استمع إلى الملخص
- قصص النازحين: محمد من النبطية ومحمد أحمد سلوم من مرجعيون يرويان معاناتهم من القصف الإسرائيلي واستقبالهم الحار في طرابلس.
- أزمة إنسانية: محافظ لبنان الشمالي يشير إلى أزمة كبيرة بسبب أعداد النازحين، مع تجاوز مراكز الإيواء قدرتها الاستيعابية، وتقديم المساعدات من المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
165 كيلومتراً من المعاناة قطعها آلاف النازحين من جنوب لبنان نحو طرابلس في شمالي لبنان، هرباً من العدوان الإسرائيلي على مختلف البلدات الجنوبية والبقاعية، وبلغ عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة في لبنان حتى الاثنين، 146 ألفاً و400 شخص، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 834، تشمل مدارس حكومية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق تقرير وحدة إدارة مخاطر الكوارث في الحكومة اللبنانية.
يقول المواطن اللبناني محمد من النبطية من جنوب لبنان الذي قصد طرابلس: "منازلنا تعرضت للقصف وتضررت، وبسبب الهلع والقلق تركنا كلّ ما نملك وقصدنا طرابلس"، مضيفاً "أتيت إلى طرابلس مع عائلتي من دون إحضار أي أغراض لنا"، مؤكداً أنه تم استقباله برحابة صدر واحتضان في طرابلس.
من جهته، يقول محمد أحمد سلوم من قضاء مرجعيون بالنبطية، "تعرضنا لهجوم بالطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل عنيف، وتم قصف المدنيين، فالمنازل التي تم قصفها تعود لمدنيين ولا علاقة لهم بالعسكر (حزب الله)". وتابع سلوم "اضطررنا إلى المغادرة ووصلنا إلى طرابلس وتم استقبالنا بشكل جيد"، مضيفاً: "كنا 8 أشخاص بسيارة واحدة ولم نستطع أخذ أي أغراض من منزلنا".
وارتفع عدد النازحين بشكل كبير بعدما بدأت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام. حيث بلغ عدد النازحين في المدينة حتى الآن أكثر من 12 ألفاً وفق تقرير حكومي.
وقال محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا لـ"الأناضول": "إننا نعاني أزمة كبيرة بسبب أعداد النازحين الهائلة لطرابلس"، مشيراً إلى أن "أعداد النازحين في المدارس ومراكز الإيواء تخطت الـ10 آلاف نازح". وذكر أن "المنظمات الدولية، والمجتمع المدني وبلدية طرابلس يمدون يد العون والمساعدة، لكن رغم ذلك لدينا معوقات في بلدات عدة خارج مدينة طرابلس تتعلق بتأمين الحاجات الأساسية لدى النازحين".
ومن بين 88 مركز إيواء في محافظة الشمال، وصل 61 مركزاً إلى كامل قدرته الاستيعابية، وفق تقرير وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية الذي اطلعت عليه "الأناضول". ووفق التقرير، تؤوي مراكز إيواء طرابلس نحو 12 ألفاً و700 شخص، بينهم ألف و100 عائلة.
وكان رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق أكد في تصريح سابق أن "البلدية وضعت كل أجهزتها لتقديم العون لإخوتنا النازحين بالتنسيق مع لجنة إدارة الكوارث والمحافظة". ووفق المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، فإن عدد الأشخاص الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية وعبروا من لبنان إلى سورية وصل إلى 100 ألف شخص.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الجاري، تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 962 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحاً.
(الأناضول، العربي الجديد)