ينشغل اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمعالجة ردّات الفعل إثر خسارته لجزء كبير من مشروعه العسكري، لا على صعيد لملمة شتات مقاتليه الفارين إلى صحراء الحمادة والجبل الغربي، وترتيب صفوفه في محيط سرت وترهونة، بل على صعيد مناطق شرق وجنوب ليبيا، التي يعيش فيها الناس حالة من السخط المكتوم، ورفضا حكوميا متزايدا لسلطته العسكرية.
ويؤكد الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش، المهجّر من بنغازي، أن أجهزة أمن حفتر أشاعت منذ اللحظات الأولى لخسارته لمدن غرب طرابلس شائعات مفادها أنه من وجه أوامر لقواته بتسليم تلك المناطق حفاظاً على حياتهم، وأنه أصدر أوامره لمديرية أمن أجدابيا (150 كيلومتراً غرب بنغازي) لضرورة زيارة أسر قتلى معركة أبوقرين التي راح ضحيتها أكثر من 40 مسلحاً من المدينة لوحدها، في محاولة للتهدئة ولإبلاغ الوجاهات القبلية بالمدينة أن التقدم الأخير، الأحد الماضي، في أبوقرين كان مخالفاً لأوامر حفتر.
وبدلاً من تبرير خسارته، ذهب حفتر إلى إصدار أوامر "مباشرة وفورية لكلّ اللجان المكلفة متابعة أوضاع المواطنين العالقين خارج البلاد وإرجاعهم"، فيما أرجع بعض الصلاحيات التي انتزعها من الحكومة التابعة لمجلس النواب لصالح رئاسته للجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، سيما ما يتعلق بتخفيف ساعات الحظر الشامل الذي فرضه منذ أسبوعين على المواطنين، ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء في مناطق سيطرته شرق وجنوب البلاد.
ويعلّل الأطرش في حديثه لـ"العربي الجديد" قرار حفتر، الذي أعلن عنه صبيحة خسارته لمدن غرب طرابلس، إلى من وصفها بـ"اللجان المكلفة متابعة أوضاع المواطنين العالقين خارج البلاد"، بسرعة تسيير جسر جوي لإرجاعهم إلى أرض الوطن قبل حلول شهر رمضان، كون غالبية العالقين هم من أبناء قبائل أقصى شرق البلاد، سيما المتاخمة لمنفذ السلوم، تلافياً لتزايد غضبهم إزاء إغلاقه للمنفذ.
ولفت إلى أنه بحسب الثقافة والمواريث القبلية، فإن أبناء تلك القبائل تعتبر المنفذ شكلاً رمزياً يقع داخل أراضيها، وكان أبناؤها، إلى وقت قريب، هم من يديرون جمارك المنفذ، وأن قرار إغلاقه جاء ضد إرادتهم.
ويرى الأطرش في قرار حفتر مراوغة، كونه يقضي بفتح جسر جوي على الرغم من أن غالبية العالقين يعيشون في المنفذ منذ قرابة الأسبوع، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى امتصاص الغضب السائد، الذي تصاعد في عدة اتجاهات.
ويلفت إلى أن قرار اللجنة الخارجية في مجلس النواب، السبت الماضي، والذي عبّرت فيه عن غضبها الشديد من إقدام مجموعات مسلحة على إقفال صمامات المياه على طرابلس، تقف وراءه شخصيات قبلية متنفذة، أرادت من خلاله الإشارة إلى قدرتها على الاعتراض على قرارات حفتر.
اقــرأ أيضاً
في الأثناء، انتشر فيديو لمواطن ليبي على صفحات التواصل الاجتماعي، يطالب فيه بوقف الحرب الدائرة في محيط طرابلس، واصفاً إياها بـ"الجريمة"، كاشفا عن جانب مكتوم من جوانب الغضب الشعبي السائد بين أهالي الشرق الليبي.
وتؤكد مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن أهالٍ من أجدابيا ومدن أخرى جاهروا بخرق قرار الحظر الشامل الذي فرضه حفتر على مناطق سيطرته، منذ أسبوعين، ما اضطر حفتر الى إصدار أوامره لمديرية أمن المدينة بعدم مخالفة الخارقين لقراره، ليعقبها خروج المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، التي شكلها حفتر، مجدي العرفي، ليل البارحة الثلاثاء، معلناً تخفيف ساعات الحظر اليومي اعتباراً من اليوم الأربعاء، من الساعة السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً.
