متظاهرو العراق يرفضون قرارات البرلمان ويتمسكون بالانتخابات المبكرة

06 ديسمبر 2019
تشديد القوات العراقية إجراءاتها الأمنية (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
منذ ساعات الصباح الأولى، توافد الآلاف على ساحة التحرير وسط بغداد، للمشاركة في تظاهرات واسعة اليوم الجمعة، لرفض إقرار البرلمان قانوني المفوضية والانتخابات، في إجراءات يصفها المتظاهرون بـ"الترقيعية"، وكذلك حراك القوى السياسية من أجل اختيار رئيس وزراء جديد.

ويأتي هذا وسط تخوّف من إثارة "متظاهري المليشيات والأحزاب"، وهو الاسم الذي أطلق، أمس الخميس، على مئات اقتحموا ساحة التحرير وسط بغداد، يحملون صوراً لزعماء دينيين وشعارات سياسية مختلفة، وهتافات ذات بعد طائفي، لمشاكل بعد يوم شهد اعتداءات بالطعن من قبل هؤلاء على متظاهرين، بينهم ثلاث فتيات.

ولم يقتصر توافد المتظاهرين على ساحة التحرير، إذ شهدت ساحات الخلاني والطيران والوثبة تجمعات للآلاف الذين حضروا للمشاركة في التظاهرات، وسط تشديد القوات العراقية إجراءاتها الأمنية في العاصمة، في ظل دعوات أطلقها ناشطون لمشاركة أبناء محافظات الوسط والجنوب التي تعرضت للقمع الحكومي بتظاهرة الجمعة في بغداد.

وفي ذي قار جنوباً، واصل المتظاهرون تجمعهم على جسر الحضارات في مدينة الناصرية، رافضين محاولات الأحزاب والمليشيات اقتحام ساحات الاحتجاج، كما يستمر الاعتصام الكبير في ساحة الحبوبي بالمدينة ذاتها. 

ويصرّ المحتجون هناك على ضرورة محاسبة قتلة أبناء المدينة من المتظاهرين بشكل عاجل، وقبل تنفيذ بقية المطالب.

كما شهدت ساحات التظاهر في النجف وكربلاء والمثنى وميسان وبابل وواسط احتجاجات، ناشدت المرجعية الدينية في النجف بضرورة مواصلة ضغطها على القوى السياسية من أجل تنفيذ مطالب المحتجين.

ومن أبرز المطالب التي ركز عليها المتظاهرون، قيام البرلمان بحل نفسه وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بإشراف مباشر من قبل الأمم المتحدة.

وقال الناشط حامد السيد، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، إنّ "متظاهري بغداد والجنوب سيتظاهرون في بغداد لرفض خارطة الطريق التي يحاول تجار الحروب فرضها على حساب خارطة الطريق التي تتمسك بها المرجعية الدينية بالنجف"، مبيناً أنّ احتجاجات الجمعة ستشهد "ارتفاعاً للأصوات بالدعوة إلى إقرار قانون انتخابات يحصن العملية الديمقراطية من التزوير، ومفوضية مستقلة عن التبعية والحزبية، وانتخابات مبكرة حرة ونزيهة لإزالة الفاسدين".

وانتقد قيام مندسين تابعين لـ"الطرف الثالث" الخميس، بـ"محاولة خلط الأوراق والتأثير على سلمية الاحتجاج، من خلال سكاكينهم الخبيثة"، موضحاً أنّ "هؤلاء يريدون إبقاء الواقع دون تغيير".  

وطالب ماجد لفتة، وهو أحد الناشطين باحتجاجات ساحة التحرير، القوات العراقية بمنع حملة السكاكين من عناصر المليشيات من الوصول إلى الساحة، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "تظاهرة الجمعة ستشهد زيادة في عدد المتطوعين من المتظاهرين الذين سيتولون مهمة تفتيش الغرباء والمشكوك بأمرهم".

وتعرض عدد من متظاهري ساحة التحرير، الخميس، لاعتداءات بالطعن بالسكاكين من قبل عناصر مليشيات اندسوا في الاحتجاجات.


ودعا حزب "الدعوة" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أنصاره إلى ما وصفها بـ"المشاركة الفاعلة" في الاحتجاجات في بغداد وبقية المحافظات.

وأضاف حزب المالكي، في بيان: "ندعو جماهيرنا وأنصارنا إلى المشاركة الفاعلة والواسعة في التظاهرات السلمية، التي تعبر عن آمال وتطلعات شعبنا في العدالة الاجتماعية والعيش بكرامة والتمتع بخيراته والتنعم بأفضل الخدمات".

إلا أن المتظاهرين في بغداد والجنوب ينظرون بعين القلق إلى مثل هذه الدعوات، التي يعتقدون أنّها "محاولات يائسة لحرف التظاهرات عن مسارها الصحيح".

المساهمون