أحداث هذا الأسبوع في واشنطن كانت صادمة وتوالت بسرعة الصاروخ وقوة التسونامي. من صعود جو بايدن، إلى تمدد كورونا، فالاضطراب غير المعهود في سوق الأسهم. كلها كانت بحجم خرج عن التوقعات، وبدت عصية على السيطرة، وزاد من حدة وقعها أنها جاءت متزامنة، وسط حالة من التخبط والارتباك في التعامل معها.
وبذلك بدت، وباعتراف المعنيين، مفتوحة على سائر الاحتمالات، خصوصاً تطورات كورونا التي تحولت إلى شبح، في ظل قصور وتضارب المعلومات الرسمية التي فاقمت حالة الذعر من خطر تفشي الوباء، لا سيما وأن المرجعيات الطبية ترجح توسّع رقعة الانتشار، في غياب العلاج المفقود، والاستعاضة عنه، وحتى إشعار آخر، بما تيسر من تدابير الوقاية الشخصية.
وبذلك بدت، وباعتراف المعنيين، مفتوحة على سائر الاحتمالات، خصوصاً تطورات كورونا التي تحولت إلى شبح، في ظل قصور وتضارب المعلومات الرسمية التي فاقمت حالة الذعر من خطر تفشي الوباء، لا سيما وأن المرجعيات الطبية ترجح توسّع رقعة الانتشار، في غياب العلاج المفقود، والاستعاضة عنه، وحتى إشعار آخر، بما تيسر من تدابير الوقاية الشخصية.
تذبذب فاقم الريبة في ما يصدر عن الإدارة من تشخيصات وإحصاءات بدت مشوشة ومسيّسة. وتعزّز هذا الانطباع بحرص الإدارة على تلطيف الأجواء، بغية التقليل من آثارها السياسية والاقتصادية. فأرقام الوفيات بلغت 14 وليس 11 كما زعم الرئيس ترامب الجمعة. وكذلك توقعاته بخصوص العثور على اللقاح في مدة قصيرة، في حين يكرّر أهل الاختصاص أنه لن يتوفر قبل سنة وأكثر. يُضاف إلى ذلك أن وسائل الاختبار والفحوصات العامة لكشف حجم الانتشار غير متوفرة بالعدد المطلوب حتى الآن، وما زالت بحدود 500 فحص في اليوم مقابل الآلاف في الصين وكوريا الجنوبية مثلاً. تقصير زاد المخاوف من أن يكون مدى الإصابات أوسع مما هو معلن عنه، وهذا ما زاد المخاوف، على الرغم من توقيع الرئيس الجمعة على قانون أقره الكونغرس على عجل، لتخصيص 8.3 مليارات دولار لمواجهة كورونا. فالخطوة جاءت متأخرة، وبعد جدل مع الإدارة التي اكتفت في البداية بطلب 1.5 مليار لهذا الغرض.
هذه الأجواء كان لا بدّ وأن تنعكس على الوضع العام، وبالذات على أسواق المال التي اتّسمت تعاملاتها هذا الأسبوع بتقلبات غير معروفة في تاريخ بورصة نيويورك. لا بوتيرتها ولا بحجمها. مؤشر داو جونز الصناعي بقي مع المؤشرات المالية الأخرى، يتمايل صعوداً وهبوطاً طوال أيام الأسبوع، وبمعدّل ألف نقطة أو ما يجاورها، منذ الاثنين وحتى يوم الجمعة التي أقفل سوقها على خسارة 253 نقطة، وللمرة الأولى بهذا الرقم المتواضع منذ أكثر من أسبوع.
اضطراب خلخل الثقة والتوازنات، وجاء ليؤشر إلى مدى التخوف من تداعيات كورونا، وتأثيره السلبي المحتمل على الوضع الاقتصادي لناحية إحداث نقص في الإمدادات، وبالتالي في معدلات الإنتاج الذي بدأت علامات الانكماش تضرب بعض قطاعاته الخدماتية والتصنيعية، خصوصاً المترابطة منها مع ماكينة التصنيع الصيني المتداخلة مع الكثير من قطاعات الإنتاج الأميركي. الحركة خفّت في بعض المجالات، ونشاطات كثيرة تجمدت أو ألغيت لتحاشي التجمعات خوفاً من انتقال العدوى.
وفي ضوء ذلك، تتحدث المداولات الاقتصادية، بقلق عن الآثار "المخرِّبة" للفيروس لو طالت إقامته، بما قد يؤدي إلى جرّ الاقتصاد الأميركي إلى حالة ركود على الرغم من قوة مناعته الحالية. وهذا آخر ما يريده الرئيس ترامب، الذي يراهن على ورقة العافية الاقتصادية في انتخابات 2020. ومن هنا تعامله المسيّس مع خطر كورونا الذي جاء في لحظة انتخابية حامية، وربما فاصلة تفرض التسييس الذي مارسه أيضاً خصومه لتسجيل نقاط ضده. فالصعود الصاروخي المباغت للمرشح الديمقراطي جو بايدن، والذي وضعه على عتبة الفوز بالترشيح، غيّر حسابات كثيرة. البيت الأبيض يرى فيه منافساً أصعب من بيرني ساندرز، الأسهل في تأليب الناخبين ضد خياراته "الاشتراكية".
رياح أسبوع كورونا - الانتخابات - البورصة، جرت بما لا تشتهيه سفينة الرئيس ترامب، الذي عبّر عن عدم ارتياحه بإزاحة مدير عام البيت الأبيض ميك مالفاني، واستبداله بأحد أنصاره النائب الجمهوري مارك ميدوز. والباب مفتوح على المزيد من المفاجآت والتطورات.