بدأت شركة "جونسون أند جونسون" الأميركية تجربة سريرية على 60 ألف شخص في ثلاث قارات، لتجربة "لقاح أحادي الجرعة" لفيروس كورونا، لتصبح رابع شركة تدخل المرحلة النهائية وتجري لقاحات تجريبية في الولايات المتحدة، والتي ستحدد ما إذا كانت اللقاحات فعالة وآمنة.
وتوقع كبير المسؤولين العلميين في الشركة، بول ستوفيلز، أن تكون هناك بيانات كافية للحصول على نتائج جيدة بحلول نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أن الشركة تخطط لتصنيع مليار جرعة خلال العام المقبل، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وتقوم الشركة في البداية باختبار جرعة واحدة، في حين أن اللقاحات الأخرى التي يتم اختبارها في الولايات المتحدة تتطلب أكثر من جرعة لتحفيز استجابة مناعية وقائية. وبحسب الشركة، فإنه يمكن تخزين اللقاح في صورة سائلة في درجات حرارة الثلاجة لمدة ثلاثة أشهر.
وتتبع التجربة دراسة سابقة أظهر فيها اللقاح بجرعة واحدة نتائج واعدة، وستختبر الآن ما إذا كانت جرعة واحدة من اللقاح يمكن أن تحمي الأشخاص من "كوفيد-19"، وتساعد الوكالات الحكومية الأميركية، بما في ذلك المعاهد الوطنية للصحة، ووزارة الصحة، في تمويل الدراسة، والمتوقع أن تكلف نحو 480 مليون دولار، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال مدير أحد مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات الذي يشارك مع شركة جونسون أند جونسون، دان باروش: "اللقاح الذي يتم الحصول عليه من جرعة واحدة ستكون له مزايا لوجستية كبيرة للسيطرة على الوباء العالمي".
المرحلة الثالثة
بدأت الولايات المتحدة المرحلة الثالثة، وهي إحدى الخطوات الأخيرة في تطوير لقاح في 27 يوليو/ تموز الماضي، واستثمرت مليارات الدولارات في مجموعة من تقنيات اللقاحات، بما في ذلك ما يقارب 1.5 مليار دولار لدعم تطوير لقاح "جونسون أند جونسون"، وشراء 100 مليون جرعة مقدماً، وهو ثاني لقاح يستخدم أسلوب ناقلات فيروسية، حيث يأخذ فيروساً غير ضار، ويدخل فيه جيناً يحتوي على مخطط لجزء مميز من فيروس كورونا.
وقال مدير المعاهد الوطنية للصحة، فرانسيس كولينز: "إنه لأمر جيد حقاً أن يكون لدينا هذا التنوع في المنصات لأننا أمام أزمة عالمية. في الولايات المتحدة مع 200 حالة وفاة يومياً، نريد أن نفعل كل ما في وسعنا، لكن دون التضحية بالسلامة أو الفعالية".
وفي دراسة تم إجراؤها على القردة نُشرت في مجلة "نيتشر" في يوليو/تموز الماضي، ظهر نجاح الجرعة الواحدة في تعزيز جهاز المناعة للحماية من عدوى حقيقية. ووعدت "جونسون أند جونسون"، مثل شركات اللقاحات الأخرى، بنشر البروتوكول الكامل لتجربتها، والذي يتضمن معلومات مفصلة حول كيفية تحديد ما إذا كان اللقاح آمنًا وفعالًا.
ويتضمن البروتوكول أيضًا القواعد التي يمكن من خلالها للجنة مستقلة أن تأخذ نظرة خاطفة على البيانات لمعرفة ما إذا كانت هناك إشارات مبكرة واضحة للنجاح أو الفشل.
من جهتها، قالت مديرة المشاركة المجتمعية للشبكة الفيدرالية للوقاية من كورونا، ميشيل أندراسيك: "يجب أن تكون لتجارب اللقاح مشاركة تعكس تنوع أمتنا. نحن بحاجة إلى مشاركة كل فرد للتأكد من أننا ننتج لقاحاً فعالاً للجميع".
وفي المرحلة الثالثة، سيتلقى بعض الأشخاص اللقاح، وسيتلقى البعض الآخر العلاج الوهمي، وسيتتبع الباحثون معدلات الإصابة المصحوبة بأعراض أقل بين الأشخاص الملقحين مقارنة بالأشخاص غير الملقحين.
وسجلت شركة "مودرنا" بالتعاون مع المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية اختبار المرحلة الثالثة في يوليو/ تموز الماضي، وسجل ما يقارب 26 ألف شخص في التجربة التي تستهدف 30 ألف مشارك.
كذلك بدأت شركة "فايزر" وشريكتها BioNTech SE تجربة المرحلة الثالثة من لقاحهما في يوليو، وسجل ما يقارب 32 ألف متطوع، بينما تهدفان إلى مشاركة 44 ألف متطوع، ويتوقع أن تظهر النتائج الأولية للدراستين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وفقا لمسؤولي الشركتين التنفيذيين.
وتناقش الحكومات في جميع أنحاء العالم الجدول الزمني لتقديم لقاحات كورونا للجمهور، إذ يسارع صانعو الأدوية إلى التطوير، ويعتمد مسؤولو الصحة العامة على واحد أو أكثر من هذه اللقاحات لاجتياز التجارب الكبيرة، قبل إتاحتها للمساعدة في كبح الجائحة، وبدأ مطورو اللقاح بالفعل في تصنيع الجرعات التي يمكن أن تكون جاهزة بعد وقت قصير من السماح باستخدام اللقاح.