اليمن: "المجلس الانتقالي" يلجأ إلى القبائل لتعويض خسائره

11 يونيو 2020
إغراء القبائل بالمال للدفع بأبنائها لأبين (نبيل حسن/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ أتباع الإمارات في "المجلس الانتقالي الجنوبي" بحشد أبناء بعض القبائل لدعمهم في معركتهم ضد الحكومة الشرعية جنوبيّ اليمن وشرقيّه، في مسعى أخير من أبوظبي لإنقاذ حلفائها بعد تراجعهم في أبين ومحاصرتهم في مناطق محدودة، أبرزها عدن.

وكشفت مصادر قبلية في يافع والضالع وردفان، فضلاً عن مصادر في "الانتقالي"، لـ"العربي الجديد"، عن أن قيادات في المجلس توجهت نحو عدد من القبائل وبعض الشخصيات القبلية والاجتماعية في الضالع ويافع وردفان والصبيحة، مطالبة إياها بمساعدة "القوات الجنوبية" التابعة للمجلس في مواجهة قوات الشرعية، وإغراء هذه القبائل بالدعم المالي للدفع بأبنائها إلى أبين.

وأكدت المصادر أن بعض القبائل تجاوبت مع هذه المساعي، وبدأت بالحشد في يافع والضالع وبعض مناطق ردفان شمالي لحج، ووصلت بعض قوافل المقاتلين إلى أبين خلال اليومين الماضيين، وأخرى في طريقها، مضيفة أن هناك التزاماً من "الانتقالي" بتسليح أبناء القبائل الذين سيساندون قواته في المعارك في منطقة الشيخ سالم وزنجبار في أبين.

وفي السياق نفسه، كشف الضابط في محور العند، مراد الردفاني، لـ"العربي الجديد"، عن أن هناك ضغوطاً تمارس على قائد محور وقاعدة العند العسكرية والجوية، اللواء ثابت جواس، لإشراك ألوية عسكرية محسوبة على الحكومة في المعركة إلى جانب قوات "الانتقالي" في أبين، وذلك من خلال الدفع بعدد من القوات الموجودة في قاعدة العند في محافظة لحج. 

وقال الردفاني إن اللواء جواس خضع لهذه الضغوط وأصدر توجيهات لجميع أفراد الألوية العسكرية بالحضور الإلزامي إلى قاعدة العند، وهدد من لا يحضر بوقف راتبه وبالفصل من الخدمة العسكرية، بسبب ضغوط "الانتقالي" على قيادة محور العند، خصوصاً أن صرف رواتب الألوية ومخصصاتها بات بيد المجلس بعدما كانت هذه الأولوية تتسلّم رواتبها ومخصصاتها من الحكومة، لكن سيطرة المجلس على عدن ولحج والضالع، التي تشكل جزءاً كبيراً من المنطقة العسكرية الرابعة، جعلت الرواتب بيد وكلاء الإمارات.

وحول الحشد القبلي، قال القيادي الميداني في صفوف قوات الشرعية في أبين، العقيد محمد المحوري، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات الإمارات باتت تدرك خطورة وضعها وتزايد الرفض الشعبي لها، إضافة إلى تزايد أعداد المنضوين تحت لواء القوات الحكومية، لذلك تحاول استخدام القبائل في بعض مناطق الجنوب كما حدث في حضرموت وشبوة وسقطرى، عبر إغراء بعض الوجاهات، وحالياً تحاول إقناع قبائل في مناطق نفوذها في يافع والضالع.

وأكد المحوري أن مليشيات "الانتقالي" تعاني من نقص في الدعم المالي، وأيضاً في الأفراد والخبرات، ونجحت قوات الجيش في أبين بتعريتها في العمليات العسكرية، التي كان آخرها يوم الأحد بعد أن تمكنت قوات بسيطة من السيطرة على مناطق عدة، إضافة إلى أكبر مدن محافظة أبين مدينة جعار خلال دقائق، واستولت على كل السلاح الإماراتي، وعادت إلى ثكناتها، مخلفة قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف تلك المليشيات، بينهم قيادات بارزة.

وكشف المحوري عن أنه بسبب هذه الهزائم التي يتلقاها الانفصاليون في أبين، يحاولون استخدام القبائل، كذلك فإن قياداتهم تعمل على إضفاء الصراع المناطقي في حربها، مع تحميل قائد مليشياتها في أبين عبد اللطيف السيد مسؤولية هذه الخسائر، واتهامه بالخيانة والتواطؤ مع قوات الشرعية، فقط لأنه من محافظة أبين، وبحكم أن أغلب القيادات في طرف الشرعية هم من المحافظة.

وسعى "الانتقالي" خلال اليومين الماضيين إلى الاستفادة من الدعم القبلي من يافع والضالع، لشنّ عمل عسكري لاستعادة المواقع التي سيطرت عليها القوات الحكومية في أبين أخيراً، لكن ذلك لم يحقق له أي نتيجة. 

وأرجع القيادي في "المقاومة الجنوبية" عمر اليافعي ذلك إلى فارق الخبرة بين الطرفين، الذي تتميز به قوات الشرعية مقارنة بقوات "الانتقالي". 

وقال اليافعي لـ"العربي الجديد" إن أغلب عناصر "الانتقالي" شباب صغار في السن، ويجري إشراكهم لأول مرة في هذه الحرب، بينما أغلب قوات الحكومة ينتمون إلى وحدات الجيش السابقة في أثناء نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والكثيرون منهم شاركوا في حروب عدة خلال العشر سنوات الماضية، كذلك إن أغلب أبناء القبائل منظمون في صفوف قوات الشرعية، ولا سيما من قبائل شبوة وأبين والصبيحة.

 

المساهمون