زيارة أمير قطر السعودية لإنجاح قمة مجلس التعاون

15 أكتوبر 2014
+ الخط -

حظيت الزيارة القصيرة التي قام بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جدة، يوم الاثنين، ولقائه العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز، باهتمام شعبي في السعودية، عبر عنه "هاشتاغ" #الشعب_السعودي_يرحب_بأمير_قطر، في موقع "تويتر"، لقي في دقائق من إطلاقه تفاعلاً كبيراً. والزيارة هي الثانية للشيخ تميم إلى السعودية، في أقل من ثلاثة شهور، فقد قام، في 22 يوليو/تموز الماضي، بزيارة مماثلة، اعتبرت تأكيداً على ذوبان الجليد في العلاقات بين البلدين، وعودة المياه إلى مجاريها. كما أن كبار المسؤولين السعوديين شاركوا في اجتماع الملك والأمير، ومنهم، ولي العهد الأمير، سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد، الأمير، مقرن بن عبد العزيز، والأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير، بندر بن سلطان. وقد رافق الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الزيارة رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني.

وسبق للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أن سحبت سفراءها من الدوحة، في مارس/ آذار الماضي، بعدما اتهمت الدول الثلاث قطر بعدم الالتزام باتفاق الرياض، القاضي بعدم التدخل، بشكل مباشر أو غير مباشر، في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الدوحة ردت على الاتهام "إن هذه الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".

ووفق مراقبين سياسيين في الدوحة، جاءت الزيارة الجديدة لأمير قطر إلى جدة، ولقائه العاهل السعودي، لتأكيد رغبة الدوحة في طي ملف الخلاف الخليجي- الخليجي، وتجاوز الأزمة السياسية التي عصفت بدول المجلس، مطلع العام الجاري، وتسببت، للمرة الأولى، بعدم عقد اللقاء التشاوري السنوي لقادة دول المجلس، الذي يعقد عادة في جدة في مايو/ أيار من كل عام. ومن المفترض أن تستضيف الدوحة القمة المقبلة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، حين تتسلم رئاسة القمة من دولة الكويت. وبالتالي، هي حريصة على إذابة كل الخلافات مع دول الخليج، لإنجاح القمة المقبلة.

وتزامنت زيارة أمير قطر جدة، مع زيارة أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى أبو ظبي، التقى فيها كلاً من، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي. وأفيد أن الزيارة تتصل بجهود الكويت لحل الأزمة الخليجية، حيث نجحت الوساطة الكويتية في أبريل/ نيسان الماضي، في التوصل إلى آلية تنفيذ اتفاق الرياض الذي وقع بين الدول الخليجية في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، ما ساهم في تخفيف حدة الخلاف الخليجي-الخليجي، ووقف الاشتباكات الإعلامية بينها.

وكانت تغريدات أطلقها على "تويتر"، الأسبوع الجاري، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، تحدث فيها عن أن "العودة إلى العلاقات المتوازنة والمتكاتفة، هو الهدف الذي يجب أن نعمل لأجله، فالحال، كما يقال، واحد، وطبيعة الحكومات متماثلة، والخطر واحد". وأخرى، قال فيها "عمل المرتزقة والحزبيين في إذكاء نار الفتنة، علينا أن ننتبه له ومنه، فلهم أجندة ليست في صالح آل نهيان أو آل ثاني، أو أي بيوت حاكمة في الخليج". وثالثة جاء فيها: "لا نرضى في، الشيخ خليفة والشيخ محمد بن زايد، لا نرضى في التطاول على، الشيخ حمد والشيخ تميم، آن الأوان أن ننتهي من هذا الذي لا يليق بنا". والظاهر من هذه اللغة، اختلافها أولاً عن تغريدات وتصريحات تصدر في الإمارات بشكل دوري، ظهر فيها تصعيد إعلامي ضد الدوحة، وتأليب عليها أحياناً، ويمكن النظر إلى تغريدات قرقاش الجديدة هذه باعتبارها مؤشراً للتهدئة من أبوظبي في اتجاه الدوحة، بعد أن بات واضحاً أن عقدة جمود الأزمة الخليجية، وامتناع تحقق انفراجة تعيد السفراء الثلاثة إلى قطر، هي إماراتية ولم تعد سعودية.

وكان وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، قد كشف، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن قرب عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، من دون أن يحدد تاريخاً لهذه العودة. كما صرح وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، أكثر من مرة عن انتهاء الخلاف الخليجي ــ الخليجي.

المساهمون