خريطة التظاهرات العراقية في الجنوب والوسط وبغداد... مدن مختلفة وشعارات موحدة

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
بغداد

سلام الجاف

avata
سلام الجاف
29 ديسمبر 2019
19ACDA2F-69E1-4F51-80D5-2AA97548F669
+ الخط -
تجدّدت التظاهرات جنوبي ووسط العراق، فضلاً عن العاصمة بغداد، ضمن المدن والبلدات والمحافظات ذاتها التي رسمت خريطة الاحتجاجات العراقية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بالتزامن مع إطلاق السلطات العراقية، في بغداد، عملية عسكرية واسعة النطاق في مناطق شمالي البلاد، قالت إنها تستهدف بقايا وجيوبا تابعة لتنظيم "داعش"، بمشاركة تشكيلات عسكرية وأمنية مختلفة.

وشهدت نحو 12 مدينة، جنوبي ووسط العراق، تظاهرات واسعة، اليوم الأحد، شارك فيها آلاف العراقيين الغاضبين ضد الحكومة والأحزاب، مرددين شعارات بدت موحدة من حيث المضمون، حملت غالبيتها مطالب الانتخابات المبكرة، ومهاجمة النفوذ الإيراني في العراق الذي وصفه متظاهرو الناصرية بـ"السرطان".

وشهدت مناطق أم قصر وخور الزبير وسفوان في البصرة تظاهرات إلى ساحتي ذات الصواري والبحرية وسط المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي، في وقت تواصلت التظاهرات في ساحتي الصدرين والتربية بالنجف وكربلاء، كما سجلت الكوفة تجمعات كبيرة مماثلة.


وتجددت التظاهرات في محافظة ذي قار، وتحديداً في مدن الناصرية والغراف والرفاعي، بينما أقدم المتظاهرون على قطع عدد من الطرق الرئيسة والجسور، ومنها تقاطع البهو وجسور الزيتون والنصر والحضارات وسط الناصرية، رافعين شعارات كتب عليها "كلا للأحزاب" و"كلا للذيول"، وهو شعار برز، أخيراً، للإشارة إلى القوى السياسية المرتبطة بإيران.

وفي محافظة القادسية، ومركزها مدينة الديوانية، التي شهدت تعطيلاً للدوام فيها، استمر الاعتصام في ساحة 25 تشرين وسط المدينة لدعم الاحتجاجات الشعبية، بينما أغلق المتظاهرون عدداً من الدوائر الحكومية ومنها مديرية تربية المحافظة، في وقت شهدت بلدة الشامية احتجاجات غاضبة، دعت إلى إبعاد الأحزاب ومرشحيها، وقطع المتظاهرون الغاضبون الطريق الرابط بين الديوانية والنجف وأحرقوا الإطارات فيه.

وفي حين، يستمر الإضراب عن الدوام في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، قطع المتظاهرون الطرق المؤدية إلى محطة كهرباء المدينة الحرارية، وأحكموا إغلاق بواباتها، كما قطعوا عدداً من الطرق التي شهدت مسيرات احتجاجية، رفعت شعارات ضد الحكومة وأحزاب السلطة والفساد.

وشهدت مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) إجراءات أمنية مشددة في محيط مجمع الدوائر الحكومية، بعدما شهدت المدينة تظاهرات واسعة، ووجهت ساحة التظاهر دعوات لتنظيم مسيرات طلابية تأكيدا للإضراب العام المستمر حتى تحقيق المطالب.

وفي ساحة التحرير وسط بغداد، توجه المئات من الطلاب المضربين عن الدوام نحو الساحة، التي تجمعوا فيها، وهتفوا بشعارات مناهضة لأحزاب السلطة ومرشحيها، داعين إلى أن تشغل منصب رئيس الحكومة شخصية مستقلة تلبي حقوق الشعب وتطلعاتهم.

على خط مواز، لا تزال المدينة القديمة في مدينة النجف، جنوبي العراق، تغلق أبوابها أمام السياسيين وقادة الكتل، حيث تؤكد مصادر مقربة من مكتب المرجع الديني علي السيستاني، وجود توجيهات برفض استقبال المكتب أي سياسي من القوى والأحزاب الحالية.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الخطوة تأتي كتأكيد جديد على غضب واسع لدى المؤسسة الدينية في النجف من الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة بالبلاد، لتجاهل توصيات سابقة لها بشأن ترشيح شخصية غير جدلية لرئاسة الحكومة، وضرورة وقف القمع والاغتيالات في صفوف الناشطين وتلبية مطالب الشارع.

وقال الناشط في كربلاء، علي صالح، لـ"العربي الجديد"، إن "استمرارية التظاهرات نقطة تم تجاوزها ولا يمكن الحديث حول هل ستستمر التظاهرات أم لا، كونها باتت بديهية، فلا إنهاء للتظاهرات ولا الاعتصامات إلا عند التأكد من أننا حققنا ما نريد، وحتى الآن لم يتحقق شيء مهم"، وفقاً لقوله.

وبين أن "المتظاهرين لم يأخذوا من الحكومة والأحزاب سوى الوعود والقمع. وأما الوعود فلا ثقة بها، وأما القمع فهو يزيد المتظاهرين إصراراً على البقاء في الشارع".

وفي بغداد شهد اليوم الأحد، رفع شعارات مماثلة لما ردده متظاهرو الجنوب العراقي، من حيث التأكيد على مطالبهم السابقة والمناداة بكشف قتلة الناشطين والمتظاهرين.

وقال عضو "التيار" المدني حسين الصافي، لـ"العربي الجديد"، "الأسبوع الحالي نجح المتظاهرون في إسقاط البرد الذي كانت الحكومة والأحزاب تعول عليه بأنه سيقلل عدد المتظاهرين والمعتصمين ليلاً".

وتابع "بعد تحقيق المطالب ننهي التظاهرات، غير ذلك نحن نستقبل العام الجديد بالتظاهرات".

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.