احتجاجات الولايات المتحدة: المسؤولون يلجؤون إلى فزاعة "المندسين" وتحذيرات من كورونا
في الوقت الذي لم يفلح فيه قرار حظر التجوّل، ولا تلويح "البنتاغون" بتدخّل الجيش، في وقف تظاهرات الأميركيين الآخذة في التوسّع عبر عدّة ولايات، احتجاجًا على تكرار مقتل أميركيين سود على يد الشرطة، وآخرهم جورج فلويد في مينيابوليس؛ بدأت تظهر أصوات في الأوساط الأميركية الرسمية تلمّح إلى إمكانية وجود "مندسين خارجيين" بين المتظاهرين، وأخرى تحذّرهم من كورونا.
ورصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية خطابًا رسميًّا متنامياً يدور حول فرضية وجود "مندسين خارجيين" في أوساط المتظاهرين، يتصدّره تصريح الرئيس الأميركي نفسه، دونالد ترامب، الذي كتب في تغريدة له أن "80% من المحتجيّن في مينيسوتا (حيث تقع مينيابوليس) قدموا من خارج الولاية". وفي حين أشار ترامب بإصبع الاتهام إلى "اليسار الراديكالي"، فإن مسؤولين آخرين اتّهموا، على النقيض، جماعات من "المتطرفين البيض" تارة، ومن "عصابات المخدّرات" تارة أخرى، وصولًا إلى الحديث عن "عملاء خارجيين".
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن حاكم مينيسوتا، تيم والتز، قوله إنه "ليست لديه شكوك" في أن "80 بالمائة من الاحتجاج أو الشغب هو من خارج ولاية مينيسوتا"، حيث مدينة مينيوبوليس التي اندلعت منها الاحتجاجات، مشيرًا إلى احتمالية وجود "متطرفين يمينيين مؤمنين بسيادة البيض"، أو "عصابات مخدّرات منظّمة".
ورغم عدم وجود دلائل تؤكد هذه الرواية، كما تنقل "واشنطن بوست" عن مسؤول فيدرالي قال إنه "ليس على علم بأي معلومات استخبارية عن عصابات" تخترق الاحتجاجات، لا يزال مسؤولون آخرون في مينيسوتا يرددون هذا الطرح، من بينهم مفوض إدارة السلامة العامة في الولاية جون ارينغتون، وعمدة مينيابوليس نفسه جاكوب فراي، الذي صرّح: "نحن نواجه متطرفين بيضًا، وأعضاء في عصابات منظمة، ومحرّضين خارجين عن القانون، وربما عملاء خارجيين لتدمير وضعضعة مدينتنا ومنطقتنا".
علاوة على ذلك، كان وزير العدل الأميركي، وليام بار، قد أشار أيضًا إلى وجود "عناصر متطرّفة عنيفة تشوّه أصوات الاحتجاج السلمية"، إلا أنّه ذهب إلى اتهام "الجماعات الأناركية واليسارية المتطرفة مستخدمة تكتيكات شبيهة بمناهضة الفاشية"، في إشارة إلى الجماعات المناهضة للفاشية التي استخدمت العنف.
بالتوازي مع ذلك، حذّرت عمدة أتلانتا، التي دخلت على خطّ الاحتجاجات أيضًا منذ أيام، المتظاهرين من تفشّي فيروس كورونا في أوساطهم، بعد أن كسرت التظاهرات سياسة التباعد الاجتماعي في البلاد التي سجّلت أرقامًا قياسية في الإصابات والوفيات بالفيروس عالميًّا.
وخاطبت عمدة أتلانتا، كيشا لانس بوتومز، المتظاهرين بالقول: "إذا كنتم خرجتم للاحتجاج الليلة الماضية، فربما تحتاجون للخضوع لاختبار كوفيد-19 هذا الأسبوع"، وحذرت من أنه "لا تزال هناك جائحة في أميركا تقتل السود وذوي البشرة الداكنة بأعداد أكبر"، وفق ما نقلت عنها وكالة "أسوشييتد برس".
من جانبه، حذّر مفوض الصحة في ولاية مينيسوتا أنه من شبه المؤكد أن تتسبب الاحتجاجات في إصابات جديدة، في حين قال عمدة مينيابوليس، فراي: "لدينا أزمتان كبيرتان".
وبحسب "أسوشييتد برس"، فإن خبراء صحيين يخشون من إمكانية نقل حاملي الفيروس، الذين لم تظهر عليهم أعراض للمرض إلى آخرين عن غير قصد، خلال الاحتجاجات التي لا يلتزم فيها معظم المحتجين بارتداء الأقنعة وقواعد التباعد الاجتماعي.
وتنقل الوكالة عن رئيس قسم علوم الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، برادلي بولوك: "سواء تم إطلاق النار عليهم أم لا، فإن ذلك لا يمنعهم من الإصابة بالفيروس". كما ذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن أقنعة القماش تمنع المصابين من نشر الفيروس، لكنها ليست مصممة لحماية مرتديها من الإصابة.