منظمات يهودية في الولايات المتحدة تشيطن بيرني ساندرز

17 فبراير 2020
تقدّم مؤسسات اليهود ساندرز على أنه "عدو" لها ولإسرائيل(Getty)
+ الخط -

تشنّ منظمات يهودية في الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الخاضعة لها، هجوماً عنيفاً على بيرني ساندرز، المرشح الذي يتصدر السباق في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب "الديمقراطي" للانتخابات الرئاسية الأميركية، وتعمل على إفشاله.

وقال المعلق في موقع "جويش كيرنتس" اليهودي الأميركي، يهشوع ليفر، إن المنظومات المؤسساتية التي تمثل اليهود الأميركيين، ووسائل الإعلام التابعة لها، تقدّم ساندرز على أنه "عدو" لها ولإسرائيل، على الرغم من أنه يهودي ويتبنى تقريباً الآراء نفسها التي تتبناها الأغلبية الساحقة من اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة.

وفي تقرير نشره موقع "سيحاه مكوميت" اليساري الإسرائيلي، لفت ليفر إلى أن المؤسسات والإعلام اليهودي في الولايات المتحدة، بنيا استراتيجية واضحة ضد ساندرز، بهدف تقليص فرصه في الفوز بترشيح الحزب "الديمقراطي". وأشار إلى أن تحقيقاً نُشر في موقع "إنترسبت" أعده الصحافيان ريان غريم وأكلا ليسي، دلّ على أن "أيباك"، كبرى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، تموّل أنشطة منظمة "الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل (DMFI)"، التي تنشر مواد دعائية ضد ساندرز. وأشار التحقيق إلى أن "أيباك" موّلت عرض هذه الدعايات في التلفزيون المحلي في ولاية نيفادا، عشية الانتخابات التمهيدية التي سينظمها الحزب "الديمقراطي" هناك، لاختيار مرشحه للرئاسة.

وأشار التحقيق إلى أن مارك ميلمان، الذي يقود منظمة "دي أم أف آي"، كان يعمل خبيراً استراتيجياً لدى "أيباك"، إلى جانب أنه عمل في السابق للحملة الدعائية لتحالف "كاحول لفان" الإسرائيلي المعارض.

وأوضح أنه على الرغم من أن "دي أم أف آي" تدّعي أنها مؤسسة مستقلة، إلا أن 11 من أصل 14 من مجلس إدارتها على علاقة مباشرة بـ"أيباك"، حيث إنهم عملوا متطوعين أو متبرعين أو ناطقين باسم المنظمة.

وحسب التحقيق، فإن "أيباك" سمحت بتسجيل التبرعات لـ"دي أم أف آي" كتبرعات لها، مشيراً إلى أن "أيباك" دفعت 800 ألف دولار لتمويل الدعاية المعادية لساندرز، فقط في نيفادا.


وأشار ليفر إلى أن وسائل الإعلام اليهودية في الولايات المتحدة تتهم ساندرز بأنه "معادٍ للسامية"، وأن هناك شكوكاً في يهوديته. وذكر أن الكاتب اليهودي الأميركي المتطرف جيمي كيرتشيك، كتب مقالاً في مجلة "تابلت"، اتهم فيه ساندرز بأنه "يقلل من قيمة يهوديته ويعتبرها مصدراً للخجل"، وأنه يوظف يهوديته لتبرير هجومه على إسرائيل.

ولفت إلى أن مقالاً بعنوان "المشكلة اللاسامية الحقيقية في الحزب الديمقراطي هي بيرني ساندرز"، نُشر في موقع "الغمايينر"، وصف ساندرز بأنه "يهودي يمثل الخجل"، لأنه يبدي استعداداً لمهاجمة السياسات الإسرائيلية. وأشار إلى أن مقالاً نشر في مجلة "كومنتري" اتهم ساندرز بأنه "لا يشعر براحة بسبب جذوره اليهودية".

وأوضح ليفر أن الهجمات على ساندرز تأتي على الرغم من أنه يجاهر بافتخاره بكونه يهودياً، وإعلانه أنه ليس ضد إسرائيل. واستدرك بأن ساندرز يهاجم الحكومة الإسرائيلية الحالية بوصفها حكومة "عنصرية"، ويرفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة ويؤيد حلّ الدولتين، ويبدي استعداداً لتوظيف العقوبات المادية لمعاقبة إسرائيل على سلوكها تجاه الفلسطينيين.

وأوضح أن معظم اليهود الأميركيين يتبنون مواقع ساندرز نفسها، حيث إنهم في الوقت الذي يؤيدون فيه إسرائيل، يرفضون سياسات حكوماتها تجاه الفلسطينيين. وأشار إلى أن أكثر ما يثير غضب المؤسسات اليهودية الرسمية في الولايات المتحدة على ساندرز، تأييده المطلق لحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، فضلاً عن دعوته إلى توظيف الدعم السنوي الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة، والذي يُقدَّر بـ 3.8 مليارات دولار، لإجبارها على وقف انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار إلى أن موقف المنظمات اليهودية العدائي تجاه ساندرز يأتي على الرغم من أنه يُعدّ أكثر الساسة اليهود الأميركيين الذين حققوا نجاحات، على اعتبار أنه لم يحدث أن حقق مرشح يهودي في الانتخابات التمهيدية الإنجازات التي حققها ساندرز.