آثار دائمة على مستقبل البشرية لأي احترار يتخطى 1,5 درجة

10 أكتوبر 2024
تظاهرة في سيول بكوريا الجنوبية لرفع الوعي بأزمة المناخ، 9 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكدت دراسة في مجلة "نيتشر" أن تجاوز الاحترار العالمي لعتبة 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى آثار دائمة على البشرية، مع احتمالية ذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحار بمقدار 40 سم، مما يهدد الدول الجزرية.

- يشير الباحثون إلى أن تجاوز هذه العتبة سيؤدي إلى نقاط تحول بيئية خطيرة، مثل إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة، مما يزيد من التحديات المناخية.

- تتوقع الأمم المتحدة احترارًا يصل إلى 3 درجات مئوية بحلول 2100، مما يفاقم المخاطر على صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية، ويزيد من انعدام الأمن الغذائي والمائي.

أكدت دراسة واسعة نُشرت، الأربعاء، في مجلة "نيتشر" أنّ أي احترار حتى لو كان مؤقتا، يتخطى عتبة 1,5 درجة مئوية، سيتسبب بـ"آثار دائمة" على مستقبل البشرية. ويشكل هذا التحذير نتيجة أبحاث استغرقت ثلاث سنوات، وأنجزها 30 عالما من جنسيات عدة.

ويؤكد هؤلاء العلماء أنّ تجاوز عتبة +1,5 درجة التي حددها اتفاق باريس قد يؤدي إلى تداعيات دائمة على مدى آلاف السنين. وسيجري في سيناريو مماثل الوصول إلى "نقاط تحول"، مثل ذوبان الجليد الدائم والأراضي الخثية "الرطبة"، وهما خزانان هائلان من الكربون في حال اختفيا سيطلقان كميات هائلة من الغازات الدفيئة التي تتسبب بالاحترار.

وإذا جرى تجاوز عتبة 1,5 درجة مئوية لقرن، فقد ترتفع مستويات البحار بمقدار 40 سنتيمترا إضافية، وهو ما قد يصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الدول الجزرية مثلا، بحسب معدي الدراسة.

ويقول كارل فريدريش شلوسنر، الباحث في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا الذي أدار الدراسة "حتى لو تمكنا من خفض درجات الحرارة، فلن يعود العالم الذي نعيش فيه كما لو أننا لم نتجاوز عتبة 1,5 درجة".

وتشير الأمم المتحدة إلى توقعات باحترار يقترب من 3 درجات مئوية بحلول عام 2100 مقارنة بعصر ما قبل الصناعة. وتقترب انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية من ذروتها. ولم يبدأ بعد انخفاضها مع أنّ خفضها بمقدار النصف تقريبا بحلول عام 2030 بات ضروريا على أمل الوصول إلى احترار بـ1,5 درجة مئوية.

ويشكل هذا الهدف مجرد خطوة واحدة نحو تحقيق الحياد الكربوني عام 2050، عندما ستكون مصارف الكربون الطبيعية قادرة على امتصاص كمية من الغازات الدفيئة تعادل ما ينبعث من الأنشطة البشرية. ونظرا إلى التأخير في ذلك، يرى بعض العلماء والسياسيين أنّ تجاوز عتبة 1,5 درجة بات حتميا.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن كل زيادة في الاحترار تؤدي إلى تفاقم الأخطار بسرعة؛ إذ تزيد موجات الحر الشديدة والأمطار الغزيرة وغيرها من ظواهر الطقس المتطرفة من المخاطر على صحة الإنسان وسلامة النظم الإيكولوجية. ففي كل منطقة، يموت الناس من درجات الحرارة المتطرفة. ومن المتوقع أن يزداد غياب الأمن الغذائي والمائي الناجم عن تغير المناخ مع زيادة الاحترار. وتزداد صعوبة التعامل مع تلك المخاطر عندما تتزامن مع أحداث سلبية أخرى مثل الأوبئة أو النزاعات.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون