ومع اختتام قمة الاتحاد الـ33، التي تضم 55 عضواً، واستمرت يومين، عرض مفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن إسماعيل شرقي، المساعدة على إحياء عملية السلام المتعثرة في ليبيا، التي تقودها الأمم المتحدة.
وقال شرقي: "الأمم المتحدة نفسها هي التي تحتاج إلينا الآن". وأضاف: "حان الوقت لكي ننهي هذا الوضع. يجب على المنظمتين أن تعملا يداً بيد لتحقيق هذا الهدف".
من جانبه، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا، الذي تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي الأحد، إن ليبيا تعاني أحد نزاعين في القارة، مؤكداً رغبته في التركيز على حلها خلال فترة رئاسته. والنزاع الآخر هو في جنوب السودان، حيث تدور حرب أهلية منذ 2013 أدت إلى مقتل مئات الآلاف.
إلا أن المحادثات التي جرت على هامش القمة انتهت إلى طريق مسدود.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه جرى تجاهله في جهود السلام المتعلقة بليبيا، والتي قادتها الأمم المتحدة بمشاركة كثيفة من الدول الأوروبية.
وأكد شروقي أن الاتحاد الأفريقي "يمكن أن يدعم السلام في حال التوقيع على اتفاق لإنهاء العداوات"، معلناً أن الاتحاد يرغب في أن يشارك في بعثة مراقبة لضمان احترام أي اتفاق. واعتبر شروقي أن ما يحصل في ليبيا "مشكلة أفريقية، ونحن لدينا حساسية (تجاه الموضوع) قد لا تكون عند غيرنا"، في تجاوب مع مطالبة عدة زعماء أفارقة خلال الأسابيع الأخيرة بأن يكون للاتحاد الأفريقي دور أكبر في الملف.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، السبت، تأييده لقيام الاتحاد الأفريقي بدور أكبر في الوساطة في الأزمة الليبية، قائلاً إنه يتفهم "استياء" هذه المنظمة التي لا تزال "مستبعدة" عن هذا الملف.
وقال غوتيريس، خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا: "نعتقد أنّ من الضروري جداً إشراك الاتحاد الأفريقي في مساعي البحث عن حل للنزاع الليبي".
وكان الاتحاد الأفريقي قد اشتكى في الآونة الأخيرة من أنه "يجري تجاهله بشكل منتظم" في الملف الليبي الذي تديره الأمم المتحدة بشكل خاص، والذي تلعب فيه الدول الأوروبية دوراً بارزاً.
وأضاف غوتيريس: "أتفهم تماماً هذا الاستياء، لقد استبعدت أفريقيا في الشأن الليبي"، داعياً إلى تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
ويرغب الاتحاد الأفريقي، الذي اختار لقمة أديس أبابا هذه السنة عنوان "إسكات السلاح"، في أن يكون فعالاً أكثر في المستقبل، في حل النزاعات الأفريقية، ويرغب في إيجاد "حلول أفريقية" لها.
في هذه الأثناء، حاول قادة الاتحاد دفع طرفي النزاع في جنوب السودان إلى التوصل إلى اتفاق.
ويواجه الرئيس سيلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار مهلة نهائية هي 22 شباط/ فبراير لتشكيل حكومة وحدة، وهي العملية التي تأجلت مرتين العام الماضي.
ولم تثمر النشاطات المكثفة على هامش قمة الاتحاد الأفريقي انفراجاً في النزاع بشأن عدد الولايات في جنوب السودان، وهي قضية شائكة، لأن الحدود ستخلق انقسامات في السلطة والسيطرة في البلد الناشئ.
وفي بيان، ذكرت إيغاد أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية "تأجل مرتين في أيار/ مايو وتشرين الثاني/ نوفمبر، وأي تمديد آخر غير مرغوب فيه ولا قابل للتنفيذ في هذه المرحلة من مسار السلام".
وغرق جنوب السودان في حرب أهلية عام 2013، بعد عامين فقط على استقلاله عن السودان.
وبدأ الأمر عقب توجيه كير، المنتمي إلى إثنية الدنكا، الاتهام إلى مشار، المنتمي إلى إثنية النوير، بالتخطيط لتنفيذ انقلاب عسكري. وشهد النزاع ارتكاب فظائع، بينها القتل والاغتصاب، وأدى إلى سقوط 380 ألف قتيل وأزمة إنسانية كارثية.
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي قد أكد الأحد، إنّ خطة السلام الأميركية المقترحة المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، ستفاقم الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشدداً على أن الاتحاد لن يقبل بها.
(فرانس برس، العربي الجديد)