"مطاعم الرحمة".. إفطار مجاني للفقراء وعابري السبيل في الجزائر

07 ابريل 2022
تقدم هذه المطاعم وجبات إفطار مجانية للفقراء وعابري السبيل (العربي الجديد)
+ الخط -

تنتشر في الجزائر خلال شهر رمضان، "مطاعم الرحمة" للإفطار المجاني للفقراء وعابري السبيل في مختلف المدن الجزائرية، تُؤطّرها جمعيات خيرية ومنظمات أهلية كالكشافة الإسلامية والهلال الأحمر، فيما يبادر محسنون إلى إطلاق مبادرات فردية بغرض إحياء قيم التكافل والتآزر الاجتماعي.

وفتح الهلال الأحمر الجزائري، في إطار برنامجه التضامني خلال الشهر الفضيل، 200 مطعم لإفطار عابري السبيل، إضافة إلى توزيع وجبات إفطار على مستعملي الطرقات، ففي ولاية سعيدة غربي الجزائر، بادرت اللجنة الولائية للهلال الأحمر بفتح خمسة مطاعم إفطار جماعي لعابري السبيل والمعوزين، مهيأة لاستقبال 70 إلى 100 شخص، يعمل فيها 30 متطوعا ومتطوعة يسهرون على تحضير الوجبات الساخنة.

من جهته، أكدّ المتحدث باسم جمعية الإرشاد والإصلاح، (كبرى الجمعيات الخيرية في الجزائر)، محمد قاضي، لـ" العربي الجديد"، أنّ الجمعية قامت بفتح ما مجموعه  80 مطعماً للرحمة والتكافل في عموم البلاد، بينها 15 مطعما في العاصمة، تُقدّم ما يقارب 13 ألف وجبة يومياً.

مطاعم الرحمة في الجزائر (العربي الجديد)
يسهر متطوعون على خدمة الصائمين (العربي الجديد)

وأضاف قاضي: "في أغلب المطاعم تقوم الجمعية بتمويل احتياجاتها في اليوم الأول، وبعد ذلك يُقدّم محسنون مساهمات مختلفة لإسناد هذه المطاعم، كأن يأتي أحدهم ويلتزم بتوفير احتياجات المطعم من الخبز أو الخضر أو المياه أو غيرها".

ونبه إلى أنه هذه المرة الأولى التي يُسمح فيها بفتح المطاعم بعد عامين من وباء كورونا، كانت فيها الجمعية تقوم بتوزيع الوجبات لصالح العائلات الفقيرة في المنازل والمرضى في المستشفيات.

وفي السياق، يُبادر بعض المحسنين وأصحاب المطاعم لعمل الخير والتضامن، عبر فتح مطاعم لإفطار الصائمين وعابري السبيل، على غرار صاحب مطعم على الطريق السريع في مدخل مدينة قسنطينة شرقي الجزائر، تعوّد أن يحوّل مطعمه كل عام إلى قبلة لإفطار الصائمين، كما يقوم متطوعون معه بدعوة السائقين الذين حلّ وقت إفطارهم خارج المنازل للإفطار في المطعم مجاناً، كما يستفيد بعض العمال الذين يقضون رمضان في الورشات بعيداً عن عائلاتهم أيضا من وجبات الإفطار في مطاعم الرحمة، وفي جوّ ينسيهم ألم الغربة.

مطاعم الرحمة في الجزائر (العربي الجديد)
رمضان فرصة لإحياء قيم الرحمة والتكافل (العربي الجديد)

وإضافة إلى هذه المطاعم التي تسعى إلى إحياء قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي، تُركّز بعض الجمعيات الخيرية نقاط تمركزها على الطرقات السريعة ومحاور الدوران لتسليم وجبات إفطار خفيفة للسائقين.

ويقول سليم الجزائري الناشط في جمعية "كافل اليتيم" في منطقة البليدة قرب العاصمة الجزائرية، لـ" العربي الجديد"، إنّ "هناك نشاطا مُكمّلا يدخل في إطار إفطار الصائمين، من خلال توزيع وجبات إفطار على السائقين وعابري السبيل، أحيانا تكون عائلات بأكملها تعطل سيرها أو داهمها وقت الإفطار، لذلك نمنحهم وجبات لكي لا يسرعوا في السياقة ويتسببوا في حوادث مرورية.

المساهمون