حسن نصرالله يدعو لتسريع ترتيب العلاقات بين سورية ولبنان

13 مايو 2020
نصرالله انتقد "المماطلة" في إعادة العلاقات من الجانب اللبناني(Getty)
+ الخط -
دعا أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في كلمة تلفزيونية، اليوم الأربعاء، لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال القيادي البارز في الحزب مصطفى بدر الدين الملقب بـ"ذو الفقار" بقصف مدفعي طاول أحد قواعده في دمشق، إلى المسارعة في تسوية وترتيب العلاقات مع سورية لفتح الحدود والمعابر وإحياء القطاعات الإنتاجية، "إذ لا يجوز أن يستمرّ الوضع القائم مع الدولة السورية بسبب عداوات ورهانات سياسية خاسرة وخاطئة عند عدد من القوى السياسية اللبنانية"، مشيراً إلى أنّ "ترتيب الوضع من شأنه أن يفتح باباً مهماً جداً للوضع الاقتصادي اللبناني. ولا يجوز أيضاً أن نعيش على أمل المساعدات من الخارج ويجب أن يكون هناك جهد لإحياء القطاع الزراعي والصناعي الذي يحتاج إلى أسواق طريقها الحصري هو سورية".

ولفت نصرالله إلى أنّ سورية جاهزة في هذا السياق بدرجة عالية، "لكن التعطيل والتأخير والمماطلة هو من الجانب اللبناني. ومن المعروف أنّ فريق الرابع عشر من آذار، ولا سيما تيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري وأحزاب معارضة أخرى، يرفض ترتيب العلاقات مع سورية وفتح الحدود بين البلدين، بعكس حزب الله الذي أوفد مراراً وزراءه لبحث طريقة إحياء العلاقة من جديد، مستغلاً على وجه الخصوص ملف اللاجئين السوريين في لبنان.


وتتزامن كلمة نصرالله مع بدء المفاوضات التي تجريها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي حول الخطة الاقتصادية التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني في 30 إبريل/نيسان الماضي.
وطلب لبنان رسمياً مساعدة من صندوق النقد الدولي، في الأول من مايو/ أيار، للتعامل مع أزمة مالية خانقة تعتبر أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وتأمل الحكومة في الحصول على دعم مالي من الصندوق يتراوح بين تسعة وعشرة مليارات دولار، بحسب ما أكد وزير المال غازي وزني الأسبوع الماضي.

وتطرق نصرالله في كلمته إلى موضوع التهريب، إذ أكد أنّ لبنان لا يستطيع وحده أن يعالج هذه المسألة التي تحتاج حتماً إلى تعاون ثنائي بين الحكومتين اللبنانية والسورية وجيشي البلدين، معتبراً أنّ الدعوات التي تطالب بالاستعانة بقوات الأمم المتحدة لمنع التهريب، "هي تحقيق أحد أهداف العدوان على لبنان في حرب تموز، والتي فشلت في تحقيقه، وهذا أمر لا يمكن أن يقبل به على الإطلاق".
وشهد لبنان، في الأيام الماضية، فضائح من العيار الثقيل في ملف التهريب عبر المعابر غير الشرعية التي يسيطر عليها "حزب الله" ويمنع إقفالها، كونها تشكل الممر الأساسي لسلاحه وأمواله إلى سورية. لكن ظهور تهريب المازوت والطحين إلى العلن من خلال الصور التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أعاد فتح هذا الملف الذي حاول وزير الدفاع السابق إلياس بو صعب، المحسوب على التيار الوطني الحر، الذي يرأسه صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، والذي ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، تسخيفه بالقول إن هناك فقط 10 معابر لا أكثر، في حين أن المعطيات تشير إلى ما يفوق المائة ممر، واستكمل إهمال الملف مع زميلة بو صعب في الحزب السوري القومي، وزيرة الدفاع ونائبة رئيس مجلس الوزراء زينة عكر.
وقرر المجلس الأعلى للدفاع، في جلسة عقدها اليوم الأربعاء في قصر بعبدا، برئاسة الرئيس ميشال عون، "تكثيف المراقبة والملاحقة وتشديد العقوبات وتطبيقها بحق المخالفين من مهربين وشركاء، وبذل كافة الجهود بالتنسيق ما بين الأجهزة المعنية لضبط الحدود منعاً لتهريب البضائع والمواد واقفال جميع المعابر غير الشرعية".


وفي الملف السوري، شدد نصرالله على أنّ "الذهاب إلى سورية كان ضرورياً لوقف المشروع التآمري رغم التضحيات الجسيمة بتبعات ذلك على لبنان، وأن هناك من سيحاول أن يشوه صورة المقاومة في العالمين العربي والإسلامي، مع ذلك كنا ندرك أيضاً أن حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين المحتلة وسورية والمقاومة أكبر بكثير من هذه التضحيات".

وقال إن "الجيش السوري والدولة السورية انتصرا في الحرب، وما زال هناك بعض المعارك، بالإضافة الى أن سورية لا تزال تخوض الحرب السياسية التي فشلت حتى هذه اللحظة في تحقيق أهدافها"، مضيفاً، "بعد فشل الحرب العسكرية وعدم قدرة الضغوط السياسية على تحقيق الأهداف، تلجأ جبهة المستكبرين الى الحرب النفسية والعقوبات والحصار، لكن الرهان يبقى على صمود القيادة والشعب السوري لما تمتلكه الدولة من طاقات بشرية كبيرة وموارد ذاتية".
وأشار نصرالله الى أن العدو الإسرائيلي مرعوب من التطورات في سورية التي قد تأخذه إلى مغامرات غير محسوبة، إذ وضع هدفاً يرتبط بالوجود الإيراني وحزب الله في سورية، وقد وصل الغباء بوزير الحرب الإسرائيلي إلى الحديث عن سقف زمني لإخراج إيران من سورية قبل نهاية العام الحالي.

وكانت المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان تتهم مصطفى بدر الدين بالمشاركة بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير/ شباط من العام 2005، ووجهت له تهم: "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وقتل (رفيق الحريري) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة، وقتل (21 شخصًا آخرين) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة، ومحاولة قتل (231 شخصًا) عمدًا باستعمال مواد متفجّرة". وبدر الدين، على حد قول حسن نصرالله، كان "يمثل حزب الله في المعركة الجهادية والعسكرية والميدانية في سورية، إلى جانب الجيش السوري والإيرانيين وفصائل المقاومة".