صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، من لهجته إزاء وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي أثناء جلسة محاكمته يوم الاثنين الماضي، معرباً عن أمله في أن "تفتح الأمم المتحدة تحقيقاً حول وفاة مرسي المشبوهة".
وقال أردوغان، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مكتبه بقصر دولمة بهتشة في إسطنبول، إنه يأمل في أن تفتح الأمم المتحدة تحقيقاً حول وفاة مرسي.
وأضاف: "المدعو السيسي (الرئيس المصري عبد الفتاح) ظالم وليس ديمقراطياً، لم يصل إلى الحكم بالطرق الديمقراطية".
وأردف: "لن نسكت إزاء وفاة رئيس انتخبه الشعب المصري بنسبة 52 في المئة من الأصوات، حتى وإن لزم الصمت أولئك الذين يعملون على تلقيننا دروساً في الحق والقانون والحرية".
وكان أردوغان قال في تصريحات سابقة، نقلتها وكالة "الأناضول"، إن مرسي "قتل ولم يمت بشكل طبيعي"، مؤكداً أنه سيقوم بكل ما يلزم للتأكد من مقاضاة السلطات المصرية على وفاته أمام المحاكم الدولية.
وأضاف: "سنتابع التطورات المتعلقة بوفاة مرسي، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر لمقاضاة مصر في المحاكم الدولية".
وأوضح أن مرسي لم يمت بأجله، بل قُتل، مضيفاً: "خافوا حتى من نعش مرسي الرئيس المنتخب ديمقراطياً بنسبة أصوات 52 بالمئة، ولم يسلموه لأسرته، ولم تتواجد عقيلته بين من استلموه، ولم يدفنوه في قريته بناءً على وصيته، وإنما في مكان حددته الدولة، لأنهم كانوا يخافون، فهم جبناء".
وأردف قائلاً: "للأسف بقي محمد مرسي يصارع الموت على الأرض لمدة 20 دقيقة في قاعة المحكمة ولم يتدخل المسؤولون هناك لإسعافه".
واستطرد: "الذين يتوقعون لأردوغان مصيراً مشابهًا لمصير مرسي، هم من أتباع عقلية السيسي، نحن لا نخاف من هؤلاء، لأننا ارتدينا أكفاننا وسلكنا هذا الطريق".
ودعا الرئيس التركي منظمة التعاون الإسلامي للقيام بواجباتها حيال وفاة مرسي، مؤكداً أنه لا بد من قيام المنظمة بما يلزم.
وأشار إلى أنه سيطرح هذه المسألة خلال اجتماعات مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، مشدداً على أن "تركيا ستبقى إلى جانب الحق، وليس إلى جانب الظلمة، وإنما سيكونون ضدهم".
وتابع "إن التصريحات الصادرة عن الانقلابيين في مصر بخصوص وفاة محمد مرسي، لم تطمئن الشعب المصري ووجدان الرأي العام".
الخارجية المصرية: أردوغان حاقد
ورداً على تصريحات أردوغان هاجم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الرئيس التركي قائلاً إنه "حاقد"، معرباً عن بالغ استنكاره للتصريحات المتكررة "غير المسؤولة" للرئيس التركي حول وفاة مرسي، قائلاً إنها "لا ترقى لمستوى التعليق الجاد عليها، غير أن القاهرة على استعداد للتصدي لأي تهديدات، وإن كانت جوفاء، ولا تقيم لها وزناً".
واعتبر شكري، في بيان، أن التصريحات الأخيرة لأردوغان "تمثل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي المصري، من خلال ادعاءات واهية تتضمن التشكيك في وفاة الرئيس الراحل الطبيعية، بل والاتهام بقتله، والتلويح بإثارة الأمر دولياً، وغير ذلك مما تفوه به من تجاوزات فجة في حق الدولة المصرية"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "الأمر بات مكشوفاً يوماً بعد يوم، من حيث رغبة أردوغان في التغطية على تجاوزاته الداخلية، والدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي، والعمل حصراً نحو اختلاق المشاكل"، مدعياً أن مثل هذا الكلام المُرسل الذي يملأ به خطاباته وتصريحاته "لا يعكس سوى حقيقة ارتباطه العضوي بتنظيم الإخوان الإرهابي".
وزاد متهماً أردوغان بـ"العمل في إطار أجندة ضيقة من أجل النفوذ، واحتضان ونشر الفكر المتطرف الذي صاغته جماعة الإخوان، واعتنقته القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، والذي وظف ليؤدي إلى استشراء النزاعات، وإزهاق أرواح الأبرياء، فضلاً عما يمثله هذا النهج، وهذه التصريحات المرفوضة، من تدخل سلبي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".
وزعم وزير الخارجية في حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذا السلوك من جانب أردوغان "ينم عن حقد دفين تجاه ما يحققه الشعب المصري، وقيادته، من مكتسبات ونجاحات متنامية على كافة الأصعدة"، مختتماً أن تلك التصريحات "تنطوي على افتراء واضح، ولا تعدو كونها مصدراً للتندُر والسخرية، فالأمر برمته يضاف إلى قائمة التجاوزات الكثيرة التي لا تليق بمكانة الشعب التركي الشقيق".