التقارب بين الفيليبين وكوريا الجنوبية يثير حفيظة الصين

08 أكتوبر 2024
رئيس كوريا الجنوبية (يسار) ونظيره الفيليبيني في مانيلا، 7 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتفقت الفلبين وكوريا الجنوبية على تعزيز التعاون الدفاعي ورفع العلاقات إلى شراكة استراتيجية، مع التركيز على التعاون البحري وتوثيق العلاقات بين خفر السواحل لمواجهة الجرائم العابرة للحدود.
- خلال زيارة الرئيس الكوري الجنوبي إلى مانيلا، تم التأكيد على مشاركة كوريا الجنوبية في جهود تحديث الأمن العسكري للفلبين، بما في ذلك بيع طائرات مقاتلة وسفن حربية.
- تعبر الصين عن قلقها من هذا التعاون، معتبرة أنه يعزز التحالفات الدفاعية بقيادة الولايات المتحدة، بينما تسعى كوريا الجنوبية لزيادة صادراتها الدفاعية عالميًا.

اتفقت الفيليبين وكوريا الجنوبية أمس الاثنين على تعزيز التعاون الدفاعي حيث رفع البلدان العلاقات بينهما إلى شراكة استراتيجية، وسط التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، في خطوة تُثير حفيظة الصين. كما تعهد البلدان بتعميق التعاون البحري واتفقا على توثيق العلاقات بين خفر السواحل في البلدين من أجل تعزيز التصدي للجرائم العابرة للحدود الوطنية وتبادل المعلومات وإجراء مهام البحث والإنقاذ.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، في زيارته الرسمية الأولى إلى مانيلا، وأول زيارة يقوم بها زعيم كوري جنوبي منذ أكثر من عقد من الزمان: "لقد فتحنا فصلاً جديداً من شراكتنا من خلال الارتقاء بعلاقتنا إلى شراكة استراتيجية". وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفيليبيني، فرديناند ماركوس الابن، أن بلاده ستشارك بنشاط في المرحلة الأخيرة من الجهود الفيليبينية التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات لتحديث أمنها العسكري، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع بكين في بحر الصين الجنوبي.

وكانت تقارير فيليبينية قد أشارت إلى أنّ سيول باعت طائرات مقاتلة من طراز FA-50 وطرادات وفرقاطات إلى مانيلا. وتغطي اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها في الاجتماع الثنائي أمس مجالات مثل سلاسل توريد المواد الخام الحيوية، بالإضافة إلى دراسة جدوى بشأن إحياء محطة باتان للطاقة النووية المتوقفة في الفيليبين.

في أعقاب ذلك، حذّرت وسائل إعلام في الصين، اليوم الثلاثاء، من تأثير الولايات المتحدة على تعزيز التعاون الدفاعي بين سيول ومانيلا. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية إن التعاون الدفاعي بين كوريا الجنوبية والفيليبين يلبي استراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين في بحر الصين الجنوبي. واعتبرت أنه "حتى لو تلقت الفيليبين المزيد من الأسلحة والمعدات من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، فإنها لا تستطيع تغيير موقف الصين بشأن جزرها وشعابها المرجانية في بحر الصين الجنوبي، أو تصميم الجيش الصيني وقدراته في الدفاع عنها".

ونقلت الصحيفة الصينية عن مدير مركز أبحاث البحرية العالمية في المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، تشين شيانغ مياو، قوله إن "كوريا الجنوبية كانت مورداً رئيسيًا للأسلحة للفيليبين، وأصبح موقفها بشأن قضية بحر الصين الجنوبي أكثر وضوحاً بعد إدراج القضية في القمة الثلاثية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية العام الماضي". ولفت إلى أن "سيول ليست دولة في بحر الصين الجنوبي، ولا ينبغي لها أن تنظر إلى بكين كمنافس". وأضاف بأن مثل هذه الخطوة لن تلقي إلا بظلالها على العلاقات بين البلدين، وستجلب المزيد من عدم الاستقرار إلى المنطقة.

هذا وأبدت كوريا الجنوبية مراراً وتكراراً تعليقاتها بشأن التوترات في المياه المتنازع عليها. وفي مارس/ آذار الماضي، أعربت سيول عن قلقها البالغ إزاء الاستخدام المتكرر من جانب الصين لخراطيم المياه ضد السفن الفيليبينية في المنطقة. من جهتها، تسعى الصين منذ سنوات إلى توسيع وجودها في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، متجاهلة حكماً دولياً يقضي بأن مطالباتها بالسيادة على الممر المائي ليس لها أساس قانوني. وقد قامت ببناء جزر اصطناعية مسلحة بأنظمة صاروخية ومدرجات للطائرات المقاتلة، ونشرت سفناً تقول الفيليبين إنها تضايق سفنها وتمنع الصيد.

ما الذي يزعج الصين تحديداً؟

في رده على سؤال "العربي الجديد" بشأن المخاوف الصينية إزاء التقارب الدفاعي بين سيول ومانيلا، قال الباحث في العلاقات الدولية في مركز النجمة الحمراء في بكين، جيانغ قوه، إن بكين تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تتويجاً لجهود الولايات المتحدة في تعزيز التحالفات الدفاعية بين دول الجوار، خاصة تلك الدول التي لم يسبق لها التعاون في هذا المجال، وهو أمر يصب، بحسب قوله، في خدمة الاستراتيجية الأميركية الساعية إلى احتواء الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ولفت الباحث الصيني إلى أن كوريا الجنوبية تُحاول زيادة صادراتها الدفاعية العالمية، بعد أن فتحت الحرب الروسية على أوكرانيا الباب أمام توقيع عقود واسعة النطاق من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وأضاف بأن بيع سيول طائرات مقاتلة من طراز FA-50 وسفناً حربية وفرقاطات إلى مانيلا يعزّز موقع كوريا الجنوبية في قائمة الدول الأكثر تصديراً للأسلحة في العالم.

وأشار إلى أن هناك خشية أيضاً من سعي مانيلا إلى تحديث أسطولها الجوي وكذلك البحري، من خلال شراء طائرات مقاتلة وغواصات وأنظمة صواريخ، تعمل جميعها على تعزيز دفاعاتها البحرية والجوية. واعتبر ذلك "خطوة يجب ألا يستهان بها، لأنها دون أدنى شك سوف تحدث تغييراً في موازين القوى بالمنطقة في المديين المتوسط والبعيد".

المساهمون