وكانت بغداد قد شهدت ليلة ساخنة عقب مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب جسر السنك وساحة الخلاني والوثبة وبداية شارع الرشيد، إثر محاولات ناشطين استعادة السيطرة عليها بعدما فقدوها فجر الأربعاء بتقدم لقوات الأمن بمعاونة من عناصر التيار الصدري، وأسفرت عن إصابة نحو 30 متظاهرا باختناقات بواسطة الغاز وبالرصاص الحي.
ووفقا لمصادر طبية عراقية، فقد ارتفعت حصيلة مواجهات ليلة أمس الأربعاء بين المتظاهرين وقوات الأمن في كل من بغداد وذي قار وبابل إلى 50 مصابا وجريحا بين اختناق بالغاز وإصابات بالرصاص الحي"، وأكد مسؤول طبي في بغداد لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من نصفهم غادروا المستشفيات صباح الخميس.
وقال ناشط في ساحة التحرير في بغداد، إن الجميع يترقب ارتفاع عدد المتظاهرين لعدد تعجز قوات الأمن عن مواجهته، "بحيث نستعيد فيه ساحتي الوثبة والخلاني وجسر السنك". وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، طالبا عدم ذكر اسمه، أن خطة الحكومة "تقتضي التضييق على مناطق التظاهر وتحجيمها وهو ما لن نسمح به".
وفي الجنوب العراقي، بدأت ساحات الحبوبي والغدير والساعة والتربية والصدرين والبحرية أبرز ساحات التظاهرات التحشيد يوم غد الجمعة لمظاهرات وصفوها بالمليونية.
وقال علي عباس الفضلي أحد أعضاء فريق ناشط في التظاهرات يطلق عليه اسم "خيمة وطن"، في الناصرية أسخن مدن التظاهرات جنوبي العراق لـ"العربي الجديد"، إنهم يريدون "تعزيز قيم الثورة وإعادتها الى زخمها الأول بعد أسابيع من خبث السلطة والأحزاب أدمت وجه الانتفاضة"، وفقا لتعبيره.
وبين الفضلي أن التظاهرات "ستشارك بها النساء ردا على دعوات متطرفة اعتبرت المرأة عورة أو انتقصت مشاركتها في التظاهرات"، معتبرا أن تلك الدعوات هي "الوجه الثاني لنهج داعشي".
وأعلنت الحكومة تشكيل فريق عمل برئاسة وزير الداخلية ياسين الياسري لملاحقة من سمتهم بـ"العابثين بالأمن العام".
وقال المتحدث العسكري باسمها، اللواء عبد الكريم خلف، إن "الأوامر صدرت باتخاذ إجراءات فورية من القيادات المسؤولة في المناطق بعدم السماح بقطع الطرق وغلق الجسور والمدارس ودوائر الدولة وبدأ تنفيذ هذا القرار من قبل قائد العمليات".
وشدد خلف على أن "هذه الأفعال تعد جريمة مشهودة يعاقب عليها القانون بقوة وعقوباتها ثقيلة"، مؤكدا أنه "لن يعفى المتورطون بتلك الأعمال من العقاب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والقضاء سيكون الفيصل بذلك".