وكانت معلومات أمنية قد كشفت أن مرتكب جريمة هاناو، يُدعى توبياس، وهو ألماني الجنسية ونفذ جريمته بدوافع الكراهية للأجانب.
وذكرت صحيفة تسايت أون لاين أن مكتب الادعاء الفيدرالي تولى التحقيق في القضية لأهميتها الخاصة، وأنه بات يمتلك دليلاً على وجود دوافع كراهية للأجانب.
وتضيف تقارير صحافية أن مطلق النار، من مواليد 1977، كان قد عبر عن كراهيته وعنصريته في اعترافات عثرت عليها الشرطة في مدونة مكونة من 24 صفحة، إضافة إلى مقطع فيديو موجه للشعب الألماني.
ومما جاء في خطابه، وفق تسايت أون لاين: "إن بعض الأشخاص من بلدي ساهموا في حقيقة أن لدينا الآن مجموعات من أعراق أو ثقافات مدمرة بيننا ومن جميع النواحي".
وتحدث أيضاً عن "حرب"، فيما يبدو أنها إشارة إلى عملية إطلاق النار التي قام بتنفيذها ليلة أمس، الأربعاء، وأودت بحياة 11 شخصاً وأدت لإصابة عدد آخر بجروح.
وفي مقطع آخر، من النص يتحدث عن الأجهزة السرية ويتناول نظريات المؤامرة، إلا أن الشرطة ما زالت تقيّم خطاب الاعتراف والفيديو.
ويبدو، وفقاً للشرطة، أنه سجل الفيديو داخل شقة، وتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة، في رسالة شخصية إلى جميع الأميركيين.
ويقول الرجل إن هناك منشآت سرية عسكرية في الولايات المتحدة يتعرض فيها الأطفال لسوء المعاملة والقتل، وإنه يجب على المواطنين الأميركيين "الاستيقاظ والقتال الآن ضد هذه الظروف"، فيما لم يشر في الفيديو إلى أي عملية عنف وشيكة في ألمانيا.
ونقلت صحيفة "بيلد" عن مصادر أمنية أن "الشرطة تعرفت على بعض الضحايا الذين قتلوا بإطلاق النار"، بينما أفادت وسائل إعلام محلية بأن معظم القتلى من أصول كردية.
ونقلت "دي فيلت" و"دير شبيغل" عن شهود عيان، في وقت سابق، أن "سيارة كان فيها المهاجم انتقلت بعد إطلاق النار في المقهى الأول إلى مكان آخر بسرعة"، وتبين أن سيارة المهاجم انطلقت نحو مقهى آخر في ضاحية كارلشتات في المدينة ليقتحم مقهى فيه قسم خاص بتدخين النارجيلة مطلقا النار ليقتل 5 أشخاص، بينهم سيدة.
وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت قبل أيام مجموعة نازية تسمى "النواة الصلبة"، كانت تسعى إلى مهاجمة ألمان ومسلمين ولاجئين، فيما تذهب تخمينات أخرى إلى أن الهجومين ربما يرتبطان بعصابات محلية.
وبعد ساعات من إطلاق النار، أوقفت الشرطة، مدعومة بقوات مسلحة من مناطق أخرى في بافاريا، مشتبها به، لتعلن لاحقا أنه "شخص لا علاقة له بالهجوم".
من جهتها، دانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحادث، كما أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن موقفه من الهجوم بعد الكشف عن دوافعه الأولية وتقدم ماس معزيا أسر الضحايا بالقول: "إذا تأكدت الشبهات، فإن هذا العمل البشع في هاناو يعد الثالث الذي يقوم به اليمين المتطرف خلال عام واحد".
وأضاف "الإرهاب اليميني مرة أخرى يعتبر تهديدا لبلدنا، ولا يمكن على الإطلاق وضعه في أي منظور".
من ناحيته، اعتبر الأمين العام للحزب الاجتماعي الديمقراطي، لارس كلنيغبيل أنه "من الضروري أن نوضح أننا ضد الإرهاب اليميني وضد الفاشية".
ودعت السياسية من نفس الحزب، سوسن شلبي، إلى أن يشارك سكان برلين في تظاهرة مساء اليوم ضد إرهاب اليمين المتطرف والفاشية.
من ناحيته، دعا رئيس الجالية الكردية في ألمانيا، علي توبراق، حكومة ألمانيا إلى موقف حازم من اليمين المتطرف ومكافحته "فهذا اليمين المتطرف يقوم بقتل أشخاص محددين من خلفيات مهاجرة وبشكل خطر على مدى سنوات ماضية، وهو ما حذرنا منه طويلاً"، مضيفاً "الدولة لا يجب أن تظهر بموقف دفاعي، والشرطة عليها أن تتخذ قرارات واضحة ضد اليمين المتطرف"، وذلك بعد أن تبين أن أغلب الضحايا هم من خلفيات كردية.
وأعلنت الشرطة الاتحادية أن منفذ الهجوم، توبياس ر، معروف لديها كممارس لرياضة الرماية ولديه عدد من المسدسات، وأحدها من عيار 9 مم، وكان العام الماضي في فحص دوري لدى السلطات لتجديد رخصته.
وعلى الصعيد الخارجي، عبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن "حزن كبير" بعد الهجوم الإرهابي في ألمانيا.
وأضاف "أقف مع المستشارة أنغيلا ميركل في هذا الكفاح لأجل قيمنا وحماية ديمقراطيتنا".
Twitter Post
|