مفاوضات سد النهضة: مصر تعرض الأضرار وإثيوبيا تضيع الوقت

29 نوفمبر 2019
السد سيكون مفيداً للسودان بتجنيبه الفيضانات (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة، مناقشات فنية حول المسائل الخلافية لسد النهضة الإثيوبي، يومي 2 و3 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وستكون هذه الجولة الثانية من اللقاءات عقب ختام الاجتماع الأول في أديس أبابا منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ضمن الاجتماعات الأربعة المقرر عقدها على مستوى وزراء الموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين، في محاولة للتوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي قبل حلول 15 يناير/كانون الثاني المقبل. ومن المقرر أن تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم، الاجتماع الثالث أواخر ديسمبر، على أن تستقبل أديس أبابا الاجتماع الرابع في أوائل يناير المقبل، وذلك قبيل الاجتماع الثلاثي لوزراء الخارجية والمياه، الذي سينعقد في العاصمة الأميركية واشنطن، منتصف يناير المقبل. وشهد الاجتماع الأول الذي عقد في العاصمة الإثيوبية منتصف نوفمبر، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والبنك الدولي كمراقبين، عرض الدول الثلاث رؤيتها حول ملء وتشغيل السد. يأتي هذا في الوقت الذي نفت فيه مصادر مصرية وسودانية، تحدثت إلى "العربي الجديد"، ما أشيع بشأن موافقة إثيوبيا، خلال الاجتماع الماضي، على مقترح يقضي بملء خزان السد على مدار 7 سنوات، مؤكدة أن هذا الأمر "ما زال سابقاً لأوانه".

وأشارت مصادر دبلوماسية مصرية إلى أن النهج الإثيوبي القديم ما زال متواصلاً، بمحاولة اللعب بالوقت، مؤكدة، في الوقت ذاته، أن إثيوبيا ترفض تزويد الجهات الدولية بدراسات وتصميمات السد للتأكد من مدى سلامتها، وعدم تشكيله أي خطورة مستقبلية على دول الجوار. وأوضحت المصادر المصرية أنه من المقرر أن تعرض القاهرة، خلال الاجتماع المقبل، دراسات بأهم الأضرار التي ستتكبدها حال أصرت أديس أبابا على مواصلة تشغيل السد بتصورها المطروح، ومنها مساحات الأراضي التي ستتعرض للبوار، بالإضافة إلى الخسائر الأخرى.

من جانبه قال مصدر دبلوماسي سوداني مسؤول، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "نحن نتفهم كافة المخاوف المصرية من انخفاض الحصة المائية، ولكن هذا النهر يجمع الكثير من الدول، ويجب أن يكون مصدراً للتعاون بين الدول وليس أداة للخلاف بينهم"، مضيفاً أن "علاقتنا ممتدة على مدار القرون الماضية، ويجب أن نفكر بشكل إيجابي، في التعاون بعيداً عن الصدام". ورداً على اتهام موجه إلى السودان بالانحياز مجدداً للموقف الإثيوبي، قال المصدر إن "الأمر لا ينبغي التفكير فيه بهذا المنطق. نحن لسنا منحازين لطرف دون آخر، فنحن ننحاز لمصالحنا الوطنية المطلقة، مع الحفاظ على مساعينا للتوصل إلى حلول تقود للهدوء في المنطقة".

وأضاف "من الناحية العملية، فالسودان سيكون مستفيداً من السد، خصوصاً أنه سيجنبنا الفيضانات المدمرة كل عام، والتي تسبب أزمات كبيرة للخرطوم، بالإضافة إلى أنه على صعيد الزراعة سيساعد السد السودان على استخدام أمثل لأراضيه في عدم التقيد بالمواسم الزراعية، حيث ستكون الزراعة صيفاً وشتاء بخلاف ما هو حاصل في الوقت الحالي". وأكد المصدر أن "الموقف السوداني واضح تماماً خلال المفاوضات الجارية، ويعبر عنه صانع القرار السوداني بوضوح تام وبدون مواربة أو تلون".

وكانت مصادر مصرية كشفت في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن إثيوبيا طالبت بإشراك الصين في المباحثات الجارية، بصفة مراقب دولي محايد يرتبط مع أطراف الأزمة بعلاقات جيدة. وأوضحت المصادر أن أديس أبابا تقدمت بهذا المقترح بعد حصولها على موافقة وترحيب من بكين، خصوصاً في ضوء التواجد القوي للتنين الصيني في تلك المنطقة، وبالتحديد في سد النهضة حيث تشارك ثلاث شركات صينية عملاقة في عمليات البناء وتجهيز توليد الكهرباء من السد.

المساهمون