وأصيب العشرات من الشبان الفلسطينيين في مواجهات ببلدتي ابو ديس والعيزرية جنوب شرق القدس المحتلة تنديدا بإعلان صفقة القرن.
وأفاد الناشط هاني حلبية بأن المواجهات اشتدت في الساعات الأخيرة وبدأت خلالها قوات الاحتلال باستخدام الرصاص المطاطي بكثافة لتفريق الشبان، حيث سجلت إصابة ما لا يقل عن 15 شابا، إضافة إلى إصابة العشرات اختناقا بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة باتجاه المواطنين ومنازلهم.
وأشار حلبية إلى أن المواجهات تتركز في هذه المرحلة وسط بلدة أبو ديس، حيث نقطة المراقبة العسكرية، ومحور رأس كبسة المتصل بحي الشياح.
وكانت مواجهات اندفعت مساء اليوم في محيط الحاجز العسكري لمخيم شعفاط رفضا لخطة ترامب، والتي هاجم خلالها الشبان جنود الاحتلال هناك بالحجارة والزجاجات الحارقة، في حين أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي المطاطي واعتقلت قوات الاحتلال شابين فلسطينيين.
كما شهد المدخل الشمالي لبلدة العيزرية، اليوم، مواجهات مع قوات الاحتلال رشق خلالها الشبان جنود الاحتلال ودورياتهم بالحجارة، فيما هاجم الشبان على الشارع الرئيس لبلدة حزما شمال القدس حافلة إسرائيلية وحطموا زجاجها.
بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: "إن طواقمنا تعاملت مع 10 إصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل البيرة الشمالي (بيت إيل)، بينما 5 إصابات بالرصاص المطاطي، وإصابتان بالغاز المسيل للدموع، و3 إصابات حروق باليد، فيما تم نقل إصابتين بالرصاص المطاطي للمستشفى لتلقي العلاج أحدهما بالرأس والظهر والآخر بالوجه.
وفي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، خرجت مسيرة منددة بإعلان ترامب بالتوازي مع انعقاد اجتماع للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله، حيث جابت المسيرة شوارع المدينة انطلاقاً من دوار المنارة وسطها، ووصلت إلى ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهتف المشاركون ضد ترامب وصفقة القرن وللوحدة الوطنية، مطالبين بإسقاط خيار التسوية من خلال هتاف "فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية"، وأحرق متظاهرون صور ترامب فيما داس صوره آخرون.
ووصلت المسيرة إلى المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة أو ما يعرف بحاجز "بيت إيل" الإسرائيلي، حيث أشعل الشبان الإطارات المطاطية، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، وقاموا بتوجيه المفرقعات النارية تجاه جيش الاحتلال، فيما أطلق جيش الاحتلال القنابل الغازية باتجاههم، وقد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع إصابة بالرصاص المطاطي بالوجه في مدخل البيرة الشمالي.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدروة فارس لـ"العربي الجديد" إن الإعلان عن صفقة القرن "يعني إنهاء عملياً لاتفاق أوسلو وكل مترتباتها، يجب أن ننطلق بأننا نعيش تحت الاحتلال مباشرة، والمطلوب اعتماد آلية كفاحية للشعب الفلسطيني، أنا مؤمن بضرورة التحضير للعصيان المدني الكامل للاحتلال عبر مقاطعته، وعبر تدمير البنية التحتية التي بنوها في فلسطين للاستيطان، وبطريقة تمكن من أن يكون كل فلسطيني صغيراً وكبيراً منخرطاً في عملية التحرير".
وطالب فارس بالرد على إعلان "صفقة القرن" باستعادة الوحدة الفلسطينية وترميم البيت الداخلي، وبلورة استراتيجية كفاحية ينخرط فيها الجميع.
