وجّهت الأسيرة الأردنية المحررة من سجون الاحتلال الإسرائيلي أحلام التميمي، أمس الجمعة، مناشدة ورسالة للعاهل الأردني عبد الله الثاني بالسماح لزوجها نزار التميمي بالعودة إلى الأردن والإقامة فيه.
وقالت التميمي في رسالتها "أنا المواطنة الأردنية أحلام عارف التميمي، زوجة الأسير الفلسطيني المحرر نزار سمير التميمي، اسمحوا لي أن أضع مناشدتي هذه ببابكم وأنتم الأب لكل الأردنيين، وبابهم المفتوح على الدوام، حيث كنتم ولا زلتم تضربون لنا ولكل العالم المثل تلو الآخر في الكرم وحسن الضيافة لكل من طلب اللجوء، إلى هذا البلد والتجأ إليه، متحملين كل تبعات ذلك اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً".
وأضافت "قد كان الأردن سباقاً في احتضاني وملاذاً آمناً لي ولزوجي نزار التميمي بعدما تم الإفراج عنا من سجون الاحتلال وعشنا به وبين أهله منذ ما يقارب الثمانية أعوام أجمل أيام حياتنا ووجدنا ذلك الكرم الأردني المعهود وبادلنا أهله الحب بالحب وتألمنا لألمهم وفرحنا لفرحهم وليس آخراً فقد كُرّمنا بقرارٍ قضائي سطّر التاريخ مجده، إلى أن تفاجأنا بالطلب من زوجي المغادرة على وجه السرعة، مما فرق شملنا وفصلنا عن بعضنا لنعود لحياة البعد وألم الفراق من جديد".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قد ذكرت الخميس الماضي في بيان، أن الأردن رفض تجديد إقامة زوج الأسيرة المبعدة أحلام التميمي، وطلب منه المغادرة. وأفاد البيان بأن نزار، المحرر في صفقة تبادل للأسرى مع كيان الاحتلال الإسرائيلي عام 2011، غادر الأردن متوجها إلى دولة قطر.
ولم يصدر عن الحكومة الأردنية أو وزارة الخارجية أي تعليق بخصوص هذا الموضوع، وكان الأردن رفض في ربيع العام 2017 طلب السلطات الأميركية تسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي، وصادقت محكمة التمييز آنذاك وهي أعلى هيئة قضائية في الأردن، على قرار صدر عن محكمة استئناف عمان، يقضي بعدم تسليم المواطنة الأردنية أحلام التميمي إلى السلطات الأميركية.
وتعيش التميمي في العاصمة الأردنية عمّان منذ إطلاق إسرائيل سراحها، وترفض السلطات الأردنية طلبات الولايات المتحدة بتسليمها رغم وجود معاهدة لتسليم المطلوبين، بحسب الوكالة الأميركية.
وفي 2011، أفرج الاحتلال عن نزار إلى قريته (النبي صالح، غرب مدينة رام الله)، في حين أبعدت خطيبته وقتها أحلام إلى الأردن، ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" برعاية مصرية. وفي عام 2012، تمكن نزار من السفر إلى الأردن، ليتم حفل زفافه على أحلام بعد أن عقدا قرانهما وهما يمضيان أحكاما بالسجن المؤبد.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من إعلان السفير الأميركي في عمان، هنري ووستر، في مايو/أيار الماضي، أن الولايات المتحدة قد تعلّق مساعداتها إلى الأردن، إذا لم يسلّم أحلام التميمي.
وباتت قضية التميمي من أوراق الضغط التي تستخدمها تل أبيب ولوبياتٍ صهيونية، ضاغطة في الولايات المتحدة، باتجاه إرغام الأردن على عدم الاعتراض على خطة إسرائيل ضم نحو ثلث الضفة الغربية إليها، وتنفيذ خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروف بـ"صفقة القرن"، والكفّ عن تلويحه بمراجعة علاقاته الدبلوماسية مع دولة الاحتلال.
وقالت هيئة الدفاع عن الأسيرة الأردنية المحررة، أحلام التميمي، في 17 مايو/أيار الماضي، إن طلب أعضاء من الكونغرس الأميركي تسليمها للولايات المتحدة يأتي في سياق إعلان "صفقة القرن"، ومساعي اللوبي الصھیوني الأميركي للضغط على الأردن.
وذكرت الهيئة، في بيان صحافي صادر عن رئيسها المحامي حكمت الرواشدة، "أن هذا الطلب لیس منفصلاً عن دعم الإدارة الأميركیة للكیان الصهيوني الذي يسعى لضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن".
وعبّرت عائلة التميمي، منتصف العام الحالي، عن قلقها الكبير، وتخوّفها من مطالبة بعض الجهات الأميركية والصهيونية المملكة الأردنية بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي إلى الولايات المتحدة الأميركية، داعيةً الجميع إلى الالتفاف حول قضية أحلام ومساندتها ومناصرتها، مشددة على أن ذلك هو الحصانة الحقيقية والضمانة الأكيدة لبقائها سالمة.
وأحلام التميمي صحافية من أصول فلسطينية تحمل الجنسية الأردنية، وُلدت في 1980 في مدينة الزرقاء بالأردن التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة إلى فلسطين، حيث بدأت هناك دراستها للإعلام في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، وبعد تخرجها عملت مقدمةً للبرامج في تلفزيونٍ محليّ يبثّ من مدينة رام الله اسمه "الاستقلال"، حيث كانت تعمل على رصد انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية.