عادت حركة النزوح لمناطق شمال غربي سورية مؤخراً جراء تجدد القصف من قبل قوات النظام السوري وروسيا، ورصد فريق "منسقو استجابة سورية" في إحصائيات صدرت عنه، اليوم الأحد، أعداد الضحايا جراء القصف والخروقات إضافة لعدد النازحين، وذلك منذ بداية يونيو/ حزيران حتى 25 يوليو/ تموز.
وبلغ عدد الضحايا، وفقاً للفريق، 65 مدنياً، بينهم 29 طفلاً و10 نساء، ومن بين الضحايا، أيضاً، 5 من العاملين الإنسانيين، كما وثق الفريق أكثر من 761 خرقاً لوقف إطلاق النار، مع استهداف النظام وحلفائه أكثر من 19 منشأة خدمية وطبية وتعليمية.
ونزح جراء تجدد القصف والخروقات أكثر من 4361 مدنياً، خلال نفس الفترة، ويعيش في منطقة جبل الزاوية حالياً نحو 242 ألفاً، وتهدد العمليات العسكرية لجيش النظام والقصف الروسي بقاءهم في مناطقهم مع استمرار التصعيد.
وقال الناشط عبد الرزاق ماضي، لـ"العربي الجديد"، متحدثا عن الوضع الإنساني في منطقة جبل الزاوية: "في بداية التصعيد العسكري، في الخامس من يونيو/حزيران، سجلت حركة نزوح طفيفة من منطقة جبل الزاوية، اقتصرت على العوائل التي لديها مكان إقامة خارج المنطقة، ولا توصف حينها بحركة نزوح جماعي، لكن مع استمرار القصف، سجلت حركة نزوح من عدة قرى منها، كنصفرة وبيلون والبارة، ونسبة النزوح فيها تجاوزت 70%، ويأتي النزوح نتيجة تكثيف القصف على هذه المناطق، وتحديداً في أبلين التي شهدت 4 مجازر و24 قتيلاً".
وأثرت عمليات القصف المتصاعدة على العملية التعليمية، كما أكد ماضي، حيث إن القصف كان قريباً من المدارس فأوقفت العملية التعليمية في 14 بلدة، منها الفطيرة وكنصفرة وبليون والوزرة والبارة، وبعض من مدارس احسم ودير سنبل وسرجة وبزابور.
كما أن المنطقة فقيرة بالخدمات الطبية، حيث يوجد نقطة طبية في أبلين، وأغلب الوقت كانت مغلقة بسبب القصف، حيث ينقل المصابون لتلقي العلاج في مدينة أريحا ومنها لباقي المشافي، لا يوجد سوى مراكز الدفاع المدني فعالة بشكل تام.
في المقابل، أوضح عبد الغني عثمان، رئيس المجلس المحلي في أبلين، لـ "العربي الجديد"، أن حركة النزوح في البلدة خفيفة وبشكل فردي، والخدمات الإنسانية ما زالت مستمرة في البلدة، من مركز صحي ومجلس محلي، لكن هناك تخوف من قبل الأهالي بسبب القصف، وهناك بعض العوائل تعود للبلدة حالياً لجني موسم التين، مشيراً إلى أن كادر المركز الصحي في البلدة يعمل بشكل تطوعي حتى في يوم الجمعة، كما أنه يوجد صيدلية ومحال تجارية ما زالت تعمل رغم حالة التخوف الموجودة.
من جهته، يؤكد رامي السلوم مدير المديرية الثانية للدفاع المدني، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الوضع صعب في الوقت الحالي في عموم منطقة جبل الزاوية، كون القذائف الموجهة تعيق العمل وتعيق الاستجابة، وهناك استنفار كامل لفرق الدفاع المدني، مع انتشار الكوادر خارج المراكز بسبب الاستهداف المباشر للمراكز والآليات، وخاصة أثناء الاستجابة، وأشار إلى أن التكتيك الحالي الذي تتبعه قوات النظام وروسيا هو استهداف المناطق بالضربة الثنائية أو المزدوجة، للتسبب بعدد كبير من الضحايا.
وفي الوقت الحالي، يعيش السكان في مدن وبلدات وقرى جبل الزاوية وسط مخاوف من أي تصعيد عسكري على المنطقة، مع التمسك في البقاء في مدنهم وبلداتهم، كون مناطق الريف الشمالي الغربي لمحافظة إدلب مكتظة بالنازحين ووصلت لدرجة الإشباع، مع تراجع الدعم الإنساني فيها.
ومنطقة جبل الزاوية التي يطلق عليها أيضا اسم جبل أريحا، تضم نحو 44 مدينة وبلدة وقرية، والجبل هو نجد ناقص وحيد الميل يقع في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، يشرف بحافة صدعية مستقيمة شبه قائمة على سهل الغاب وتكثر فيه الفوهات البركانية، يبدأ بجبل الأربعين في الشمال وينتهي بجبل شحشبو في الجنوب، ارتفاعه المتوسط 750م وأعلى قمة فيه، قمة النبي أيوب البركاني 940 م وينحدر بلطف نحو الشرق وتتناوب فيه القمم والحفر الكارستية والأودية قليلة العمق.