26 ألف مسلّح داخل بلدة سنجار العراقية: مشهد يهدد الانتخابات المرتقبة

28 ابريل 2021
تواجد 26 ألف مسلح داخل سنجار(Getty)
+ الخط -

أثار مسؤولون عراقيون، ملف إجراء الانتخابات البرلمانية المرتقبة، في بلدة سنجار 110 كيلومترات غرب محافظة نينوى شمالي العراق، مؤكدين صعوبة ضمان نزاهة الانتخابات وإعادة النازحين إلى البلدة، وكشفوا تواجد 26 ألف مسلح داخل البلدة ينفذون أجندات تهدد أمنها.
ولم تستطع الحكومة العراقية، تنفيذ بنود الاتفاق الذي أبرمته قبل 6 أشهر مع حكومة إقليم كردستان، بشأن تطبيع الأوضاع في البلدة، وإخراج الفصائل المسلحة التي تسيطر عليها (حزب العمال الكردستاني، وفصائل تابعة للحشد الشعبي)، إذ عارضت تلك الفصائل الاتفاق، وضاعفت من أعدادها داخل البلدة لمنع تنفيذه.
النائبة عن البلدة، خالدة خليل، قالت إن "الوضع الأمني في سنجار مضطرب وغير مستقر مع وجود قوات دخيلة"، مبينة في تصريح لصحيفة عراقية محلية، أنه "يوجد أكثر من 26 ألف مسلح في داخل سنجار، في وقت يبلغ عدد سكان القضاء 360 ألف نسمة أغلبهم نازحون في 16 مخيما في إقليم كردستان".

وأشارت، إلى أن "اتفاق سنجار لم ينفذ على الرغم من مرور 6 أشهر على إبرامه، بعد أن عولنا عليه في إنهاء ملف النزوح قبل الانتخابات المبكرة"، مبينة أن "التنظيمات المسلحة تعيق عودة النازحين إلى ديارهم في البلدة، كما أنها تتحمل مسؤولية الاضطراب الأمني المستمر".
ولفتت إلى أن "الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لن تكون سهلة في سنجار، بالنظر إلى الظروف الراهنة فيها، وعدم عودة النازحين".
ومع اقتراب موعد الانتخابات، عمدت تلك الفصائل إلى زيادة ضغوطها على الأهالي، لتحقيق أجنداتها في البلدة، والأسبوع الفائت، حذّر قائم مقام سنجار محما خليل، من هجرة عكسية جديدة من البلدة بسبب تهديدات وممارسات حزب "العمال الكردستاني"، موضحاً أن مسلحي "الكردستاني"، ما زالوا متواجدين في المدينة، والتهديدات التي تمارسها جماعات مسلّحة تابعة له على السكان تسببت بنزوح جديد من سنجار.

من جهته، أقر مسؤول محلي في البلدة، بأن الوضع الأمني يزداد سوءاً بشكل متسارع، وأن ممارسات تلك الفصائل باتت تشكل خطرا على الحياة العامة في البلدة، وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، إن "تلك الفصائل نجحت في عسكرة المدينة وبث الكراهية والحقد بين من عاد من السكان والكل محتقن فيها بسبب المليشيات، الأمر الذي أثار قلق الأهالي، وجعل الكثير من العوائل تفكر بمغادرة البلدة".
وأكد أن "أهداف تلك الفصائل معروفة للجميع، إذ إنها تريد منع عودة النازحين، كما تريد الدفع نحو نزوح جديد للأهالي، وفق أجندة تريد منها التأثير على الانتخابات البرلمانية ونتائجها"، مشدداً على أنه "في حال لم تتدخل الحكومة بخطوات حازمة وسريعة، فإنه لا يمكن أن تجرى انتخابات نزيهة في البلدة، من دون أن يكون هناك تأثير من تلك الفصائل عليها".
وأشار إلى أن "وجهاء البلدة وشيوخها، سيشكلون وفداً للقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعرض ما يجري من أحداث في البلدة عليه، وسيحمّلونه مسؤولية ذلك".
ويقضي الاتفاق الذي وقعته الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار المتنازع عليها بين إقليمي بغداد وأربيل، وإخراج الفصائل المسلحة منها، لأجل تأمين عودة جماعية للنازحين.

المساهمون