف إخلاء المدارس استعدادا للعام الدراسي الجديد".
وناشد أهالي مدينة درعا، في بيان أمس الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الخاص إلى سورية غير بيدرسون، والدول الأعضاء في مجلس الأمن، ومجموعة "دول أصدقاء سورية" التدخل السريع لإنقاذ حياتهم، مشيرين إلى أن "هناك 50 ألف شخص مهددين بإبادة جماعية بسبب الحصار المفروض من قبل قوات النظام على أحياء المدينة".
وقال الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "رفض التهجير مرتبط بالعوائل، فهناك عوائل تمكن بعض أفرادها من مغادرة الأحياء المحاصرة عند فتح معبر السرايا، بينما بقي أبناؤهم من الشباب داخل الأحياء، ولا تزال بعض العوائل محاصرة، الأمر الذي يجعل الأهالي يرفضون أي تهجير يشتتهم".
ودخل حصار أحياء درعا البلد ومخيم درعا وطريق السد يومه الـ75، إذ فرضت قوات النظام حصارا على هذه الأحياء في 24 يونيو/ حزيران الماضي، وعزلتها بسواتر ترابية، ووضعت نقاطا عسكرية لمنع وصول المحاصرين إلى الأحياء المجاورة.
وطالبت منظمة العفو الدولية، في بيان، النظام السوري برفع الحصار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود لنحو 20 ألف شخص يعيشون ظروفا مزرية، إذ يكافح المحاصرون للحصول على الطعام والماء والدواء، ويعتمدون على كميات محدودة من الأغذية التي تدخل عبر التهريب، والتي تباع بأسعار باهظة.