بدوره، رأى الناشط السياسي عمر عساف في حديثه مع "العربي الجديد" أن التحركات يجب أن تكون بمستوى التحديات، مؤكدا أن المنتظر من اجتماعات القيادة الفلسطينية قرارات أهمها إنهاء التنسيق الأمني، وبروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب الاعتراف بالدولة العبرية، وإعداد برنامج وطني نضالي قابل للاستمرار، لا أن يكون وقتيا أو نخبويا.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد نصر لـ"العربي الجديد"، خلال المسيرة، "إن هذه هي الطلقة الأخيرة التي يطلقها ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، وإن لم يقف الفلسطينيون موقفا جادا فسيكون مصير القضية الفلسطينية بيد ترامب ونتنياهو".
وفي وسط نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة رفع متظاهرون نعشاً عليه صور لترامب، وصهره جاريد كوشنير ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في دلالة على رفضهم صفقة القرن، وذلك في وقفة رافضة للصفقة، دعت إليها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تحت عنوان "لا لصفقة العار"، في مدينة نابلس، أكد خلالها المتحدثون دعمهم لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية الرافضة للصفقة، التي تسلب من الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني بكل توجهاته موحد في موقفه من الإعلان الأميركي الإسرائيلي المشترك، وقال: "رغم كل ما جاء في كلمتي ترامب ونتنياهو، من ادعاءات باطلة وسرقة علنية للحق الفلسطيني، إلا أن ذلك لن يغير أبدا من الحقيقة الساطعة أن الشعب الفلسطيني يملك حقا أصيلا في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967".
وفي طولكرم شمال الضفة، نظم ذوو الأسرى وسياسيون وقفة احتجاجية عصر اليوم، منددين فيها بصفقة القرن، ومؤكدين ضرورة التوحد في مواجهتها، وذلك تزامنًا مع الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة وسط دعوات لإسقاط هذه المؤامرة.
وفي جنين شمال الضفة، تجمع مئات الفلسطينيين في ميدان الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في غربي المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات دعم وتأييد للقيادة والرئيس الفلسطيني ورفضهم لـ"صفقة القرن" وسط دعوات للوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة.
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، نظمت حركة فتح – إقليم يطا جنوبي الخليل، مساء اليوم الثلاثاء، وتزامناً مع إعلان ترامب "صفقة القرن"، وقفة احتجاجية، حيث قال نائب أمين سر إقليم حركة فتح في يطا محمد عبد الوهاب أبو زهرة لـ"العربي الجديد": "إن الوقفة تم تنظيمها لنقول للعالم إننا نرفض ممارسات الاحتلال مدعومة باللوبي الصهيوني ورئيس أميركا دونالد ترامب، الذي يقود أسوأ مرحلة تاريخية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية".
من جهة أخرى، أفاد الناشط فؤاد العمور من قرى ومسافر يطا لـ"العربي الجديد" بأن لجنة الحماية والصمود في المنطقة استنفرت أعضاءها، تخوفاً من أي اعتداء للمستوطنين على المواطنين الفلسطينيين هذه الليلة.
من حيفا هنا فلسطين
وفي الداخل الفلسطيني، نظمت حركة أبناء البلد مظاهرة احتجاجية رفضاً لما يسمى "صفقة القرن"، بعنوان "من حيفا هنا فلسطين"، وكذلك احتجاجاً على جميع مؤامرات تصفية قضية فلسطين، وتأكيداً على حق الشعب الفلسطيني في وطنه.
وهتف المتظاهرون بشعارات ضد صفقة القرن ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وفي السياق قال أحمد خليفة عضو المكتب السياسي في حركة أبناء البلد "الرسالة من هذه المظاهرة رسالة بسيطة وواضحة جداً، من يقول إن القدس إسرائيلية وإن فلسطين بين قوسين أصبحت إسرائيلية، نقول له من هنا حيفا المحتلة عام 1948 إن حيفا فلسطينية. هذا هو الشعار الموازي لشعارات المطروحة الآن من تقسيم وشعارات ضم وشعرات تسوية".
ومن جهته قال محمد كيال من حركة أبناء البلد: "التظاهرة هي أول تحرك شعبي في المناطق المحتلة في عام 48 ضد ما يسمى صفقة القرن".
* شارك في التغطية: محمد محسن من القدس المحتلة، جهاد بركات، سامر خويرة، فاطمة مشعلة، من الضفة، ناهد درباس من حيفا