نشطاء عراقيون يطلقون حملة "وينهم" لكشف مصير المختطفين

30 مايو 2020
الملف مرتبط بالمليشيات المتنفذة (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
أطلق ناشطون ومدونون عراقيون حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة بالكشف عن مصير آلاف المختطفين العراقيين من سكان مدن الشمال والغرب، الذين اختطفتهم مليشيات مسلحة بعد فرارهم من مدنهم بفعل احتلال تنظيم "داعش" الإرهابي لها، عارضين صوراً ومقاطع فيديو لهم في آخر لحظات، وهم يُقتادون من قبل مليشيات مسلحة ضمن "الحشد الشعبي".
وتأتي الخطوة بالتزامن مع قرب حلول الذكرى الرابعة لأكبر عمليات الاختطاف الجماعي التي نُفذت شمالي الفلوجة وطاولت مئات المواطنين الذين فُصلوا عن النساء والأطفال واقتيدوا إلى جهات مجهولة عام 2016.

ويعدّ ملف المختطفين الذين تراوح أعدادهم ما بين 16 ألفاً و20 ألفاً، وفقاً لتقديرات منظمات محلية وسياسيين ونواب برلمان، من أكثر الملفات المعقدة في البلاد، فتورط مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران باختطاف أغلبهم، زاد من خطورة متابعة الملف، لما تتمتع به تلك المليشيات من سلطة ونفوذ واسع، استطاعت من خلاله إغلاق الملف وإنهاء عمل لجان التحقيق التي أدانت في تحقيقها الأولي فصائل من "الحشد".
ويشكك مسؤولون عراقيون في جدية حكومة مصطفى الكاظمي، بمتابعة الملف، على الرغم من توجيهه، في منتصف الشهر الحالي، وزير الداخلية عثمان الغانمي، بالكشف عن مصير المخطوفين والمغيبين، لكن لم تُتَّخَذ أي إجراءات عملية بهذا الاتجاه حتى الآن.
ويطلق مسؤولون في المحافظات المحررة، التي تعرض أبناؤها للاختطاف، خاصة خلال فترات نزوحهم هرباً من "داعش"، مطالبات ومناشدات بين فترة وأخرى للحكومة، بفتح الملف، والكشف عن مصير المغيبين.
وشارك النائب عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، وسم "وينهم"، وقال في تغريدة له إن "الدعم الشعبي الميداني والدعم الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعزز جهودنا الرامية إلى كشف مصير المغيبين والمختطفين، ويقوي موقفنا في مجلس النواب لتشريع قانون العفو العام".

وكتب الخبير بالشأن السياسي، لقاء مكي، في تغريدة له: "لن يعتدل ميزان العراق، وموازينه قبل رفع الظلم وردّ المظالم. كل ذلك بعيد، ما دام آلاف العراقيين مغيبون منذ سنوات، على أيدي المليشيات".

وانتشر الوسم بنحو متسارع على صفحات التواصل، وقال مغرد عرّف عن نفسه باسم "ياسين": "15 ألف مغيب من العراقيين بين عامي 2015 و2017 مروا في سيطرات حزب الله والخراساني والنجباء والعصائب ثم تم تغيبهم".

الباحث العراقي، مجاهد الطائي، قال: "إذا تتحدث عن جرائم داعش، الجميع يصفق لك، أما إذا تحدثت عن جرائم المليشيات، فيضع عليك البعض علامة استفهام، وكأنهم يريدون أن نصمت عن جرائم المليشيات وسجونها السرية؛ لأنهم ساهموا في استعادة المدن من داعش!"، مؤكداً أن "الإجرام لا يعرف مذهباً ولا عرقاً، والنَّاس الأبرياء وأهالي المغيبين قسراً ينتظرون الحساب".

عمر الحمداني، قال من جانبه: "المليشيات تعطل دور القضاء العراقي في الكشف عن ملف المغيبين في المناطق المحررة من داعش".

فيما أوضح الصحافي محمد قادر السامرائي، أن "بلدة سامراء (في محافظة صلاح الدين) لم يدخلها داعش وحدها، وقد سجلت 1800 مغيب قسري، فما بالكم بقية المحافظات المحررة؟".

رنا خليفة قالت في تغريدة لها: "يا حكومة مصطفى الكاظمي، المليشيات كما تزعم أنهم جزء من المنظومة الأمنية، أين أبناؤنا؟"، مؤكدة أن "الجواب عند مليشيات الخزعلي والنجباء والصدر والخراساني وحزب الله، والحشد الشعبي".

الإعلامي أحمد الزيادي، قال في تغريدته: "في العراق آلاف المغيبين والمعتقلين والمخطوفين والمفقودين... عوائلهم وأهلهم ينتظرونهم، بعضهم مغيَّب لدى المليشيات، وبعضهم مغيَّب لدى الإرهاب، وبعضهم مغيَّب لدى العصابات. إغلاق هذا الملف أصبح ضرورة قصوى وواجباً وطنياً مقدساً".

أما حازم المعموري، وهو من أهالي الموصل، فقد قال في تغريدته: "أربعة من أخوتي مغيبون منذ عام 2014 وحتى اليوم"، مناشداً: "أرجعوهم لأهلهم وأولادهم وزوجاتهم".

من جهته، كتب الإعلامي دريد عبد الوهاب، في تغريدته، أن "الحقوق لا تسقط بالتقادم".

ونشر المواطن، ياسين، فيديو لأم تشكو ألم فراق أولادها المختطفين، متسائلاً في تغريدته: "أين أولادها المظلومون؟".


المواطن أمجد، قال في تغريدته: "ليس هناك أشد وجعاً، من صرخة مظلوم لا تسمع. يجب أن نكون صوتهم".

وأوضح محمد الكبيسي في تغريدته أن "العيد التاسع مرّ، ولا يزال أهالي المغيبين يستبشرون بطرقة الباب، علّ غائبهم يعود".

المساهمون