قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن بلاده تمر بتجاذبات خطيرة في ظل غياب حكومة بصلاحيات كاملة، داعياً في كلمة موجهة للعراقيين والقوى والأحزاب السياسية إلى التضامن فيما بينها من أجل إخراج البلاد من حالة الاضطراب السياسي التي تضاعفت خلال الشهور الأخيرة.
وتابع "نؤكد أن هذه لحظة خطيرة وجادة، وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم للارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي أظهرها شعبنا في التعاطي مع الأزمات".
وبشأن فيروس كورونا الذي أصاب العراق والعالم، قال صالح "في الأسابيع القليلة الماضية ودّعنا بحزن أهلاً وأحبة أصيبوا بهذا الفيروس ولم ينجوا، ومعظمهم كانوا، كما تؤكد خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة في نطاق الأمر الديواني 55، تعرضوا للعدوى خلال وجودهم خارج العراق".
ولفت إلى أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بسبب الاختلاط والتجمع في الأماكن العامة، وعدم إدراك خطورة هذا الوباء على الرغم من اتخاذ السلطاتِ في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، وسلطات المحافظات إجراءات استثنائية لحصر الإصابات، مثل إغلاق الحدود وفرض حظر التجوال وإغلاق أماكن التجمع، محذرا من أن أزمة كورونا قد تتفاقم في حال لم يتم الالتزام بالتعليمات.
وجاءت كلمة الرئيس العراقي متزامنة مع خلافات حادة بين القوى السياسية العراقية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، وتباين المواقف بشأن دعم رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي من عدمه.
وانتقد عضو البرلمان السابق، محمد نوري العبد ربه، عدم اهتمام القوى السياسية بالأزمة الصحية الخطيرة التي تضرب البلاد، وتفضيلهم لمصالحهم الحزبية، مؤكداً في مقابلة متلفزة أن "مصلحة البلاد أصبح ينظر إليها كشيء ثانوي يأتي بعد مصالح الأحزاب".
وبين أن أزمة كورونا قد تتدهور وقد يطول الوقت قبل أن تتمكن البلاد من تجاوزها، وعلى الرغم من ذلك كثير من الكتل تتسابق للحصول على ما يرضيها في الحكومة الجديدة.
وأشار العبد ربه إلى وجود صعوبات كبيرة تعترض طريق رئيس الوزراء المكلف والأمر سيحسم لمن لديه الأغلبية في البرلمان، موضحا أن الجلوس على طاولة المفاوضات هو الفيصل في قضية تمرير الحكومة الجديدة من عدمه.
من جهته، اعتبر السياسي العراقي، نجاة حسين، وهو عضو سابق في مجلس محافظة كركوك، في حديث لـ "العربي الجديد" أن تسابق الكتل السياسية على مكاسبها في ظل وجود أزمة خطيرة مثل كورونا أمر يدعو للخجل، مضيفا أن "حياة البشرية اليوم على كف عفريت".
وشدد على ضرورة النظر إلى مصلحة العراق قبل كل شيء، مؤكدا أن الحفاظ على حياة العراقيين وصحتهم من فيروس كورونا أهم من المكاسب السياسية.