"صولات وجولات" للصوص سورية... "فسحات أمان" لكل السرقات

30 نوفمبر 2021
الأمان شبه مفقود في اللاذقية (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت معدلات جرائم السرقة في مدينتي اللاذقية وجبلة غرب سورية، فلا محرمات توقف اللصوص القادرين على فعل أي شيء من خلع وكسر وتحطيم، والحصول على غنائم من كل نوع ومن أي مكان تمهيداً لبيعها بدخل يعتبر الأهم بالنسبة إليهم.
يصف الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي لـ "العربي الجديد" الحال السائدة في اللاذقية وجبلة بالقول: "الخوف كبير والأمان شبه مفقود. إغلاق الناس أبواب المباني لا يمنع اللصوص من سرقة مضخات مياه وألواح الطاقة الشمسية التي تشكل المصدر الوحيد للسكان للتزود بنور الكهرباء التي باتوا يعتبرونها من مظاهر الرفاهية، وليس حاجة أساسية في حياتهم اليومية".
ويلفت إلى أن "غالبية اللصوص في مأمن من العقاب، باستثناء أولئك الذين يعملون بمفردهم تحت ضغط الجوع والفقر. والمشكلة الأساس التي يعاني منها سكان اللاذقية أن الشرطة لا تبذل جهوداً لاعتقال اللصوص المدعومين والمحسوبين غالباً على قادة سابقين في مليشيات الدفاع الوطني، أو ضباط أمن مقربين لهم، ما يسمح بالإفراج عنهم بعد وقت قصير من اعتقالهم. وهذا أمر شائع يسبب خوفاً كبيراً للناس".
ويشير الجبلاوي إلى أن "ممتهني السلب ينتشرون في كل مناطق اللاذقية وجبلة. وبالنسبة إلى الحوادث فتتركز خلال فترة الليل، وتشمل أيضاً طرقات تربط بين اللاذقية وحماة، وأخرى بين القرى، إلى جانب أوتوستراد بانياس القديم وأوتوستراد جبلة، ومنافذ للعبور إلى القرداحة. كما ارتكبت 4 جرائم قتل على الطرقات".
يضيف: "ينفذ عناصر من مليشيا الدفاع الوطني المزودين بأسلحة والذين يحظون بحماية قادة مليشيات عمليات السلب، وبينهم عناصر سابقون في جيش النظام باتوا بلا عمل بعد تسريحهم من الخدمة. وتستهدف غالبية الحوادث أشخاصاً يقودون سيارات خاصة يسلبون كل ما يملكون من مال وأجهزة هواتف خلوي، وأحياناً بضائع تكون في حوزتهم".

الجهات الأمنية السورية متهمة بالتواطؤ مع اللصوص


وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلن مصدر في وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري أن مواطناً أبلغ شرطة منطقة الحفة باللاذقية أن شخصاً مجهولاً سرق أغراضاً من منزله. وأوضح المصدر أنه "بعد إجراء تحقيق اعتقل فرع الأمن الجنائي المدعو عدي ب. الذي اعترف بسرقة المنزل ومنازل أخرى في الحفة عبر التسلل إليها ليلاً مستغلاً وجود سكانها في الخارج، وبيع المقتنيات التي غنمها للمدعو جاسم أ. الذي أوقف أيضاً، واعترف بشراء المسروقات".
وفي العاصمة دمشق، اعتقلت قوات شرطة قسم الشاغور التابع للنظام السوري أفراد عائلة امتهنوا السرقة والنشل. وقالت في بيان إن "حسام ن. وزوجته رسمية ج. وبناتهما زينب وأميرة وشام ترددوا على كراج في منطقة السيدة زينب، حيث نشلوا مواطنين وسرقوا محتويات في سيارات. واعترف حسام خلال التحقيق بتشغيل زوجته وبناته في النشل لشراء مخدرات كونه متعاطيا ومدمنا. وكشف التدقيق في وضعه وجود بلاغات عدة تطالب بالبحث عنه وملاحقته بتهم النشل وتعاطي المخدرات وأخرى مختلفة".

الشرطة لا تبذل جهوداً للقبض على اللصوص (Getty)
الشرطة لا تبذل جهوداً للقبض على اللصوص (Getty)

ويتحدث يونس عمار، المقيم في منطقة جرمانا بريف دمشق لـ"العربي الجديد"، عن أن "السرقات شائعة من خلال استغلال اللصوص الفترات الطويلة لانقطاع الكهرباء، وتشمل إلى المنازل سرقة إطارات سيارات، علماً أن المنازل الأرضية هي الأكثر استهدافاً حالياً. واللصوص لا يوفرون أي شيء يستطيعون حمله، ويدخلون أي منزل يغيب عنه أصحابه".
وتوسعت أخيراً دائرة السرقة لتشمل أملاكاً عامة في حمص، بينها أجهزة للاتصالات والإنترنت، ما عطّل الخدمات في أجزاء كبيرة من أحياء البياضة ودير بعلبة والزهراء والإنشاءات والمحطة وبابا عمرو ومنطقة طريق زيدل في مدينة حمص، وقرى البويضة وخربة الحمام وحاويك ومناطق أخرى في ريف حمص.
أيضاً، يقول النازح من ريف إدلب الجنوبي عامر أبو أحمد والذي يقيم في مخيم قرب مدينة الدانا شمال إدلب لـ"العربي الجديد" الذي سرقت دراجته النارية قبل أشهر: "يركز السارقون في منطقتنا على الدراجات النارية بالدرجة الأولى لسهولة مهمة الحصول عليها ونقلها، إذ يكفي أن يغيب أصحابها لدقائق قليلة، كي لا يجدوا دراجاتهم النارية لدى عودتهم إلى مكان ركنها. يقتنص اللصوص أدنى فرصة لارتكاب فعلتهم، من دون أن يهتموا بما قد يحدث".

ويروي مصدر في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لـ"العربي الجديد" أن "حوادث السرقة تشمل مناطق محيطة بالمدينة أيضاً، ولا تقتصر على بيوت، إذ يقتحم اللصوص مزارع يسلبون معدات صناعية وزراعية منها. وقبل أيام، نهب لصوص محتويات مزرعة في قرية خالد غلو بينها مواد بناء جلبت لإنشاء مشروع دواجن. كما سرقوا ألواحاً كهربائية داخل مستودعات كسروا أبوابها الرئيسية".
أيضاً، شهدت مدينة حلب التي تخضع لسيطرة النظام السوري ارتفاعاً بنسبة 80 في المائة في معدل الجرائم خلال السنوات الثلاث الماضية. وبلغت نسبة سرقة المنازل فيها 81 في المائة، فيما أظهر استطلاع للرأي أن 75 في المائة من أهلها يخشون التعرض لعمليات سرقة.

المساهمون