الكعك أحد أهم طقوس العيد في البيت اليمني، فجميع البيوت تحرص على تقديمه لضيوفها خلال أيام العيد، حتى بات من التقاليد المتوراثة، لكن كثيراً من الأسر حُرمت منه في ظلّ الحرب المستعرة منذ ست سنوات.
من أجل ذلك، يقوم فريق من الشباب المتطوعين، ذكوراً وإناثاً، بإعداد كعك العيد بكميات وفيرة وتوزيعها على بعض الأسر المتعففة في أحياء صنعاء. ويحرص القائمون على مبادرة "كن خير للغير"، على إدخال الفرحة إلى قلوب الأسر التي كانت فيما مضى تفوح رائحة الكعك من منازلها كلّ عيد، لكنها اليوم عاجزة عن توفير قوتها الضروري.
وتقول حنان الرداعي، المسؤولة عن مطبخ "كن خير للغير"، لـ"العربي الجديد"، "نحن نعمل للعام الخامس على التوالي في تقديم الوجبات الغذائية للأسر المحتاجة طوال شهر رمضان، بجهود ذاتية ودعم من فاعلي الخير وبعض أقاربهم المغتربين".
وتضيف الرداعي: "قبل العيد بخمسة أيام، نقوم بتجهيز الكعك بعد أن يتم تقسيم العمل بين الفريق من صناعة وإنتاج، حيث يتولى البعض الخلطة الخاصة بعجينة الكعك. فيتم خلط مجموعة من المكونات من دقيق، بيض، زبدة، حليب، الفانيليا، ماء الورد وغيرها من الأصناف، ثم يتولى الفريق الآخر عملية إنضاجه وتعبئته وتغليفه وتزيينه في علب صغيرة، حسب ما يتم تحديده لكل أسرة، ومن ثم توزيعه صباح يوم العيد".
وفي السياق ذاته، يتحدث مازن مسواك، وهو أحد أعضاء فريق "كن خير للغير"، لـ"العربي الجديد" قائلاً إنّ صناعة كعك العيد ليست هي المبادرة الوحيدة التي قام بها الفريق، بل قام بتوزيع كسوة العيد، وكان المشروع عبارة عن إعطاء قسائم للأسر المستهدفة.
وأضاف مسواك أنهم استهدفوا هذا العام خمسمئة أسرة، ويتمّ تجهيز الكعك وجعالة العيد لتوزيعها على المنازل. وأضاف أنّ "الكعك من العادات المرتبطة بنكهة العيد لدى اليمنيين، لذلك نحن نحاول إدخال الفرحة والبهجة إلى هذه الأسر".