مصادر لـ"العربي الجديد": قوة عراقية خاصة تعتقل مشتبهاً بالهجوم على قاعدة التاجي

20 مارس 2020
الهجوم أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وآخر بريطاني(فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤول عراقي في بغداد، اليوم الجمعة، إن عملية أمنية لقوة خاصة، تابعة لاستخبارات الجيش العراقي، اعتقلت في ساعة مبكرة من فجر اليوم الجمعة، مشتبهاً به في الهجوم الذي استهدف قاعدة التاجي العسكرية في الحادي عشر من الشهر الحالي، وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين اثنين وبريطاني وجرح ما لا يقل عن 10 أميركيين آخرين.

يأتي ذلك مع استمرار تأكيدات مسؤولين أميركيين على ضرورة ملاحقة بغداد لمنفذي الهجوم وتقديمهم للقضاء، وإشراك التحالف الدولي في التحقيقات التي أعلنت السلطات العراقية عن إجرائها للتوصل إلى منفذي الهجوم، في وقت حذر فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن الولايات المتحدة سترد على أي هجوم جديد، مطالباً السلطات العراقية بالدفاع عن عناصر التحالف الدولي، وذلك خلال بيان للخارجية الأميركية، صدر عقب اتصال هاتفي بين بومبيو ورئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، قال فيه الوزير الأميركي إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي هجمات أو تهديدات لحياة الأميركيين.

وبحسب مسؤول عراقي في وكالة الاستخبارات التابعة للجيش، فإن قوة أمنية اعتقلت مشتبهاً به في المشاركة بالهجوم من منزل شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد، بناءً على معلومات استجدت في التحقيق.


وبيّن المسؤول ذاته، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المشتبه به يرجح أن له علاقة بالمساعدة في إيصال منصات الصواريخ إلى منطقة قريبة من محيط قاعدة التاجي، تقع ضمن مدى صواريخ الكاتيوشا، كاشفاً عن أن عدد من جرى اعتقالهم حتى الآن 11 شخصاً، بينهم أربعة من عناصر الأمن من طاقم حاجز تفتيش مر من خلاله منفذو الهجوم من دون إيقافهم أو تفتيش سياراتهم، بينما لا يزال البحث جارياً عن أسماء أخرى، كما تم استدعاء ضابط رفيع للتحقيق معه من دون أن يستجيب لقرار الاستدعاء حتى الآن.

واعتبر أن المعلومات الحالية تشير إلى أن الجماعة المنفذة للهجوم طرف متشدد ضمن حركة النجباء المسلحة بزعامة أكرم الكعبي.

وتواصل لجنة عراقية التحقيق في الهجوم على القاعدة عبر ممثلين عن وزارات الداخلية والدفاع والمخابرات والاستخبارات والأمن الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب، وممثل عن التحالف الدولي بطلب منه.

وحتى الآن، لم تعلن السلطات العراقية عن أي تفاصيل حول مجريات التحقيق، باستثناء بيانها الأول السبت الماضي، الذي كشف عن اعتقال عدد من المشتبه بهم في الهجوم.

وتفرض السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة بمحيط القواعد العسكرية التي تستضيف قوات أميركية أو قوات التحالف الدولي، وضمن مساحة تصل إلى نحو 10 كم من تلك القواعد، بشكل يضمن خروجها عن مدى صواريخ الكاتيوشا التي تمتلكها بوفره المليشيات في العراق. إلا أن الهجمات لم تتوقف، إذ استهدفت الثلاثاء الماضي قاعدة "بسماية" جنوبي بغداد، التي تستضيف قوات أميركية، بصاروخي كاتيوشا، ما يرفع عدد الهجمات التي طاولت القوات الأجنبية في العراق إلى ثلاثة خلال أقل من أسبوع واحد، وأسفرت عن مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واحد، فضلاً عن جرح ما لا يقل عن 13 آخرين.

وقال الخبير في الشأن الأمني العراقي، أحمد الحمداني، إن حكومة عبد المهدي ملتزمة بإعلان نتائج ما توصلت إليه من تحقيقات، كون اللجنة المشكلة فيها ممثلة عن التحالف الدولي، مبينا أن "الأرجح هو الإعلان عن أسماء متورطين بالهجوم وإدانتهم ومعاقبة عناصر أمن بتهم التقصير، لكن من المؤكد أنه لن تتم إدانة أو توجيه تهم لأي من عناصر الفصائل المسلحة أو قادتها البارزين، لضعف رئيس الحكومة الحالية غير الخافي أمام تلك الفصائل".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "واشنطن مدركة تماما المعادلة الحالية بين الحكومة والفصائل المسلحة؛ لذا تأمل أن تتمكن من وقف الهجمات على قواتها، والتحقيقات الحالية التي تتم محاولة من الحكومة العراقية لتقديم نفسها بصفة المسيطر أو اليد الأعلى في البلاد".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، إن التحقيقات مستمرة في الهجوم على قاعدة التاجي شمالي بغداد، مؤكدا أن المسؤول على الهجوم سيقدم للعدالة.

وأوضح تحسين الخفاجي، في حديث أدلى به لوسائل إعلام، أن لدى قيادة العمليات المشتركة معلومات كاملة عن استهداف معسكر التاجي، مضيفا "تبقى لنا فقط تأكيد هذه المعلومات".