وأكد المتحدث الإعلامي باسم "الأوقاف" فراس الدبس، لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتلال أزال قوته العسكرية تحت ضغط حشود المصلين الذين فتحوا الباب بالقوة".
وتابع: "لقد صعد عشرات الشبان إلى نقطة الاحتلال العسكرية أعلى باب الرحمة، وذلك بعد إخلائها من جيش الاحتلال".
واحتفالاً بذلك، خرج آلاف الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة، بمسيرة في ساحة باب الرحمة ابتهاجاً بفتح الباب.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استبقت صلاة الجمعة، اليوم، وإمكانية حصول تطورات في باب الرحمة، وقامت في وقت متأخر من ليل أمس وفجر اليوم، بحملة اعتقالات نفذتها في أحياء عدة من القدس المحتلة، ليرتفع عدد المعتقلين إلى أكثر من 40 ناشطاً في المدينة.
وجاءت حملة الاعتقالات تزامناً مع دعوات المقدسيين إلى التصدي لمخططات الاحتلال الجديدة في المسجد الأقصى، ودعوات إلى إقامة صلوات في باب الرحمة، اليوم.
وسادت منذ يوم الخميس الماضي أجواءٌ من التوتر على خلفية إغلاق شرطة الاحتلال في القدس باب الرحمة بسلاسل وأقفال، وسط تحذيرات من أطماع ومخططات للاحتلال في المكان. وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المصلين، واعتقلت وأصابت أكثر من 20 شخصاً منهم.
Twitter Post
|
وقال "نادي الأسير الفلسطيني" في بيانٍ، إن قوات الاحتلال شنّت، الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة، حملة اعتقالات طاولت 40 مواطناً مقدسياً، موضحاً أن محاكمات ستعقد، اليوم، لـ13 من المعتقلين، فيما لم يتضح مصير الباقين منهم.
ووصل عدد المعتقلين في القدس المحتلة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى أكثر من 60 مواطناً مقدسياً، أفرج الاحتلال عن معظمهم بشروط.
وفي سياق منفصل، قال الناشط المجتمعي في قرية المغير، كاظم الحج محمد، لـ"العربي الجديد"، إن ثمانية شبان أصيبوا بجروح برصاص الاحتلال الحي ورصاص "التوتو" في الأطراف السفلية، نقل عدد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، إضافة إلى إصابة العشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وتمت معالجتهم ميدانياً.
وأوضح الحج محمد أن قوات الاحتلال قمعت المشاركين بفعالية سلمية أسبوعية تقام في المنطقة الشرقية من المغير احتجاجاً على نية الاحتلال تحويل معسكر لجيش الاحتلال إلى مستوطنة، ما أدى إلى وقوع تلك الإصابات.
قوات الاحتلال تقمع مسيرات أسبوعية
في سياق آخر، قمعت قوات الاحتلال بعد صلاة الجمعة، مسيرة سلمية في البلدة القديمة من الخليل، والتي شارك فيها الآلاف ونظمتها حملة "فككوا الغيتوهات"، وحركة "فتح" إقليم الخليل، و"هيئة مقاومة الجدار"، إحياء للذكرى الـ25 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات، ثم جابت المسيرة عدداً من أحياء البلدة القديمة في الخليل، وفق ما أوضح المدير العام للعلاقات الدولية والإعلام في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، يونس عرار، لـ"العربي الجديد".
وأوضح عرار أنّ المسيرة تأتي ضمن سلسلة فعاليات إحياء للذكرى وللمطالبة برحيل المستوطنين في البلدة القديمة من الخليل، إذ إن المتظاهرين اليوم رددوا هتافات تندد بمجزرة الحرم الإبراهيمي، وهتفوا بهتافات تطالب برحيل المستوطنين عن البلدة القديمة في الخليل.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بوصول إصابة بقنبلة غاز في الوجه إلى مستشفى الخليل الحكومي، وصفت بالطفيفة، وكذلك وصول إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في البطن والفخذ.
كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، والتي تخرج أسبوعياً رفضاً للاستيطان وللمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي القرية.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، في تصريح، بأنّ مئات الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة داخل ساحة منتزه القرية المطل على الشارع المغلق، بمشاركة قيادات وشخصيات فلسطينية. ثم انطلق المشاركون صوب البوابة التي تغلق الشارع، إلا أنّ قوات الاحتلال هاجمتهم بالأعيرة المعدنية وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق تمت معالجتهم ميدانياً.
وأكد شتيوي "رفض أهالي قرية كفر قدوم لكافة الحلول التي يحاول جيش الاحتلال فرضها بمنطق القوة، خاصة فيما يتعلق بالطرق البديلة"، مشيراً إلى أنّ "المسيرات الأسبوعية ستستمر رغم القمع حتى تحقيق كامل أهدافها دون نقص أو تعديل".
إلى ذلك، قمعت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، مسيرة قرية نعلين غربي رام الله، والتي تخرج أسبوعياً بشكل سلمي ضد الاستيطان والجدار العنصري، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وانطلقت المسيرة، عقب صلاة الجمعة اليوم، من وسط قرية بلعين باتجاه الجدار العنصري الجديد في منطقة أبو ليمون، لكن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق.
على صعيد منفصل، تصدّى فلسطينيون، اليوم الجمعة، لاعتداءات مستوطنين على أراضٍ زراعية في قرية بيت تعمر، شرق بيت لحم، وزرعوا أراضي خاصة بجانب مستعمرة "نوكديم" المقامة هناك، وفق ما أفاد به مدير هيئة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، في تصريحات صحافية.