دفعت الحرب الروسية في أوكرانيا الآلاف ممن فقدوا منازلهم إلى العيش داخل الملاجئ والمخابئ تحت الأرض خشية القصف المتواصل على مدنهم، كما هو الحال في الجنوب، في ماريوبول وخيرسون وميكولايف.
وفي ميكولايف تحديداً، باتت الملاجئ الملاذ الوحيد للكثير من الأسر التي فقدت منازلها بسبب القصف الروسي على المدينة حين أرادت القوات الروسية السيطرة عليها في 26 فبراير/شباط الماضي.
ومع استمرار القصف على المدينة، والذي كان آخره استهداف مبنى المحافظة بصاروخ بعيد المدى، أطلق من مدينة خيرسون وتسبب في تدمير نصفه ومقتل وإصابة العشرات، لم تملك تاتيانا فلادميرفينا إلا خيار التوجه إلى الملاجئ والعيش، فيها مع الاعتماد على المساعدات المُقدمة من السلطات والمتطوعين.
وقالت تاتيانا لـ"العربي الجديد": الوضع في المدينة سيئ جدا، ونحن هنا نعيش بأقل الإمكانيات بعد أن فقدنا كل ما نملك بسبب الحرب، ولم نجد إلاّ هذا الملجأ للعيش فيه مع عشرات آخرين من أبناء المدينة أمثالنا.
وأضافت "أثرت عليّ الحرب مادياً ومعنوياً، خاصة بعد تدمير نصف المدينة، وتحوّلت مجبرة إلى ملجأ يرعاه الصليب الأحمر وسلطات مدينة ميكولايف".
وهو الأمر ذاته الذي أكده ألكسندر، الذي طالب القوات الروسية بالرحيل من بلاده حتى يستطيع استعادة حياته، التي فقدها بسبب الحرب والقصف الروسي المتواصل على مدينة ميكولايف.
وبيّن ألكسندر أنه يعيش في ملجأ بميكولايف إلى جانب كثيرين يتقاسمون الوضع نفسه، ويحاول كل طرف تقديم المساعدة للآخر على قدر الاستطاعة، حتى تمر هذه الأزمة ويرحل الروس عن أوكرانيا.
ومع هزيمة القوات الروسية على أطراف المدينة وتراجعها باتجاه مدينة خيرسون في الجنوب، التي تبعد عن مركز ميكولايف نحو 64 كيلومترا؛ بدأت روسيا باستهداف مباني المدينة بصواريخ بعيدة المدى، أسفرت عن تدمير نصف مباني ميكولايف التي كان يسكنها قبل الحرب قراب نصف مليون نسمة.
ودمّر القصف الروسي أكثر من 1620 مبنى سكنياً، إضافة إلى 69 مبنى تعليمياً و20 مبنى طبّياً، فيما بلغ عدد القتلى في المدينة نحو 145 مدنيا، من بينهم 20 طفلاً، وفقا لتصريحات حاكم المدينة فيتالي كيم.
يذكر أن الحرب الروسية في أوكرانيا تسببت في لجوء أكثر من أربعة ملايين أوكراني إلى دول الجوار، بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا، إضافة إلى نزوح قرابة سبعة ملايين أوكراني إلى مدن أخرى في البلاد، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.