صحيفة إسرائيلية: مؤشرات عربية لعدم معارضة ضم المستوطنات وغور الأردن

27 مايو 2020
خلال تظاهرة رفضاً لخطة ترامب(جعفر إشتية/فرانس برس)
+ الخط -
زعمت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أن دولاً عربية قد لا تعارض خطة ضم المستوطنات وغور الأردن بشكل فعلي، خلافاً لتصريحات القادة السياسيين لهذه الدول.
وادّعت الصحيفة، اعتماداً على تصريحات نسبتها لمصدرين أردني ومصري رفيعي المستوى، أن المعارضة لقرار إسرائيلي تقدم عليه حكومة الاحتلال لضم أو فرض السيادة والقانون الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ومناطق من غور الأردن، لن تكون فعلية، ولن تؤدي إلى شرخ في علاقات بين دول مثل الأردن ومصر وإسرائيل، ولن تدفع دولاً عربية في الخليج إلى التحرك ضد مثل هذا القرار.
ووفقاً للتقرير المذكور، فإن ما يدور وراء الكواليس مغاير كلياً للتصريحات العربية المعلنة، فقد منح ممثلو هذه الدول في لقاءاتهم في الأشهر الأخيرة بالمفوضين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للدفع لتطبيق خطة "صفقة القرنجاريد كوشنر وآفي بيركوفيتش، ضوءاً أخضر لمواصلة الطاقم الإسرائيلي الأميركي لترسيم الحدود عمله، على الرغم من موقفهم الرسمي والمعلن.
ونسبت "يسرائيل هيوم" إلى "مصدر رفيع المستوى" في المملكة الأردنية الهاشمية قوله إن الملك الأردني عبد الله الثاني، تحدث في خطابه الأخير للشعب الأردني عن إنجازات المملكة منذ تأسيسها وحتى نجاحها في وقف جائحة كورونا، لكن "الشيء الوحيد الذي لم يذكره في خطابه، ولو بكلمة واحدة، هو الموقف الرسمي للأردن من موضوع ضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، حتى في مقابلته مع صحيفة "دير شبيغل"، امتنع الملك عن التصريح بأن الضم سيؤدي إلى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل".
وعلّل المسؤول الأردني ذلك بقوله، بحسب ما أوردت الصحيفة، أنه في حال علّق الأردن اتفاقية السلام، أو أعلن إلغاءها، ستتضرر مكانته في الأماكن المقدسة في القدس، عدا عن أن الملك يفضل انتشار قوات إسرائيلية غربي الأردن على قوات فلسطينية أو قوات دولية، وكان هذا أحد أسباب معارضته في الماضي لمبادرة وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري. كما أنّ أجهزة الأمن الأردنية "ترتبط بعلاقات متينة مع نظيرتها في إسرائيل، ومع كلّ الاحترام للمصالح الوطنية الفلسطينية، فإن المصلحة الوطنية الأردنية تسبقها، والملك معني بالحفاظ على مكانة المملكة في القدس وعلى العلاقات الجيدة مع واشنطن، والباب المفتوح أمامه عند الرئيس ترامب"، على حدّ قول المسؤول.

وادعى المسؤول الأردني، بحسب "يسرائيل هيوم "، أن العاهل الأردني ليس معنياً بحالة غليان لدى الفلسطينيين في الأردن بما يمكن له أن يهدد العائلة المالكة، مضيفاً: "نحن نرى ما يحدث في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية منذ أعلن أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وقف التنسيق الأمني. يوجد في رام الله تخوف كبير من أن ترفع (حماس) والمتطرفون في الضفة الغربية رؤوسهم، كما حدث في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. سيواصل الأردن رفع صوته الرسمي ضد خطة الضم، خصوصاً من خلال تصريحات علنية لرئيس الحكومة ووزير الخارجية، كما كان أخيراً، لكن الملك سيمكّن تمرير خطة الضم بحدّ أدنى من الأضرار لمصالح الأردن".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الموقف الذي عبّر عنه المسؤول الأردني، مقبول أيضاً عند جهات أمنية في مصر والسعودية والإمارات. وقال مسؤول سعودي مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، للصحيفة، إن السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة تتفق في موقفها غير الرسمي المؤيد لتطبيق خطة الضم، مضيفاً: "الموقف الرسمي العربي هو ضد كل خطوة تضرّ، للوهلة الأولى، بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة وبالمصلحة الوطنية الفلسطينية، مع ذلك على الفلسطينيين أن يدركوا أن العالم كله، وعلى نحو خاص دولا عربية، قد مرّ بتغييرات كبيرة منذ مؤتمر اللاءات العربية في الخرطوم. الاعتراف بإسرائيل بات حقيقة ناجزة. ومع كل الاحترام لعشرات الفلسطينيين في غور الأردن فإن دولاً عربية مثل السعودية، مصر، الإمارات العربية، والأردن، لن تخاطر بعلاقاتها مع إدارة ترامب من أجلهم".
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الأمن المصري تأكيده أن "حكام الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والملك الأردني عبد الله الثاني، وحكام الإمارات العربية، يعتبرون الصراع ضد إيران ووقف الهيمنة الإيرانية الشيعية في الدول السنية في المنطقة أهم بكثير من القضية الفلسطينية. لإسرائيل والولايات المتحدة وزن كبير في الصراع ضد إيران. لن يعرّض أي زعيم عربي مجمل مصالح وقف التوسع الإيراني، من أجل الفلسطينيين"، على حد قول المصدر.
المساهمون