عدد معلّق عسكري إسرائيلي بارز "الأخطاء الاستراتيجية" التي قادت إلى نجاح "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى".
وقال كبير المعلّقين العسكريين، رون بن يشاي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ أداء "كتائب القسام" في العملية دليل على "الوهم" الذي استشرى في قيادة جيش الاحتلال، والذي تمثّل في الاعتماد على القدرات التكنولوجية، مشيراً إلى أنّ مقاتلي "الكتائب" تمكّنوا من شلّ روابط الاتصال بين هذه القدرات بواسطة مسيّرات صغيرة.
وفي تحليل موسع نشره موقع الصحيفة، اليوم السبت، أشار بن يشاي إلى أنّ الاعتماد على المنظومات التكنولوجية كأحد أهم وسائل الدفاع والتأمين ثبت فشله في أعقاب العملية.
وبحسب تحليله، فقد أسقطت "طوفان الأقصى" أيضاً الرهان الإسرائيلي على منظومة العوائق المادية على طول الحدود مع قطاع غزة، المزودة بمنظومات تحكّم ومراقبة متطورة في إحباط عمليات التسلل.
ولفت إلى أن عملية "طوفان الأقصى" لم تدلل على خطورة وفاعلية حركة حماس العسكرية فقط، بل أيضاً كشفت أنّ لديها "تقديرات دقيقة حول نقاط ضعفنا ونقاط ضعف المنظومة التكنولوجية التي كان يفتخر بها الجيش والمؤسسة الأمنية".
وتمثل الخطأ الاستراتيجي الثاني، كما يرى بن يشاي، في نجاح "حماس" بتضليل إسرائيل عبر إيهامها بأنها غير معنية بالتصعيد، وذلك عندما لم تساهم في الرد على عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات حركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف أنّ حركة حماس عملت على تكريس هذا الانطباع لكي تتمكّن من التخطيط والإعداد لعملية "طوفان الأقصى"، وهو ما جعل جيش الاحتلال واستخباراته العسكرية يصلان إلى قناعة بأنّ الحركة "مردوعة"، وهو ما اقتنع به أيضاً المستوى السياسي الحاكم في تل أبيب.
وبحسب يشاي، فإنّ مشكلة إسرائيل الأخرى تمثلت في الفشل بمعرفة جوهر وسمات العدو الذي يقف أمامها، لافتاً إلى أنّ إسرائيل لم تتعرف على العدو الذي يتمركز في محيطها.
وأبرز المعلّق الإسرائيلي أنّ الخطأ الاستراتيجي الثالث الذي دللت عليه "طوفان الأقصى" تمثل في عمل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الحفاظ على حكم حماس في قطاع غزة، وحكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأضاف أنّ الجيش والمخابرات الإسرائيلية وقعا في خطأ كبير عندما اعتقدا أنّ حركة حماس حاولت السيطرة على مستوطنات أو مواقع عسكرية، وأنها ستعمل على السيطرة على مستوطنة أو موقع واحد من منطلق أن تعداد وحدة "النخبة" في "كتائب القسام" التي نفذت "طوفان الأقصى" قليل.
وأشار إلى أنه تبين لاحقاً أنّ عدد مقاتلي وحدة "النخبة" يتراوح بين ألف إلى ألفي مقاتل مزودين بأسلحة وعتاد متطور.
واستدرك بالقول إنّ الفشل الاستخباراتي هو أكبر مظاهر الفشل الإسرائيلي في عملية "طوفان الأقصى" والذي تمثل في عدم الحصول على معلومات استخبارية مسبقة، على الرغم من مشاركة عدد كبير من الأشخاص في التخطيط والإعداد والتدريب قبل العملية.
وأوضح بن يشاي أنّ إسرائيل توصلت إلى قناعة استراتيجية مفادها بأنه يتوجب القضاء على حكم حركة حماس، لأنه لا يمكن الحفاظ على نمط حياة طبيعي طالما ظلت الحركة على رأس الحكم في غزة، ما يتطلب شن عملية برية تستغرق أسابيع أو أشهراً.