ويعلّل الأطرش القرار بأنه استباق لأي تمرد أو خطوة لخدش هيبة حفتر العسكرية التي يتزايد مستوى انخفاضها كل يوم، سيما في أجدابيا، التي أجبر حفتر غالبية كتائبها على المغادرة لصفوف القتال في محيط سرت وطرابلس، لافتاً إلى أن اللواء المتقاعد كان يهدف إلى استنزاف مسلحي قبائلها التي جاهرت في السابق بمعارضته، كقبائل المغاربة.
وعلى الرغم من تخفيض ساعات الحظر، إلا أن القرار، بحسب تصريحات العرفي، استثنى محلات بيع الإطارات والنضائد، ومحلات قطع غيار الآليات الزراعية، ومصانع الأعلاف والمطاحن، مضيفاً أن لجنة حفتر لمكافحة كورونا قررت تسيير دوريات أمنية لمعاقبة مستغلي الأزمة الصحية برفع أسعار المؤن واللحوم ومواد الاستهلاك اليومي.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من هدوء الجبهات في مختلف محاور القتال في محيط طرابلس وسرت، إلا أن المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، أكد أن مسلحي حفتر أطلقوا قذائف عشوائية عدة باتجاه الأحياء المدنية في طرابلس.
وأشار المدني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن القصف تسبب في اندلاع حريق في منزل أحد السكان، مجاور لمطار امعيتيقة ليل البارحة، وهو اجراء يعلله الأطرش بأنه يهدف إلى إيهام الرأي العام، لاسيما في الشرق الليبي، بأن مليشياته لا تزال تملك زمام المبادرة وقادرة على الحفاظ على مواقعها.
وبحسب مصدر عسكري رفيع مقرّب من حكومة الوفاق بطرابلس، فإن غرفة عمليات عملية "بركان الغضب" تستعدّ للمرحلة المقبلة من "عملية عاصفة السلام" التي ستستهدف اتجاهين، الأول السيطرة النهائية على قاعدة الوطية الجوية، جنوب غرب طرابلس، والثاني مدينة ترهونة، التي يُنتظر ردّ من قياداتها القبلية بشأن تسليمها، قبل بدء عملية اقتحامها عسكريا.
وتُعتبر ترهونة (95 كيلومتراً جنوب شرق طرابلس)، المنطقة الوحيدة التي تبقت من مناطق سيطرة حفتر في غرب ليبيا، علاوة على كونها قاعدة الانطلاق الأولى لقواته باتجاه طرابلس بسبب اتصالاتها بطرق زراعية بأحياء جنوب طرابلس، كقصر بن غشير وأجزاء من عين زاره.
ويؤكد الناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش، المهجّر من بنغازي، أن أجهزة أمن حفتر أشاعت منذ اللحظات الأولى لخسارته لمدن غرب طرابلس شائعات مفادها أنه من وجه أوامر لقواته بتسليم تلك المناطق حفاظاً على حياتهم، وأنه أصدر أوامره لمديرية أمن أجدابيا (150 كيلومتراً غرب بنغازي) لضرورة زيارة أسر قتلى معركة أبوقرين التي راح ضحيتها أكثر من 40 مسلحاً من المدينة لوحدها، في محاولة للتهدئة ولإبلاغ الوجاهات القبلية بالمدينة أن التقدم الأخير، الأحد الماضي، في أبوقرين كان مخالفاً لأوامر حفتر.
وبدلاً من تبرير خسارته، ذهب حفتر إلى إصدار أوامر "مباشرة وفورية لكلّ اللجان المكلفة متابعة أوضاع المواطنين العالقين خارج البلاد وإرجاعهم"، فيما أرجع بعض الصلاحيات التي انتزعها من الحكومة التابعة لمجلس النواب لصالح رئاسته للجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، سيما ما يتعلق بتخفيف ساعات الحظر الشامل الذي فرضه منذ أسبوعين على المواطنين، ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء في مناطق سيطرته شرق وجنوب البلاد.
ويعلّل الأطرش في حديثه لـ"العربي الجديد" قرار حفتر، الذي أعلن عنه صبيحة خسارته لمدن غرب طرابلس، إلى من وصفها بـ"اللجان المكلفة متابعة أوضاع المواطنين العالقين خارج البلاد"، بسرعة تسيير جسر جوي لإرجاعهم إلى أرض الوطن قبل حلول شهر رمضان، كون غالبية العالقين هم من أبناء قبائل أقصى شرق البلاد، سيما المتاخمة لمنفذ السلوم، تلافياً لتزايد غضبهم إزاء إغلاقه للمنفذ.
