سر صمود قوات النظام السوري: الجسور الجوية

21 يناير 2015
تمكنت المعارضة من اغتنام بعض الإمدادات (حسن عبيد/الأناضول)
+ الخط -
أدّى فشل عملية إمداد جويّ، كانت تقوم بها قوات النظام السوري، إلى مطار أبو الظهور العسكري، في ريف مدينة إدلب، شمال البلاد، إلى الاضاءة على قدرة المسلّحين، في إسقاط الطائرات. فقد أسقطت "جبهة النصرة" طائرة شحن عسكري من نوع "أنتونوف" فوق المطار المحاصر، خلال محاولة الطائرة الهبوط. 

انفجرت الطائرة في الجوّ وتناثر حطامها في منطقة واسعة قرب قرية الخشير، القريبة من المطار العسكري. وبثت حسابات تابعة لـ"جبهة النصرة" صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي لحطام الطائرة، ولجثث نحو 35 عسكرياً وضابطاً من قوات النظام قُتلوا إثر تحطمها.

وتستخدم قوات النظام جسور الإمداد الجوية لتموين النقاط العسكرية والمناطق التي تسيطر عليها، ويحول حصار قوات المعارضة السورية لها دون وصول الإمدادات البرية إليها. فدعمت قوات النظام قواتها المحاصرة في شمال وشرق سورية، لشهور طويلة، بجسور جوية قامت بإنشائها، عبر استخدام أسطول طائرات الشحن الجوي وطائرات الشحن المروحية.

وتملك قوات النظام السوري الجوية أكثر من 20 طائرة نقل عسكري من طراز "أنتونوف" و"اليوشن" و"ياكوفليف" روسية الصنع، كما تملك طائرات "داسو فالكون"، فرنسية الصنع، ونحو مائة طائرة مروحية من طراز "ميل مي 8" و"ميل مي 17" روسية الصنع.

وتموّن الطائرات قوات النظام المحاصرة بشحنات الذخيرة والغذاء، وتؤمن عملية تبديل العناصر والضباط. واستخدمت قوات النظام هذه الاستراتيجية في مطار أبو الظهور وفي مطار دير الزور العسكري، شرق سورية، كما استخدمتها سابقاً في إمداد قواتها في مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة، قبل سقوطه بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي. وعلى هذا الأساس مدّت قوات النظام بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين، من قبل قوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، عن طريق مروحيات الشحن العسكرية، التي تهبط أسبوعياً منذ أشهر طويلة.

كما واجهت قوات النظام معضلة في المناطق المتقاربة، فلجأت إلى أسلوب "رمي الذخيرة والغذاء بالمظلات" في إمدادها لقواتها البرية المحاصرة، بسبب عدم القدرة على تأمين هبوط مروحيات النقل العسكرية بسلام، من دون استهدافها من قبل قوات المعارضة، الأمر الذي حصل بشكل شبه يومي ولشهور طويلة، أثناء حصار قوات المعارضة السورية لسجن حلب المركزي، شمال مدينة حلب العام الماضي، مما مكّن قوات النظام المتواجدة في السجن من الصمود لأكثر من سبعة أشهر تحت الحصار، الذي أطبقته قوات المعارضة عليها.

واستخدمت قوات النظام استراتيجية إمداد قواتها البرية المحاصرة بالمظلات، أثناء حصار قوات المعارضة لمعسكري الحامدية ووادي الضيف في ريف إدلب، قبل أن تتمكن قوات المعارضة و"جبهة النصرة" من السيطرة على المعسكرين قبل نهاية العام الماضي.

وكما ظهرت الاستراتيجية عينها أثناء حصار الفرقة 17 واللواء 93 شمال مدينة الرقة، قبل تمكن قوات "داعش" من السيطرة عليهما صيف العام الماضي، وكذلك استخدمت قوات النظام الاستراتيجية عينها في جنوب سورية، وتحديداً في منطقتي الصوامع والسجن، قرب بلدة النعيمة، في ريف مدينة درعا.

وكانت قوات المعارضة السورية قد تمكنت في كثير من المرات من اغتنام شحنات الذخيرة والغذاء، التي تقوم مروحيات قوات النظام برميها لقواتها المحاصرة في مختلف مناطق البلاد. فامتلاك قوات المعارضة للرشاشات الثقيلة والمتوسطة، يجبر في العادة مروحيات قوات النظام على التحليق بارتفاعات شاهقة، لتجنّب استهدافها، الأمر الذي لا يمكن معه إسقاط شحنات الذخيرة والغذاء بالمظلات بشكل دقيق، مما أدى إلى تمكن قوات المعارضة في كثير من المرات من السيطرة على شحنات الإمداد بعد سقوطها في مناطق سيطرتها.

المساهمون