"تحرير الشام" تستهدف من جديد قطاع التعليم برسوم مالية في إدلب

02 أكتوبر 2022
فصل دراسي داخل مدرسة مؤقتة في إدلب (خليل عشاوي/ رويترز)
+ الخط -

أعلنت حكومة "الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، عن إلزام الطلاب في مناطق سيطرتها شمال غربي سورية بزي مدرسي موحد، في حين حددت "الإنقاذ" رسوماً مالية مقابل الحصول على اللباس من قبل الطلاب.

وكشف مصدر تعليمي، فضل عدم التصريح باسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة الإنقاذ فرضت، أمس السبت، مبالغ مالية على الطلاب تتراوح ما بين 8 دولارات أميركية و15 دولاراً أميركياً، بحسب الفئة العمرية للطلاب".

وأضاف المصدر أن "الإنقاذ اعتمدت في اختيار الزي المدرسي الموحد على شركات خاصة، عبر مناقصات أعلنت عنها بشكل داخلي، وكل شركة قدمت عرضا باللون والتصميم، ولكن إلى الآن لم يتم اعتماد نوع محدد".

المصادر ذاتها أكدت أن "هدف حكومة الإنقاذ من إلزام الطلاب بالزي المدرسي، هو كسب مزيد من المال، وفرض رسوم جديدة، لتوسعة مردودها المادي من وراء المؤسسات التي من المفترض أن تكون مجانية".

الصورة
طلاب نازحون يحضرون فصلا دراسيا في مدرسة مؤقتة بإدلب (خليل عشاوي/ رويترز)
طلاب نازحون يحضرون فصلاً دراسياً في مدرسة مؤقتة بإدلب (خليل عشاوي/ رويترز)

عبد الرازق الضاهر مدني من إدلب، ولديه ثلاثة أطفال يتلقون التعليم في مدارس "الإنقاذ"، قال لـ"العربي الجديد" إنه غير قادر على دفع رسوم الزي الذي سوف تفرضه حكومة "الإنقاذ" على الطلاب.

وأضاف الضاهر، خلال حديثه، أنه "إذا ألزمت المدرسة الطلاب بالزي وخيرتهم بين شرائه أو ترك المدرسة، فسوف أختار سحب أولادي من المدارس، بسبب الأوضاع المادية للعائلة".

وأشار الضاهر إلى أن "تكلفة تعليم الطالب الواحد باتت حملا ثقيلا على المدخول الشهري له، وقد تصل التكلفة في بعض الأشهر إلى 60 دولاراً أميركياً بين قرطاسية وأجور نقل الأطفال إلى المدارس، ومستلزمات أخرى مهمة لإتمام العملية التعليمية".

وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت "وزارة التربية والتعليم" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" رسوما مالية تتراوح ما بين 100 ليرة تركية، و150 ليرة تركية، مقابل كل طالب يسجل في المدارس التابعة لها بمحافظة إدلب، وريف حلب الغربي.

ويعاني قطاع التعليم في محافظة إدلب من ضعف كبير بسبب توقف الدعم من قبل الجهات الدولية المانحة، وسيطرة "تحرير الشام" على المؤسسات التربوية في المنطقة.

في حين اتهم ناشطون محليون "هيئة تحرير الشام" باتباع سياسية "تخصيص التعليم"، وتحويله لمدارس خاصة تنهك الأهالي القابعين في مناطق سيطرة "الهيئة"، بسبب الرسوم المالية المحددة لتلقي التعليم في تلك المدارس.

ويبلغ عدد المعلمين المتطوعين في محافظة إدلب أكثر من 5 آلاف معلم لا يتلقون أجورا مالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للطلاب، مما تسبب بتسرب معظمهم وترك مهنة التعليم والانتقال لمهن أخرى.

وسبق أن أصدر فريق "منسقو استجابة سورية"، بيانا يوضح حجم العجز في قطاع التعليم داخل المخيمات السورية، حيث بلغ 85 بالمئة، فيما تشهد تلك المخيمات موجات تسرب كبير للطلاب من المدارس، بسبب الفقر، وندرة المراكز التعليمة داخل تجمعات النازحين شمال إدلب، حيث قدر عدهم بـ 41 ألف طالب.

المساهمون