ولفت إلى أنه بحسب الثقافة والمواريث القبلية، فإن أبناء تلك القبائل تعتبر المنفذ شكلاً رمزياً يقع داخل أراضيها، وكان أبناؤها، إلى وقت قريب، هم من يديرون جمارك المنفذ، وأن قرار إغلاقه جاء ضد إرادتهم.
ويرى الأطرش في قرار حفتر مراوغة، كونه يقضي بفتح جسر جوي على الرغم من أن غالبية العالقين يعيشون في المنفذ منذ قرابة الأسبوع، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى امتصاص الغضب السائد، الذي تصاعد في عدة اتجاهات.
ويلفت إلى أن قرار اللجنة الخارجية في مجلس النواب، السبت الماضي، والذي عبّرت فيه عن غضبها الشديد من إقدام مجموعات مسلحة على إقفال صمامات المياه على طرابلس، تقف وراءه شخصيات قبلية متنفذة، أرادت من خلاله الإشارة إلى قدرتها على الاعتراض على قرارات حفتر.
في الأثناء، انتشر فيديو لمواطن ليبي على صفحات التواصل الاجتماعي، يطالب فيه بوقف الحرب الدائرة في محيط طرابلس، واصفاً إياها بـ"الجريمة"، كاشفا عن جانب مكتوم من جوانب الغضب الشعبي السائد بين أهالي الشرق الليبي.
وتؤكد مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن أهالٍ من أجدابيا ومدن أخرى جاهروا بخرق قرار الحظر الشامل الذي فرضه حفتر على مناطق سيطرته، منذ أسبوعين، ما اضطر حفتر الى إصدار أوامره لمديرية أمن المدينة بعدم مخالفة الخارقين لقراره، ليعقبها خروج المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، التي شكلها حفتر، مجدي العرفي، ليل البارحة الثلاثاء، معلناً تخفيف ساعات الحظر اليومي اعتباراً من اليوم الأربعاء، من الساعة السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً.
ويعلّل الأطرش القرار بأنه استباق لأي تمرد أو خطوة لخدش هيبة حفتر العسكرية التي يتزايد مستوى انخفاضها كل يوم، سيما في أجدابيا، التي أجبر حفتر غالبية كتائبها على المغادرة لصفوف القتال في محيط سرت وطرابلس، لافتاً إلى أن اللواء المتقاعد كان يهدف إلى استنزاف مسلحي قبائلها التي جاهرت في السابق بمعارضته، كقبائل المغاربة.
وعلى الرغم من تخفيض ساعات الحظر، إلا أن القرار، بحسب تصريحات العرفي، استثنى محلات بيع الإطارات والنضائد، ومحلات قطع غيار الآليات الزراعية، ومصانع الأعلاف والمطاحن، مضيفاً أن لجنة حفتر لمكافحة كورونا قررت تسيير دوريات أمنية لمعاقبة مستغلي الأزمة الصحية برفع أسعار المؤن واللحوم ومواد الاستهلاك اليومي.
وعلى الرغم من هدوء الجبهات في مختلف محاور القتال في محيط طرابلس وسرت، إلا أن المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، أكد أن مسلحي حفتر أطلقوا قذائف عشوائية عدة باتجاه الأحياء المدنية في طرابلس.
وأشار المدني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن القصف تسبب في اندلاع حريق في منزل أحد السكان، مجاور لمطار امعيتيقة ليل البارحة، وهو اجراء يعلله الأطرش بأنه يهدف إلى إيهام الرأي العام، لاسيما في الشرق الليبي، بأن مليشياته لا تزال تملك زمام المبادرة وقادرة على الحفاظ على مواقعها.
وبحسب مصدر عسكري رفيع مقرّب من حكومة الوفاق بطرابلس، فإن غرفة عمليات عملية "بركان الغضب" تستعدّ للمرحلة المقبلة من "عملية عاصفة السلام" التي ستستهدف اتجاهين، الأول السيطرة النهائية على قاعدة الوطية الجوية، جنوب غرب طرابلس، والثاني مدينة ترهونة، التي يُنتظر ردّ من قياداتها القبلية بشأن تسليمها، قبل بدء عملية اقتحامها عسكريا.
وتُعتبر ترهونة (95 كيلومتراً جنوب شرق طرابلس)، المنطقة الوحيدة التي تبقت من مناطق سيطرة حفتر في غرب ليبيا، علاوة على كونها قاعدة الانطلاق الأولى لقواته باتجاه طرابلس بسبب اتصالاتها بطرق زراعية بأحياء جنوب طرابلس، كقصر بن غشير وأجزاء من عين زاره.