الاحتلال الإسرائيلي يواصل ملاحقة منفّذي عملية "عين بوبين"... وإجراءات مشددة برام الله
وشدّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها بحق أهالي القرى الغربية لمحافظة رام الله والبيرة، وكثّفت من عمليات التمشيط والمداهمات ومصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة في تلك المناطق.
واقتحم جيش الاحتلال مجدداً، قبيل ظهر اليوم، مدينة بيتونيا غربي رام الله، ودهم عدداً من البنايات بحثاً عن تسجيلات كاميرات مراقبة، فيما انتشرت دوريات الاحتلال في الطريق الواصل بين بيتونيا وعين قينيا وعين عريك.
وواصل جيش الاحتلال تحركاته وصولاً إلى قرية عين قينيا، ولا تزال دورياته تنتشر في أكثر من محور في مدينة بيتونيا.
من جهته، قال نعيم جعوان، رئيس المجلس القروي في دير ابزيع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال تواصل إغلاق الشارع الرئيسي، المعروف بطريق العنب، والمؤدي إلى قرى المنطقة الغربية في رام الله ببوابة حديدية بشكل كامل، فتارة يغلقه المستوطنون وتارة يغلقه جيش الاحتلال".
وأشار جعوان إلى أنّ "قوات الاحتلال تظهر بين الحين والآخر على الشارع الرئيسي وتقيم حواجز بين الحين والآخر، وتفتش المركبات المارة، فيما كانت قد استولت، ظهر أمس الجمعة، على أجهزة تسجيل كاميرات المراقبة في المنطقة، وحاولت اقتحام مدرسة ذكور القرية، من أجل الاستيلاء على أجهزة تسجيل كاميرات المراقبة منها، لكنها لم تتمكن من ذلك لأن المدرسة مغلقة".
ووفق جعوان، فإنّ "بوبين" هو اسم كنعاني تُعرف به النبعة منذ أيام الكنعانيين، وغيرت سلطات الاحتلال اسمها عام 2015 إلى "عين داني" نسبة إلى مستوطن قُتل في المكان في الفترة ذاتها.
"وعين بوبين" هي عين ماء تحيط بها أراضٍ زراعية بمساحة 100 دونم تقريباً، وتستفيد مزروعاتها من عين الماء بشكل مباشر، وتزرع في تلك الأراضي أشجار الحمضيات بمختلف أنواعها والرمان والجوز، وكذلك تزرع الخضروات فيها.
من جهة أخرى، قال سامي عواد، رئيس المجلس القروي في عين عريك غربي رام الله، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال اعتقلت، فجر اليوم السبت، الشابين ربحي أبو صفا ومحمد أبو صفا، عقب دهم منزلهما في عين عريك والعبث بمحتوياتهما وتخريبها، بينما استولت على أجهزة تسجيل لكاميرات مراقبة من أحد المحال التجارية".
وذكرت مصادر صحافية أنّ قوات الاحتلال اعتقلت شاباً فلسطينياً من قرية عين قينيا غربي رام الله، واستولت على أجهزة تسجيل لكاميرات مراقبة من القرية، فجر اليوم، بينما اقتحمت قوات الاحتلال بيوتاً واقعة غربي رام الله أكثر من مرة، أمس الجمعة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، لكنه لم يبلغ عن وقوع إصابات.
وشهدت مناطق عدّة في الضفة، أمس السبت، اعتداءات للمستوطنين على مركبات الفلسطينيين ورشقها بالحجارة، عقب وقوع عملية "عين بوبين".
من جانبها، أكدت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة في بيان لها، حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أشكالها المكفولة بالقانون الدولي، وأنه حق لم يسقط ويبقى خيارا فلسطينيا، فيما حذرت القوى من استغلال عملية دير ابزيع لإطلاق يد المستوطنين لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني بغطاء ودعم من حكومة الإرهاب وأوامر منها.
ودعت القوى إلى تفعيل اللجان الشعبية ولجان الحراسة واليقظة الدائمة، ودعت لاقتصار استخدام الكاميرات على أغراض الحماية الشخصية، وإتلافها عند الضرورة.
كما دعت القوى لاستنهاض العمل الشعبي وتوسيع الأنشطة الداعمة للأسرى في سجون الاحتلال وخصوصا الأسرى المضربين، والمرضى، ودعت للعمل من خلال المؤسسات الدولية الحقوقية للضغط على دولة الاحتلال للاستجابة لمطالبهم العادلة، فيما دعت للمشاركة في فعاليات الحملة الوطنية لاستراد جثامين الشهداء المتحجزة هذا الأسبوع.
ودعت أيضا إلى تفعيل نقاط الاحتكاك مع الاحتلال في كافة المواقع التي تشهد فعاليات أسبوعية ضد الجدار والاستيطان أيام الجمعة، والتصدي لأية نوايا عدوانية لقطعان المستوطنين لاقتحام القرى والبلدات الفلسطينية، ونصرة للقدس رفضا لسياسات التطهير العرقي واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأكدت القوى الفلسطينية أهمية توسيع حملات المقاطعة المحلية، والعمل على وقف التعامل بأي شكل مع منتجات الاحتلال بكل أشكالها ومطالبة الوكلاء والمستودرين بالعمل على التوقف عن التعامل مع بضائع الاحتلال.
على صعيد منفصل، أصيب عشرات الفلسطينيين، مساء الجمعة، بالاختناق عقب اقتحام الاحتلال بلدة سبسطية شمالي نابلس شمالي الضفة، وفق ما أفاد به رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
إلى ذلك، اندلعت مواجهات، الليلة الماضية، بين شبّان فلسطينيين وقوات الاحتلال قرب مدخل مخيم العروب شمالي الخليل. واندلعت مواجهات أخرى قرب مفرق طارق بن زياد في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.