"عرابي".. قصة طفل سوري مريض مات في تركيا لعدم امتلاكه بطاقة حماية مؤقتة

20 أكتوبر 2021
حُرم من العلاج إثر القرار الحكومي (العربي الجديد)
+ الخط -

نكأ موت الطفل السوري، عرابي إبراهيم جرجنازي، في تركيا، أمس الثلاثاء، بعد استحالة علاجه في مشفى حكومي، أوجاع ومخاوف 600 حالة مرضية حرجة، تنتظر داخل الحدود السورية، إثر القرار التركي، عدم استقبال المشافي من لا يحمل بطاقة حماية مؤقتة "كيملك".

وفي التفاصيل، يقول عمّ الطفل جرجنازي لـ"العربي الجديد"، دخل الصغير البالغ من العمر ستة أشهر تركيا، برفقة أمه منذ أكثر من شهر، ولكن القرار التركي الصادر منذ 11 سبتمبر/أيلول الماضي، حال دون علاجه وزرع كبد له في مشافي الدولة، ولا يمكننا تكبّد نفقات العلاج في المشافي الخاصة لأنها باهظة جداً. ويضيف "نحن من ريف إدلب والوضع المالي مترد جداً".

ويتابع "حينما انتفخ بطن الطفل وساءت حالته في مدينة أنطاكيا، حيث يقيم وأمه عند معارف لهم، أدخلوه الإسعاف للعلاج الطارئ، لكن لم يقبل المشفى إقامته وعلاجه، لأنه وأمه يحملان وثيقة دخول سياحية"، مشيراً إلى أن الطفل عرابي يعاني من توقّف الكبد، إذ لا يوجد عنده قناة صفراوية، لذا تذهب مفرزات الكبد إلى الدم، ما يؤدي إلى انتفاخ جسم ورأس الطفل فيبدو أكبر من عمره، وكان بحاجة إلى زراعة كبد، من أبيه أو أمه، إن تطابقت الأنسجة.

من جهة ثانية، يكشف السوري محمد عرابي، أن ابنه "عرابي جرجنازي" يحمل الاسم نفسه للطفل المتوفى، ويعاني من مرض السرطان، ولكن بعد إثارة قصته على وسائل الإعلام والتوسط لدى المسؤولين الأتراك "تم السماح بإدخاله بوثيقة كيملك، اليوم الأربعاء، إلى تركيا للعلاج بالمجان"، وذلك بعد موافقة ولاية هاتاي وتدخّل شخصي من وزير الداخلية، سليمان صويلو، على حسب قول محمد جرجنازي.

وبحسب مسؤول الإعلام في معبر باب الهوى، على الحدود السورية التركية، مازن علوش، فقد أوقفت تركيا منح بطاقة "كيملك" للحماية المؤقتة حتى للحالات الخطرة. وعمدت، منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، إلى إصدار وثيقة سياحية علاجية مؤقتة لمدة شهر، وهذه الوثيقة لا تخوّل حاملها العلاج في مشاف حكومية.

كما يطاول القرار التركي الجديد وقف صرف الدواء المجاني لحاملي الوثيقة السياحية، وعدم استقبال كل المصابين بحالات صحية حرجة، بما فيها أمراض القلب والأمراض السرطانية، الذين كانوا حتى الشهر الماضي يدخلون إلى تركيا ويحصلون على بطاقة "كيملك" تخولهم دخول المستشفيات الحكومية لتلقي العلاج وصرف الدواء مجاناً.

ويؤكد علوش لـ"العربي الجديد" أنه لم يحصل تغيير للقرار حتى اليوم، "رغم الوعود التي تلقيناها، وتواصلنا حتى مع جهات دولية"، مشيراً إلى استثناء حالات خاصة "حوادث وإطلاق نار" فتلك تمنح وثيقة كيملك حتى اليوم، مؤكداً ما قاله محمد جرجنازي بالسماح بإدخال الطفل المصاب بالسرطان اليوم للعلاج في المشافي الحكومية"، ولكنها حالة فردية خاصة جاءت بعد النشر الإعلامي وموافقة المسؤولين".

بدوره، يقول مدير مكتب التنسيق الطبي عند معبر باب الهوى، الطبيب بشير إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، إنه أبلغ السوريين المنتظرين بعدم صدور أي قرار جديد، رغم وجود نحو 600 حالة مرضية داخل سورية لا يمكن علاجها في المشافي السورية في المناطق المحررة (شمال غرب سورية) أو أهل المرضى لا يملكون مالاً للعلاج في مشاف خاصة.

وأكدت مصادر تركية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن المشفى لا يتحمل أي مسؤولية، لأن اسم الطفل ورقم كيملكه لا يوجد على النظام، ولو أنه يحمل كيملك يبدأ برقم 99 لأدخله المشفى وقام بواجبه الطبي والإنساني، ولكن كون الطفل يحمل وثيقة دخول سياحي مؤقت وصاحبها غير مدرج ضمن السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة، فلا يمكن لأي مركز طبي حكومي استقباله، حيث "تعالج تركيا مئات آلاف السوريين على أراضيها، ولم يسبق أن رفض أي مشفى إدخال طفل يحمل بطاقة الحماية المؤقتة"، وفق ما تقول المصادر.

وكان الباحث التركي هشام جوناي قد أكد لـ"العربي الجديد" أن بلاده متكفلة بعلاج جميع السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة، واستمرت خلال السنوات الماضية في استقبال الحالات الحرجة من داخل سورية، ومنحهم بطاقة "كيملك" لعلاجهم مجاناً، رغم أن معظمهم أو مرافقيهم، لا يعودون إلى سورية، والآن "بعض المصادر التركية الرسمية تقول إن رقم وثيقة العلاج السياحية سيتم إدراجه على أنظمة المشافي، وآخرون لا يؤكدون".

وأضاف "لكن في كل الأحوال، تركيا لم تقصر مع السوريين على أراضيها ولن تقصر، ولكن من لا يحمل بطاقة حماية مؤقتة، ليس له الحق في العلاج. ولنتذكر دائماً أنّ المواطن التركي يقول أنا أدفع تأميناً صحياً وضرائب، فيما اللاجئون يتعالجون ويتعلمون مجاناً".

المساهمون