تصاعدت حدة التوتر في مدينة سنجار بمحافظة نينوى، شمالي العراق، على خلفية رفض حزب "العمال الكردستاني" التخلي عن نفوذه في المدينة، وذلك بالرغم من دخول الأمم المتحدة على خط الأزمة، وتحذيرها من عقبات أمنية تحول دون عودة النازحين، إلا أن "الكردستاني" اتخذ خطوات تصعيدية تمثلت في تعيين مسؤولين محليين موالين له.
وقال قائممقام سنجار محما خليل (رئيس الإدارة المحلية)، إن حزب "العمال الكردستاني" قام بتعيين مديرين للنواحي (البلدات) ضمن مدينة سنجار من التابعين له في المدينة، مؤكدا في بيان أن هذه الممارسات ترعب النازحين، وتمنعهم من العودة إلى مناطقهم.
وطالب الحكومة العراقية بالاهتمام بقضية توفير الأمن في هذه المناطق، فضلا عن الاهتمام بالنازحين الأيزيديين الذين تعرضوا إلى أكبر هجمة يندى لها جبين الإنسانية.
وأضاف أن "الأوضاع في سنجار لا تسر عدوا ولا صديقا، حيث يرتكب حزب العمال الكردستاني انتهاكات واسعة وتعسفية وغير إنسانية"، مؤكدا أن نازحي سنجار من الأيزيديين ما زالوا يقطنون إقليم كردستان العراق، وهم بحاجة إلى مزيد من الدعم لتحسين أحوالهم المعيشية.
وشدد على ضرورة رصد مبالغ مالية كتعويضات للأيزيديين الذين تعرضوا للإبادة على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وحاليا يتعرضون للعنف من قبل عناصر حزب "العمال الكردستاني"، مشيرا إلى دعمه الجهود التي يمكن أن تعيد لنازحي سنجار حقوقهم المسلوبة.
يشار إلى أن محما خليل هو من قيادات "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وبعد سيطرة "العمال الكردستاني" على سنجار غادر خليل إلى أربيل بسبب المضايقات التي تعرض لها.
وعلى الرغم من مرور أكثر من شهرين على مهلة الأيام الثلاثة التي منحتها السلطات العراقية لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يوجد على أطراف بلدة سنجار من أجل تسليم قتلة جنود عراقيين، إلا أن الحزب المصنف على لائحة الإرهاب، لم يظهر استجابة للمطلب حتى الآن، بل على العكس، عزز نفوذه في مناطق وقرى خارج المدينة التي أعلن الجيش العراقي منذ مدة أنه أخضعها لسيطرته، كما أن مليشيات يطلق عليها اسم "وحدات حماية سنجار"، والتي قام الحزب الكردي بإنشائها من السكان الأكراد الأيزيديين في المنطقة، تعتبر ذراعه داخل المدينة، وتقوم برفع صور زعيم الحزب عبد الله أوجلان في مقراتها داخلها.
مصادر محلية في سنجار قالت لـ "العربي الجديد" إن الأوضاع في المدينة تزداد سوءا في ظل سيطرة حزب "العمال الكردستاني" على مناطق وقرى محيطة بمدينة سنجار، فضلا عن وجود "وحدات حماية سنجار" الموالية له داخل المدينة، موضحة أن الحزب أسند إدارة بعض المؤسسات المهمة في المدينة إلى أشخاص من "الوحدات".
وبينت المصادر أن الأمور في سنجار تدار منذ أشهر من قبل جماعات تفرض إرادتها بقوة السلاح، مؤكدة أن الأوضاع المتوترة تسببت في رفض عدد غير قليل من النازحين العودة إلى منازلهم بالمدينة.
ودخلت الأمم المتحدة أخيرا على خط أزمة مدينة سنجار، ودعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الإدارات في المدينة من أجل الإسراع بعودة النازحين، موضحة في بيان أن كُثرا من الأيزيديين يواجهون عقبات خطيرة تحول دون قدرتهم على العودة إلى منازلهم مثل عدم الاستقرار الأمني، والاشتباكات بين الجماعات المسلحة، ومضايقات نقاط التفتيش.