الحوثيون يواصلون التقدم في محافظة الجوف.. واتهامات للسعودية بـ"الخذلان"

02 مارس 2020
غموض بشأن مصير محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي (Getty)
+ الخط -
واصل المسلحون الحوثيون، الإثنين، توغلهم في محافظة الجوف اليمنية لليوم الثاني على التوالي، فيما شن نشطاء وقيادات عسكرية موالية للحكومة الشرعية هجوما على التحالف السعودي، واتهموه بـ"خذلان" أبناء الجوف، وتسليمها لقمة سائغة لجماعة الحوثي.

وكانت جماعة الحوثي قد سيطرت، أمس الأحد، على مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، بجانب مديرية الغيل، وسلسلة جبال العقبة الاستراتيجية، في أكبر انتكاسة للحكومة الشرعية المدعومة من السعودية منذ أكثر من عامين.

ولم يعلن الحوثيون رسميا السيطرة على عاصمة الجوف أو أي مناطق بالمحافظة، رغم إعلان المتحدث العسكري باسمهم، أمس الأحد، عن بيان وصفه بـ"المهم"، عن عملية عسكرية تمت، ومن المرجح أن الجماعة تسعى للانقضاض على مساحة جغرافية أوسع داخل المحافظة الاستراتيجية المحاذية للسعودية قبل الكشف رسميا عن أي تفاصيل.

وحقق الحوثيون، الاثنين، تقدما جديدا، وذلك بالتوغل نحو 7 كيلومترات في شرق مدينة الحزم والسيطرة على منطقة الجر التي يقع فيها منزل محافظة الجوف اللواء أمين العكيمي، وسط غياب تام لمقاتلات التحالف العربي.

وقال مصدر عسكري في المنطقة السادسة بالجيش اليمني، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلات التحالف العربي تركت أرتال الحوثيين تتحرك بكل سلاسة في الصحراء نحو منطقة الجر، وهو ما يترك أكثر من علامة استفهام.

وأشار المصدر إلى أن محافظ الجوف كان قد تمركز، أمس الأحد، في منطقة الجر، واتخذها مركزا للمقاومة وتحشيد رجال القبائل من أجل استعادة عاصمة المحافظة، لكن توغل الحوثيين والسيطرة على منزله أيضا يكشف عما يشبه المؤامرة ضد اللواء العكيمي.

ولمّحت مصادر حكومية رفيعة إلى وجود مؤامرة من التحالف السعودي.

وقال وزير الشباب والرياضة اليمني نايف البكري، في تغريدة على "تويتر": "مخطئ من يعتقد أن اليمن ستترك جوفها يسقط".

وأضاف البكري، وهو قائد سابق للمقاومة الشعبية بمدينة عدن عام 2015: "ستبقى الجوف قلعة من قلاع الجمهورية، وستتحطم على جدرانها كل المؤامرات"، في إشارة إلى أن الاجتياح الحوثي كان منسقاً.

وشنت قيادات عسكرية بالجوف هجوما على الحكومة، وقال العقيد ربيع القرشي، المتحدث باسم محور الجوف العسكري، في تغريدة على "تويتر": "إن قيادة الشرعية صمتت عندما ظلت الجوف تواجه الهجمات الحوثية الشرسة لمدة 50 يوما"، في إشارة للرئيس عبدربه منصور هادي.

وأكد مصدر عسكري أن موقف قائد قوات التحالف السعودي بالجوف كان غامضا إزاء الهجوم الحوثي، حيث تم تفريغ مقرها داخل مدينة الحزم من كافة الأسلحة والانسحاب شرقا إلى معسكرات تابعة للجيش الوطني.

وكان من اللافت أن قوات الجيش الوطني بالجوف انسحبت هي الأخرى بكامل عتادها لمسافة 10 كيلومترات شرق مدينة الحزم، دون إبداء أي مقاومة للهجوم الحوثي، وهو ما يفسره مراقبون بوجود "مؤامرة سعودية"، وخصوصا أن القوات اليمنية لا يمكنها اتخاذ قرار هام كهذا دون موافقة قوات التحالف السعودي المرابطة بالجوف.


واعترفت القوات الحكومية بخسارة مدينتي الحزم والغيل، ومن أجل تخفيف وقع الصدمة على الموالين للشرعية، قللت من حجم الإنجاز الحوثي على الأرض، وقالت إنه لم يتعد مساحة 35 بالمائة من مساحة الجوف، فيما لا تزال الشرعية تتمركز في 65 بالمائة منها.

وزعم نائب رئيس تحرير صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة بلسان الجيش اليمني، أحمد شبح، أن قوات ضخمة يتم حشدها من أجل استعادة مدينة الحزم، وتضييق الخناق على الحوثيين، لكن مصادر ميدانية أكدت لـ"العربي الجديد"، عدم وجود أي معارك، وأن هدوءا حذرا عاشته عاصمة الجوف خلال الساعات الماضية، وخصوصا مع غياب الغارات الجوية للمقاتلات السعودية.

ولا يُعرف مصير محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي. ففيما تحدثت مصادر عن أنه تم إخراجه من منطقة الجر بوساطة قادها قبليون مع جماعة الحوثي بعد فرض الحصار عليه، قالت مصادر عسكرية إنها معلومات غير دقيقة، وأن العكيمي انسحب بنفسه، ويوجد في معسكرات الجيش الوطني.

وقال المتحدث باسم محور الجوف العقيد ربيع القرشي: "العكيمي هو آخر من انسحب من مركز المحافظة (..) انسحب بنفسه إلى إحدى الجبهات، ولا يزال موجودا فيها".