وصل إحباط الديمقراطيين من عدم رغبة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في عزل الرئيس دونالد ترامب إلى حدّ مرتفع، عقب التقارير التي أفادت بأن الأخير ضغط على أوكرانيا للتحقيق في قضية منافس سياسي، وفق ما أفادت به صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأحد، مشيرة إلى أن مجموعة متزايدة من النواب الديمقراطيين يتهمون زملاءهم بتشجيع الرئيس، برفضهم مواجهة ما يرون أنّه سلوك خارج عن القانون.
وعلى الأقلّ، يقول هؤلاء الديمقراطيون، إن على مجلس النواب اتخاذ إجراءات أقوى لكسر مماطلة البيت الأبيض غير المسبوقة، وحتى تغريم مسؤولي إدارة ترامب الجريئين، وهي فكرة رفضتها بيلوسي هذا العام.
وتنقل الصحيفة في هذا السياق، عن مقربين من بيلوسي قولهم إنها تدرك أنّ ما طلبه ترامب من أوكرانيا، وتحديداً رفض الإدارة مشاركة شكوى المبلغين حول هذه الاتصالات مع الكونغرس، يمكن أن يكثف معركة مجلس النواب مع البيت الأبيض.
وإذ لفتت إلى أنّ رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم ب. شيف، أشار إلى أنّ عزل ترامب قد يكون حتمياً، ذكرت أنّ بيلوسي وشيف كانا على اتصال طوال عطلة نهاية الأسبوع لتنسيق الاستراتيجيات ونقاط الحديث، وفق مسؤول مطلع على المحادثات.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى رسالة نادرة أرسلتها بيلوسي ظهر الأحد إلى الجمهوريين والديمقراطيين، دعت فيها مدير الاستخبارات الوطنية إلى تسليم شكوى المخبرين التي تفصّل تصرفات ترامب مع أوكرانيا، مهدّدة بتصعيد غير محدّد في عمل مجلس النواب إذا رُفض الأمر، من دون ذهابها إلى حدّ العزل، وفق الصحيفة.
وتأتي الدعوات المتزايدة لعزل ترامب أو القيام بأمر جريء لمواجهة البيت الأبيض، بعد أسبوع محرج للنواب الديمقراطيين. ويشعر كثيرون منهم بالعجز بشكل متزايد، وفق الصحيفة، في مواجهة العرقلة التي يمارسها البيت الأبيض، حيث تتطلّع بيلوسي إلى المحاكم لدعم مذكرات الاستدعاء في الكونغرس، وهي عملية استغرقت أشهراً وقد تستمرّ سنوات.
وبحلول نهاية الأسبوع، كان المشرعون المشاركون في التحقيقات بشأن ترامب، يقولون علناً، للمرة الأولى إنهم يبدون غير فعالين، وهم قلقون من أنّ التحقيقات التي أجروها، وعدم الرغبة في العزل، كانت تقوض دور الكونغرس.
وتشير الصحيفة إلى أنه نظراً لعدم رغبة بيلوسي في عزل ترامب، فإنّ الأعضاء الديمقراطيين يبحثون بشراسة عن شيء ما يعزّز تحرياتهم.
Twitter Post
|
وكانت وسائل الإعلام الأميركية اتهمت الرئيس ترامب، بأنّه شجع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي به، على التحقيق في نشاطات بأوكرانيا لابن جو بايدن المرشح الديمقراطي الأبرز للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020. واستندت هذه الاتهامات إلى معلومات قدمها عنصر في الاستخبارات الأميركية استمع إلى مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني.
والأحد، قال ترامب إنّه "يتمنى" أن يكون هناك إمكان لنشر مضمون مكالمته المثيرة للجدل مع نظيره الأوكراني، في حين لوّح رئيس لجنة المخابرات بالكونغرس الأميركي آدم شيف، بمساءلته.
وقال: "لا يمكننا أن نفعل ذلك برئيس دولة أخرى، مع ذلك، لقد كان حديثنا جيداً، وصريحاً جداً، وشفافاً جداً. أتمنى أن يتمكنوا من نشره".