رئيس الوزراء العراقي المكلّف ​يعتذر عن عدم تشكيل الحكومة

01 مارس 2020
علاوي: تعرضت لضغوط كثيرة (الأناضول)
+ الخط -
أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلّف، ​محمد توفيق علاوي​، الأحد، اعتذاره عن عدم "تأليف الحكومة​ العراقية"، كاشفاً عن "التعرض لضغوط سياسية لتمرير أجندة معينة على الحكومة العراقية التي أشكلها، واصطدمت بأمور لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحة العراق"، داعياً في الوقت نفسه المتظاهرين إلى "مواصلة الضغط بالاحتجاجات السلمية لكي لا تضيع التضحيات سدىً".

وقال علاوي، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية برهم صالح: "وعدت الشعب بأني سأترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية لغرض تمرير أجندة معينة على الحكومة التي اعتزم تشكيلها، وعليه كان قراري تشكيل حكومة مستقلة من أجل العمل من دون إلتزامات حزبية أو ضغوطات من أجل الإسراع بتنفيذ مطالب الشعب".


ومضى قائلاً: "ولأني على علم تام بأن الإصرار على هذا الشرط سيكلفني تمرير حكومتي، لأن الجهات التي غرقت بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية ستكون أول متضرر".

ونبّه إلى أن "بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب"، مبيناً أن "بعض الجهات كانت تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيقة من دون إحساس بالقضية الوطنية".

وجزم بأنه "لو قدمت التنازلات لكنت الآن أباشر عملي كرئيس لوزراء العراق".

ولفت إلى أن مشاورات اختيار مرشح بديل ستبدأ خلال 15 يوماً، وفق المادة 76 من الدستور.

وتابع: "أدعو القوى النيابية للعمل الجاد للتوصل إلى اتفاق وطني حول رئيس وزراء بديل"، ثم أضاف: "لا نعلم إلى أين يمكن أن يصل المتاجرون بهموم شعبنا".


وبعد اعتذار علاوي، أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح، في بيان، عن البدء بمشاورات لاختيار مرشح بديل لعلاوي لتشكيل الحكومة، داعياً القوى النيابية إلى العمل الجاد من أجل التوصل إلى اتفاق وطني حول رئيس الوزراء البديل.

في السياق، قالت عضوة البرلمان السابقة حنان الفتلاوي، في تغريدة على "تويتر"، إن الدروس المستفادة من فشل تكليف علاوي قد تنفع المكلف الجديد.


من جهته، وجّه رئيس تحالف "الوطن أولاً" في البرلمان، مثنى السامرائي، دعوة إلى علاوي لكشف أسرار حوارات تشكيل حكومته، مضيفاً "ارتضينا حكومة بلا مغانم حزبية، فدعمنا المكلف كي تخرج البلاد من عنق الأزمة، لكن جهوده أجهضت".

وتابع أن "الاستعفاء حل له وليس للبلاد، لكن ندعوه لكشف أسرار الـ30 يوماً، من استمات ليغنم ومن استغنى لنحيا بسلام؟"، معبراً عن أمله في تجاوز العراق التداعيات السياسية الحالية، واتفاق الجميع على خريطة طريق تمنع التدهور.

إلى ذلك، قال عضو البرلمان عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ديار برواري، خلال مقابلة متلفزة، إن القوى الكردية ترفض فرض الإرادات من قبل علاوي، موضحاً أن الأحزاب الكردية تركز على منهجية العمل والتعامل مع رئيس الوزراء الجديد.

وبين أن الحكومة العراقية الجديدة مطالبة بمراعاة خصوصية إقليم كردستان، موضحاً أن حوارات القوى الكردية مع الكتل السياسية الأخرى بشأن الموقف من حكومة علاوي لم تثمر شيئاً.

كما قال النائب عن تيار "الحكمة"، علي العبودي، إن أية حكومة يتم تشكيلها لا بد أن تأخذ بنظر الاعتبار وجهات نظر القوى الكردية والسنية.

وكلّف الرئيس العراقي برهم صالح، في الأول من فبراير/شباط الماضي، محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن مجلس النواب أخفق مرتين في عقد جلسة لمنح الثقة للحكومة بسبب الخلاف السياسي بشأنها، ورفض عدد من الكتل تمريرها.