توافد آلاف العراقيين لساحات التظاهرات وسط حملات اعتقال جديدة

31 يناير 2020
المتظاهرون يبدعون أشكالاً جديدة للاحتجاج (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
بدأ الآلاف من العراقيين التوافد إلى ساحات وميادين الاحتجاج في العاصمة العراقية بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، للمشاركة في مليونية الجمعة، التي دعا إليها ناشطون للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، والضغط على أحزاب السلطة لتكليف رئيس وزراء مستقل ومؤقت، حتى الانتهاء من استعدادات إجراء انتخابات مبكرة.

يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار مفاوضات غير سهلة بين القوى السياسية العراقية للتوافق على مرشح لرئاسة الحكومة، قبيل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس العراقي، برهم صالح، والتي تنفذ مساء غد السبت.

ويتوافد الناشطون والمتظاهرون إلى ساحات الجنوب الرئيسة للتظاهرات في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء والسماوة والديوانية والعمارة والحلة والكوت وبلدات أخرى، شهدت حملات نفذتها قوات أمنية مجهولة أسفرت عن اعتقال عدد كبير من الناشطين والمتظاهرين، بالوقت الذي سجل اختطاف ناشط بعد خروجه من ساحة التحرير وسط بغداد.

وقال ناشطون بساحة التحرير لـ "العربي الجديد"، إن الحراك الشعبي سيواصل ضغطه على أحزاب السلطة لحين رضوخها واستجابتها لمطالب التظاهرات التي أوشكت على دخول شهرها الخامس، مشيرين إلى وجود ترقب لخطبة الجمعة للمرجع الديني، علي السيستاني، والتي يأمل المتظاهرون أن تكون في صالحهم على غرار خطب سابقة.

ورفع متظاهرون في بغداد على مبنى المطعم التركي وسط العاصمة وعلى مقربة من ساحة التحرير يافطة كبيرة تطالب الأمم المتحدة بالتدخل لحمايتهم، إثر عمليات التصعيد في القمع التي واجهوها أخيرا من قبل الأجهزة الأمنية.

وفي ساحة الوثبة القريبة من ساحة التحرير، استخدمت القوات العراقية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين الذين واصلوا وجودهم من خلال عمليات كر وفر استمرت حتى الصباح.

وفي خطوة للحفاظ على أمنهم، أغلق المتظاهرون ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) بالحواجز الإسمنتية للحيلولة دون دخول سيارات الأمن والمليشيات لاستهدافهم.

وشهدت ساحة الحبوبي ومناطق قريبة منها مسيرات رافضة لمواصلة القمع من قبل قوات الأمن ومليشيات تابعة للأحزاب في المحافظة، وذلك على خلفية قيام مجهولين بإطلاق النار على متظاهرين قرب جسر الزيتون.

وجدد متظاهرو الحبوبي مطالبتهم بتدخل المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة لإنقاذ المحتجين من قمع السلطات، معبرين عن أملهم في أن يواصل السيستاني دعمهم خلال خطبة اليوم الجمعة.

كما قطع محتجون الطريق الرئيس الذي يربط محافظة ذي قار بالعاصمة بغداد بالإطارات المحترقة، بينما جابت شوارع الناصرية تظاهرات مطالبة بإقالة قائد شرطة ذي قار، ناصر الأسدي، لاتهامه من قبل المتظاهرين بإعطاء أوامر بقتل المتظاهرين، وحرق خيم المعتصمين، ودعم الهجمات المتواصلة لقوات مكافحة الشغب على المحتجين، موضحين أنهم سيواصلون الضغط والإضراب عن الدوام حتى تحقيق جميع مطالبهم.

وفي البصرة، أقصى جنوب العراق، قام معتصمون بنصب عشرات الخيم الجديدة في ساحة الاعتصام الرئيسية بالمحافظة استعدادا لاستقبال أعداد جديدة من المتظاهرين، وجدد المحتجون بالبصرة مطالباتهم بمحاسبة المسؤولين المحليين والقادة الأمنيين المسؤولين عن قتل المتظاهرين.

وبعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، هاجمت قوات مكافحة الشغب المعتصمين بساحة التربية في كربلاء وأطلقت الغاز المسيل للدموع بهدف تفريقهم، ما دفع المتظاهرين للانتشار في الشوارع القريبة قبل أن يعودوا للساحة مرة أخرى.

كما يستعد المتظاهرون في محافظات ميسان والقادسية والنجف وبابل وواسط، للمشاركة بكثافة في مليونية الجمعة.

المساهمون