وأثار قرار الحكومة تساؤلات عدة لا سيما من فصائل بـ"الحشد الشعبي" بشأن توقيته، واقتصاره على محافظة نينوى، من دون المناطق العراقية الأخرى التي تشهد خروقات أمنية، فيما قال سياسيون بالمحافظة إنّ تسليح العشائر غير كاف لمنع هجمات "داعش"، ما لم يتم دعمها بقوات مدرّبة، وإسناد جوي.
وقال قائد عمليات الجيش في نينوى اللواء نجم الجبوري، اليوم الجمعة، إنّ السلطات العراقية "قررت تسليح العشائر في 50 قرية بنينوى من أجل صدّ الهجمات الإرهابية"، مؤكداً، في بيان، أنّه "عقد اجتماعاً مع شيوخ المناطق النائية، أوعز بعده رئيس أركان الجيش بتسليح هذه القرى، لتدافع عن نفسها ضد أي هجمات محتملة يمكن أن تنفذها مجموعات صغيرة هنا وهناك".
وتباينت ردود الأفعال بشأن هذه الخطوة المفاجئة، إذ اعتبر أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق والقيادي في تحالف "القرار"، أنّها "خطوة جيدة"، مستدركاً بالقول "لكنها غير كافية لمنع هجمات داعش".
وشدد، في بيان، على "ضرورة وجود قوة من التدخل السريع في القرى المذكورة"، داعياً إلى "دعمها بإسناد جوي قادر على تعويض فرق التسليح والتدريب بين القوى العشائرية، وإمكانيات الإرهابيين وتدريبهم".
Atheel Alnujaifi - أثيل النجيفيFriday, 10 May 2019" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وفي السياق، أكد عضو بمجلس محافظة نينوى، أنّ "الآراء متضاربة داخل المجلس بشأن تسليح عشائر 50 قرية"، لافتاً إلى وجود مؤيدين ومعارضين لقرار الحكومة.
وأوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه يتحفّظ على تسليح العشائر في الوقت الحاضر من دون التنسيق مع الحكومة المحلية، محذراً من احتمال قيام بعض الجهات بتوظيف هذا التسليح سياسياً، لا سيما وأنّ نينوى مقبلة على انتخابات محلية، من المقرر أن تجري في وقت لاحق من العام الحالي.
بدوره، قال الزعيم القبلي المحلي محمد سويد الحيالي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "هذه الخطوة ضرورية إلا أنّها جاءت متأخرة"، مضيفاً أنّ "العشائر تمثّل صمام الأمان للدولة في كل زمان ومكان".
وشدد الحيالي على "ضرورة الإسراع بهذه الخطوة الموفقة"، داعياً إلى "أن يكون تسليح العشائر حقيقياً، وبأسلحة متطورة يمكن أن تصدّ هجمات الجماعات الإرهابية المباغتة".
وأثار الإعلان عن تسليح العشائر في نينوى، قلق مليشيات تعمل ضمن "الحشد الشعبي" في المحافظة.
وقال مصدر في "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "هذا القرار جاء متزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى العراق، وهو أمر يثير الشكوك بشأن الدفع الأميركي بهذا الاتجاه، لسحب البساط من تحت أقدام الحشد في المناطق الشمالية والغربية من العراق".
وأشار المصدر إلى "وجود تساؤلات بشأن اختيار محافظة نينوى دون المناطق العراقية الأخرى المحررة التي تشهد خروقات أمنية"، متوقعاً أن "يتسبّب ذلك بمزيد من الصراعات في ظل وجود خلافات سياسية في نينوى، ما قد ينعكس على توجهات بعض العشائر التي ستحصل على السلاح".
وتسبّب سقوط مدينة الموصل بيد "داعش"، عام 2014، في انهيار مدن شمال العراق وغربه، وتهديد العاصمة بغداد، ونتج منه مقتل وإصابة وفقدان ما لا يقل عن 300 ألف عراقي مدني، وسقوط نحو 80 ألف قتيل وجريح من الجيش العراقي، وفصائل "الحشد الشعبي"، ومقاتلي "العشائر".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي رسمياً، في 10 يوليو/تموز 2017، تحرير الموصل آخر المدن العراقية بيد "داعش"، وذلك بعد عملية عسكرية واسعة في المدينة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.