هل يزور بشار الأسد العراق؟

29 مارس 2019
أطراف وشخصيات عراقية مقرّبة من إيران تستعجل زيارة الأسد(Getty)
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم الجمعة، إنّ أطرافاً وشخصيات سياسية عراقية مقرّبة من إيران، تبذل جهوداً، منذ أيام، بهدف ترتيب زيارة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى العاصمة العراقية، خلال الشهرين المقبلين.

ويتحفظ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس العراقي برهم صالح، على ترتيب الزيارة، لاعتبارات مختلفة؛ من بينها مراعاة الولايات المتحدة، والتخوّف من أن تترجم الزيارة على أنّها ترسيخ لمحور طهران بالمنطقة حالياً ضد المصالح الأميركية، ما قد يُعتبر اصطفافاً للعراق مع محور دون آخر.

ويأتي ذلك بعد تسريبات وتقارير لوسائل إعلام محلية عراقية، بعضها مقرّبة من مليشيات "الحشد الشعبي"، نقلت فيه عن مصادر لم تسمها قولها إنّ مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" فالح الفياض، يقوم بترتيب زيارة للأسد إلى بغداد، خلال الشهرين المقبلين.

وبحسب مسؤول عراقي تحدّث عبر الهاتف من بغداد مع "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، فإنّ أطرافاً لم يسمّها قال إنّها "مقرّبة من إيران والحاج سليماني"، بحسب تعبيره في إشارة إلى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تقوم بتهيئة الأجواء لزيارة الأسد إلى العراق، على رأس وفد.

وكشف أنّ "هناك رفضاً من قوى مدنية وليبرالية، وأخرى عربية سنية وكردية، للزيارة، وهو سبب إضافي لتحفّظ عبد المهدي على القبول بتوجيه دعوة للأسد، وكذلك تحفظ صالح عليها"، مستدركاً بالقول: "لكن الموضوع الرئيس يتعلّق بتفسيرات الزيارة في حال تمّت، والرسائل التي ستوصلها الحكومة العراقية للمحيط العربي وللولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي ككل، خاصة وأنّ الحكومة الحالية تحاول أن تظهر أنّها لا تصطف مع أي محور في المنطقة".

وأشار المسؤول إلى أنّ أطرافاً سياسية في تحالف "الفتح" المقرّب من طهران، طرحت فكرة تأجيل الحديث عن موضوع الزيارة إلى حين بت جامعة الدول العربية في مقعد سورية فيها، وإعادته إلى النظام من عدمه، "حيث سيكون ذلك، في حال أعادته الجامعة، غطاءً لهذه الزيارة"، بحسب المسؤول.

ويأتي ذلك في ظل عودة نشطة للعلاقات بين حكومة عبد المهدي، ونظام الأسد، إذ شهدت العاصمة السورية دمشق، منتصف الشهر الحالي، اجتماعاً ضم رؤساء أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي، مع نظيره الإيراني محمد باقري، ووزير دفاع نظام الأسد علي عبد الله أيوب، جرى خلاله على مدى يومين، بحث ما وصفه البيان الختامي للمسؤولين الثلاثة "التعاون الأمني، وملف الحدود بين العراق وسورية".


وقال الخبير بالشأن السياسي العراقي إياد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إيران تسعى لهذه الزيارة (زيارة الأسد)"، مبيّناً أنّه "لغاية الآن لم يتم تأكيد الزيارة، ولكن لا أعتقد أنّ الأمر مستبعد، فبشار الأسد زار إيران، مؤخراً، لأول مرة منذ الثورة السورية 2011".

وأضاف أنّ "الحكومات العراقية المتعاقبة من حكومة نوري المالكي، مروراً بحيدر العبادي، وأخيراً عادل عبد المهدي لم تقطع علاقتها، وأحياناً دعمها لنظام الأسد، وبالتالي فإنّ زيارة من هذا النوع أمر ممكن".

وأعرب الدليمي عن اعتقاده بأنّ "إيران التي تعتبر الداعم لحكومتي بغداد ودمشق، معنية جداً بفتح آفاق خارجية أمام الأسد، وهو ما تمخض مؤخراً بلقاء رؤساء أركان الدول الثلاث في دمشق، وإعلان العراق قرب فتح حدوده مع سورية، ما يسمح بفتح منفذ بري مهم لإيران للعبور إلى سورية ولبنان"، مضيفاً أنّ "التفسير الأكيد أنّ إيران تسعى لتأهيل نظام الأسد، وهو ما تعمل عليه، وإلى جانبها روسيا وربما دول عربية أخرى بالفترة المقبلة".

في المقابل، اعتبر عضو التيار المدني العراقي ماجد العبيدي، حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ زيارة الأسد في حال تحقّقت "إهانة لكل آدمي في العراق"، آملاً "ألا تنجح جهود جلبه إلى بغداد والقيام بتلميعه كرئيس دولة لا رئيس عصابة كما هي حقيقته".

وأشار العبيدي إلى أنّ "هناك أطرافا مرتبطة بإيران تسعى ليس فقط لإتمام زيارة لبشار الأسد بل حتى استقبال وفود من الحوثيين في اليمن، بغرض إرسال رسائل مفادها بأنّ الولايات المتحدة خسرت في العراق، وأنّ نفوذها لم يعد يتجاوز سفارتها ببغداد، وبضعة معسكرات مغلقة محصنة تحوي بضعة آلاف من الجنود"، خاتماً بالقول إنّ "غالبية الشارع العراقي ترفض زيارة من هذا النوع، لكن لا أحد يستمع للشارع".