مليشيا عراقية تهدد بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية من الأراضي السورية

12 سبتمبر 2019
المليشيات تستعد للرد على الكيان الصهيوني (فرانس برس)
+ الخط -
قال فصيل عراقي مسلح، يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، إن ما وصفه بـ"فصائل المقاومة الإسلامية"، باشرت فعلاً الاستعداد للرد على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، لكنها لم تحدد ساعة الصفر حتى الآن، كاشفاً عن أن الأراضي السورية ستكون "أرضية ومنطلق الرد على العدو الصهيوني".

يأتي هذا بعد مرور نحو شهر على استهداف وصفته الحكومة العراقية بـ"الخارجي"، لمستودعات سلاح ضخمة تتبع مليشيا "سيد الشهداء" إحدى أبرز المليشيات العراقية المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني"، تقع جنوبي بغداد.

وتسبب الهجوم بدمار واسع للمستودعات، وفجّر على إثره خلافات حادة بين قيادات في مليشيات "الحشد الشعبي"، حيال اتهام إسرائيل بالهجوم الذي طاول المستودعات الواقعة إلى الجنوب من العاصمة العراقية بغداد وتعرف باسم "معسكر الصقر"، ضمن سلسلة استهدافات مماثلة وقعت في البلاد خلال أقل من شهرين.

وقال نائب زعيم مليشيا "حركة الإبدال"، العراقية، والمتواجدة في سورية، كمال الحسناوي لـ"العربي الجديد"، خلال تواجده في بغداد إن "الكيان الصهيوني اعتدى على فصائل المقاومة وكان هناك رد من قبل "حزب الله" اللبناني، لافتاً إلى أن "فصائل المقاومة في سورية، لديها استعدادات أيضا، للرد على الكيان الصهيوني".

وحول عدم سماح نظام الأسد بفتح جبهة الجولان السوري المحتل في حال أي تطور عسكري جديد بين الفصائل العراقية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، قال الحسناوي إنه "لم يرد أي منع من قبل الحكومة السورية لاستخدام الأراضي السورية، لشن عمليات ضد إسرائيل وإن ما يشاع عن ذلك غير صحيح"، معتبراً أنه من الخطأ اعتبار الفصائل الموجودة في سورية حالياً عراقية فقط.

وإلى الآن، لم تعلن السلطات العراقية عن نتائج للتحقيقات التي قالت إنها تجريها بشأن التفجيرات التي طاولت خمسة مقرات لمليشيات عراقية في ديالى وصلاح الدين وبغداد وآخرها القائم استهدفت قياديا في كتائب حزب الله، والتي أسفرت عن مقتله مع اثنين من مرافقيه.

وكانت السلطات العراقية أعلنت بشكل رسمي أن التفجيرات بفعل عامل خارجي، وسط تأكيدات وتصريحات لقيادات سياسية ومليشياوية بأن الاستهدافات ناجمة عن طائرات مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي.


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع تحسين الخفاجي، اليوم الخميس، في تصريحات وسائل إعلام محلية عراقية، إن "التحقيق وصل إلى مراحل نهائية، اشتركت فيه كافة الوزارات الأمنية ومكتب القائد العام، (رئيس الوزراء)، وقد عُرض الكثير من نتائج التحقيق، بمشاركة وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي والأمن الوطني وجهاز المخابرات".

وأضاف "بُنيت تقديراتُ موقف وإمكانياتٌ على ضوء التحديات التي ظهرت، سواء في مجال المراقبة الرادارية، والتصدي لأهداف معينة تحتاج إلى نوع معين من الأسلحة الدقيقة التي نعتزم اقتناءها لحماية سمائنا، ولن نسمح باستهداف أي جهة تعمل معنا داخل العراق".

ولفت إلى أن "التحقيق الذي نجريه وصل إلى أعلى المستويات، وتجاوزت نسبته 75 إلى 80% بالمائة، وأصبح لدى الجهات المعنية تصور كامل عما حدث، كما أن التحليلات والمعطيات التي برزت في هذا التحقيق ستظهر قريباً للإخوة المواطنين".

واستبعد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة بالعراق هشام الهاشمي موافقة النظام السوري على فتح جبهة مع إسرائيل مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الأراضي السورية مليئة بالفصائل العراقية وهي وحدها من ستتحمل الرد الإسرائيلي أيضا". 

بالمقابل، لا يرى الباحث السياسي غيث التميمي أن لدى هذه الفصائل قدرة فعلية لممارسة هجوم كبير أو مؤثر على إسرائيل"، موضحا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "روسيا ضامن دولي بأن إسرائيل لن تتعرض لأي نوع من أنواع العمل العسكري ضدها من الأراضي السورية، ولهذا استبعد قيام تلك الفصائل بأي عمل عسكري ضد إسرائيل".

وأضاف أن "أي فصيل عراقي أو غيره يقوم بأي عمل ضد إسرائيل، فسوف يعاقب ويجرم دوليا، ولهذا لا أعتقد أن هذه الفصائل قادرة على أي رد عسكري أو غيره ضد إسرائيل".