واستهل نتنياهو كلمته في المؤتمر لشكر كل من الرئيسين بوتين ودونالد ترامب على موافقتهما لعقد اللقاء الرفيع في القدس، معتبراً اللقاء تاريخياً لأنه أول لقاء قمة لمستشاري الأمن القومي للدول الثلاث في "عاصمتنا القدس"، مؤكداً في الوقت ذاته "تقديره لعمق العلاقة بين إسرائيل وبين هذه الدول"، مضيفاً أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بلغت أوجاً جديداً تحت قيادة الرئيس ترامب. وأضاف نتنياهو: "وعلى غرار ذلك وعلى قدم المساواة، فإن إسرائيل شاكرة لأن صداقتنا مع روسيا باتت أقوى من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة".
وقال نتنياهو أنه "على أساس المحادثات الثنائية التي أجراها مع الطرفين الروسي والأميركي، في القضايا الأمنية والتحديات التي نواجهها لضمان الأمن والاستقرار في منطقتنا، فإنه يمكنني القول إن هناك قاعدة أوسع للتعاون الممكن بين ثلاثتنا مما يظنه كثيرون".
وأضاف: "هذه القمة تمثل فرصة حقيقية لدفع هذا الاستقرار في منطقتنا وبخاصة في سورية، وكما تعلمان فقد نشطت إسرائيل مئات المرات لمنع إيران من التموضع عسكرياً في سورية بموازاة عملها ودعوتها لتدمير إسرائيل، وقد نشطنا مئات المرات لمنع إيران من نقل أسلحة متطورة لحزب الله، أو فتح جبهة ثانية ضدنا في الشمال من الجولان. ستواصل إسرائيل منع إيران من استخدام أراضي جيراننا كنقطة انطلاق لمهاجمتنا، وسترد إسرائيل بالقوة على أي هجوم".
وكرر نتنياهو شكره للحكومة الروسية والرئيس بوتين، على التعاون "القريب مع إسرائيل على آلية تنسيق تسمح لنا ونحن ندافع عن أنفسنا، بألا تجعل القوات الروسية في مرمى النيران".
وزعم نتنياهو "أننا جميعاً، نريد رؤية سورية تنعم باستقرار وسلام وأمن، هذا هو الهدف المشترك، وأمامنا مهمة مشتركة هي تحقيق ذلك الهدف الأكبر، ألا تبقى القوات الأجنبية التي دخلت سورية بعد عام 2011 على الأراضي السورية. ونظن أن هناك طرقاً لتحقيق ذلك لضمان منطقة أكثر استقراراً في تلك المنطقة من الشرق الأوسط. إبعاد هذه القوات الأجنبية سيكون جيداً لروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، ودعوني أُضِف أيضاً أنه جيد لسورية أيضاً".
وقال نتنياهو عن أهداف إسرائيل من هذه القمة: "إننا نتطلع إلى مناقشة الطرق العينية والمحددة لتحقيق هذا الهدف، الذي هو ضروري لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بنجاح. وتأمل إسرائيل أن تساهم هذه القمة في تقريبنا من تحقيق أهدافنا المشتركة بالسلام والازدهار والأمن في هذه المنطقة".
ولاحقاً أعلن نتنياهو، خلال زيارة لمعرض لجيش الاحتلال في القدس المحتلة: "نحن مصممون على إخراج إيران من سورية. إننا نتطلع إلى أن تخرج جميع القوات الإيرانية التي دخلت سوريا، هناك موافقة بين الدول العظمى. وسنبحث ذلك أيضاً مع ترامب وبوتين".
في المقابل أعرب مستشار الأمن الروسي نيقولاي باتريشوف في كلمته، عن تأييده لما جاء في كلمة نتنياهو الافتتاحية قائلاً: "أؤيد أقوال نتنياهو بشأن التوصل للسلام والأمن في سورية. يجب التوصل وفقاً للتعريف الدولي لسيادة سورية، ويجب العمل أيضاً من أجل ذلك. روسيا تحارب داعش. نحن ندرك قلق إسرائيل ونأمل أن تزول الأخطار التي تهددها بحيث تكون إسرائيل آمنة، هذا مهم لنا، لكن علينا أن نتذكر أيضاً مصالح قوى أخرى في المنطقة، التي إذا تجاهلناها فلن نحقق النتائج".
من جهته قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون: "هذا اللقاء يتم في توقيت حرج في الوقت الذي تقوم فيه إيران وأذرعها بأعمال استفزاز، إننا نعتبر إيران مصدراً للعدوان الذي يساعد ويمول منظمات الإرهاب، الدبلوماسيون الأميركيون يبحثون عن طريق للسلام، لكن إيران تحتفظ بصمتها، ولا يوجد أي دليل على أن إيران قررت عدم التطلع نحو تطوير سلاح نووي. إيران تهدد بتجاوز السقف المسموح لها بتخصيب من اليورانيوم بمستوى متدن. لقد فرض الرئيس ترامب أمس عقوبات جديدة على إيران، وأبقى باباً للمحادثات، كل ما على إيران القيام به هو أن تخطو باتجاه هذا الباب".
وإلى جانب الوجود الإيراني بسورية، لفتت الصحف الإسرائيلية إلى أن اللقاء سيتناول أيضاً قضايا إقليمية أخرى، لم تتم الإشارة إليها بشكل واضح ومحدد، وإن كان يبدو أن هذه القضايا تتعلق بلبنان وحزب الله. ومن المقرر أن يتم رفع مخرجات اللقاء اليوم وعرضها خلال اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر الدول الصناعية.