احتجاجات السويداء مستمرة لليوم الـ11 والنظام يحاول شق الصفوف

30 اغسطس 2023
من احتجاجات السويداء (منصة إكس)
+ الخط -

يبذل النظام السوري جهوداً لشق صفوف الحراك الثوري المطالب بإسقاطه في محافظة السويداء جنوبي سورية بعد مرور 11 يوماً على حركة الاحتجاج الشعبي السلمي.

ويعتمد النظام على جهات دينية وشخصيات محلية لحرف حركة الاحتجاج عن مسارها كما فعل في احتجاجات سابقة.

وفي وقت أعلن فيه كبار الطائفة الدرزية في السويداء أبرزهم حكمت الهجري، دعمهم لحركة الاحتجاج لإسقاط النظام، اعتمد هذا الأخير على شيخ عقل الطائفة الثالث، يوسف جربوع، لبث خطاب داعم للنظام كما اعتاد منذ بدء الثورة السورية في العام 2011.

واستغرب نشطاء أقوال جربوع عقب لقائه، الثلاثاء، مع مبعوث رئيس النظام بشار الأسد إلى السويداء صفوان أبو سعدة وهو محافظ ريف دمشق ويتحدر من مدينة السويداء.

وقال جربوع في مقطع مصور إنه يرفض انفصال السويداء عن سورية، ما دفع النشطاء للرد بأن "الحراك لم يشر على الاطلاق لشيء يمت بصلة إلى التقسيم".

وأضاف جربوع أن علم النظام يمثله، معترضاً على رفع المحتجين راية ترمز إلى أهالي السويداء التي يشكل الدروز غالبية سكانها. واعتبر الهتافات التي أطلقها المحتجون وتطالب بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الدولية "خاطئة"، قائلاً إن النظام الحالي يمثل السوريين.

وقال الناشط المدني سهيل محمد مكارم لـ"العربي الجديد"، إن النظام "يحاول إلصاق تهمة الانفصال بالحراك الثوري في السويداء لعدم استطاعته اتهام المحتجين بالإرهاب كما فعل في محافظات سورية".

وتقوم مشيخة العقل لدى الدروز السوريين على ثلاثة شخصيات، هم: حكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف جربوع.

وخالف جربوع في موقفه الداعم للنظام، موقف الشيخين الهجري والحناوي المؤيد للحراك الثوري ومطالب أهل المحافظة في إحداث تغيير حقيقي في سورية ورفض الحلول الجزئية التي يعتمد عليها النظام في تطويق أي حراك مناهض له تشهده السويداء.

ورد محتجون في ساحة الكرامة في قلب مدينة السويداء على موقف الشيخ يوسف جربوع مع دخول الحراك الثوري يومه الحادي عشر، بتكرار الشعارات التي تطالب بـ"اسقاط النظام"، والتأكيد على استمرار الثورة.

وكتب محتجون على لافتة: "شيخ، يا بتوقف مع أهلك، يا بتمثل نفسك فقط".

ورفع المحتجون صوراً لقادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي في عشرينيات القرن الفائت، وهي خطوة يراد منها التعبيرعن توحد السوريين في كافة أنحاء البلاد خلف شعارات ثورتهم ضد نظام الأسد الديكتاتوري.

من جهته، قلل الناشط المدني حمزة المعروفي في حديث لـ"العربي الجديد" من موقف الشيخ جربوع، قائلاً إن "الشارع المعارض في المحافظة يعرف جيدا موقفه الذي عبّر عنه في الاحتجاجات بالمحافظة منذ عام 2014".

وأضاف: "كنا نتمنى أن يقف مع مواطني محافظته وأن يحسن من موقفه"، لكن المعروفي لا ينكر أن "موقف جربوع قد يخلط الأوراق قليلاً نظرا لتمثيله عائلات كبيرة في مدينة السويداء مركز المحافظة"، مستدركا بالقول أن مواقف شيخي العقل الآخرين حكمت الهجري وحمود الحناوي تمثل العدد الأكبر في المحافظة.

ورجح الناشط استغلال إعلام النظام موقف جربوع لـ"التحريض على المحتجين ودفع أهالي السويداء للدخول في خلافات جانبية"، لكنه أضاف أن قلة من المواطنين الداعمين للاحتجاجات والمحتجين اهتموا بموقف هذا الشيخ.

واندلعت شرارة التظاهرات في عموم محافظة السويداء احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، لكنها سرعان ما توسعت وتحولت إلى المطالبة بتطبيق القرار 2254 الخاص بالأزمة السورية والقاضي بتحقيق انتقال سياسي في البلاد.