تُعقَد في مقرّ سفارة دولة قطر بالعاصمة الروسية موسكو يوم الثلاثاء المقبل في الثامن من فبراير/ شباط 2022، الجولة الختامية من مسابقة "جائزة الدوحة" (مسابقة سنوية للغة العربية لغير الناطقين بها) في دورتها الرابعة لاختيار سبعة فائزين للالتحاق بمركز اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع لجامعة قطر بهدف مواصلة مسيرتهم في إتقان لغة الضاد.
وعلى الرغم من تنظيم المرحلتَين الأولى والثانية من المسابقة الخاصة باللغة العربية عن بُعد أو "أونلاين" على خلفيّة الإجراءات الخاصة بمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، فإنّ المرحلة الثالثة الختامية سوف تُنظّم حضورياً وتشمل مقابلات المشاركين مع أعضاء لجنة التحقيق وممثلي جامعة قطر والسفارة القطرية لدى روسيا.
وفي هذا الإطار، تقول أستاذة اللغة العربية في كلية الاستشراق التابعة للمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، عضو لجنة تحكيم "جائزة الدوحة"، لاريسا تشوبريغينا، إنّ "المسابقة ليست فرصة للطلاب الروس لاستعراض مهاراتهم اللغوية فحسب، إنّما كذلك لمواصلة دراسة لغة الضاد في بلد عربي وسط ندرة مثل هذه البرامج للطلاب الروس في الوقت الراهن". تضيف تشوبريغينا لـ"العربي الجديد" أنّه "منذ انطلاقها في عام 2018، أصبحت جائزة الدوحة حدثاً لافتاً في عالم الاستشراق في روسيا يشارك فيه طلاب الجامعات الروسية الرائدة من بين دارسي اللغة العربية، فيما تضمّ لجنة التحكيم أساتذة مخضرمين من مختلف الجامعات ومستشرقين معروفين".
وتلفت تشوبريغينا إلى اهتمام الطلاب الروس بالمشاركة في "جائزة الدوحة"، مضيفة "ينتظر طلابنا المسابقة بفارغ الصبر كونها فرصة لاستعراض مهاراتهم في اللغة العربية والاستشراق والحصول، في حالة الفوز، على منح دراسية للالتحاق بجامعة قطر لمدّة عام". وتؤكد أنّ "هذه فرصة فريدة من نوعها للشباب ليس فقط للارتقاء بمستواهم في اللغة العربية وأدبها في إحدى الجامعات العربية الرائدة، إنّما كذلك لقضاء سنة دراسية كاملة في إحدى الدول الصاعدة بمنطقة تخصّصهم والاطلاع على التجربة التنموية القطرية بأمّ عيونهم وتوسيع شبكة اتصالاتهم المهنية". وتشير تشوبريغينا إلى أنّ "جائزة الدوحة هي حالياً المسابقة المنتظمة الوحيدة في روسيا التي تتيح للفائزين الحصول على منحة تغطي نفقات دراستهم في بلد عربي، بخلاف الحقبة السوفييتية حين كانت ثمّة فرص لتلقي التدريب في البلدان العربية في إطار برامج التعاون بين الدول".
وتُعرَف روسيا تاريخياً بأنّها مدرسة استشراق عريقة تمتدّ جذورها إلى الحقبة القيصرية، وقد تطوّرت في الفترة السوفييتية وسط تمدّد الاتحاد السوفييتي في مختلف بلدان الشرق الأوسط. وحالياً، ثمّة أقسام للغة العربية في عدد من الجامعات الروسية الرائدة بما فيها معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ومعهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو، والمدرسة العليا للاقتصاد، والجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، والجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية وغيرها من معاهد وجامعات في موسكو والمدن الروسية الكبرى.
من جهتها، تشير منسقة مسابقة "جائزة الدوحة" دينارا يانبيكوفا إلى أنّ أبواب المشاركة في "جائزة الدوحة" مفتوحة أمام طلاب الجامعات الروسية من حملة الجنسية الروسية الذين تتراوح بين 18 و27 عاماً. وتقول يانبيكوفا لـ"العربي الجديد": "منذ عام 2018، شكلت مسابقة جائزة الدوحة حلقة مهمّة في الدفع بالتبادل الثقافي بين روسيا وقطر. لكنّنا قرّرنا في الدورة الحالية إدخال بعض التعديلات على ميثاق المسابقة مثل تحديد أعمار المشاركين وأن تكون المشاركة حصراً للطلاب. وقرّرنا منح الفرصة للمستشرقين الشباب عن طريق توفير منصة لتقدمهم الأكاديمي والمهني".
وقبل التحاقها بالعمل بمركز قطر للغة العربية في موسكو الذي تأسّس في العام الماضي، درست يانبيكوفا نفسها في جامعة قطر لمدّة عام وتروي تجربتها، فتلفت أنّ "الدراسة في جامعة قطر كانت بالنسبة إليّ تجربة فريدة من نوعها ساعدتني في تحقيق نقلة تعليمية ومهنية، إذ إنّ الإطار متعدّد الجوانب للتعليم لم يقتضِ تعميقاً لإتقان اللغة فحسب، إنّما كذلك الاطلاع على الجوانب الثقافية والاجتماعية لحياة البلاد. أضف إلى ذلك التشكيلة الدولية للمجموعات الدراسية، الأمر الذي يزيد من سعة الاطلاع والتعرّف إلى العادات والتقاليد للطلاب من عشرات دول العالم".
وبحسب نبذة تعريفية على موقع جامعة قطر، فإنّ مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها هو مركز متخصّص من ضمن قطاع اللغات والإعلام والترجمة في كلية الآداب والعلوم، يمنح شهادات كفاءة للملتحقين به من الطلاب الدوليين الذين لا تكون اللغة العربية لغتهم الأمّ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المنحة التي يحصل عليها الفائزون بـ"جائزة الدوحة" تشمل تذاكر سفر إلى الدوحة ذهاباً وإياباً، والإقامة في سكن الطلاب شاملة الوجبات، ما يتيح للطلاب من أبناء الطبقة الوسطى السفر إلى قطر من دون تحمّل نفقات الإقامة والمعيشة المرتفعة التي تُعرَف بها.