تجري، اليوم الخميس، الانتخابات التمهيدية على رئاسة حزب "الليكود"، بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخصمه اللدود، غدعون ساعر، الذي كان الوحيد من بين كبار أعضاء الحزب الذي تجرأ على التشكيك في فرص نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، ومن خرج على تقاليد "الليكود" بعدم منافسة زعيمه، ما دام الأخير لم يستقل من منصبه.
ومن المقرر أن يشارك في الانتخابات التمهيدية، اليوم، بحسب السجلات الرسمية، نحو 115 ألف عضو مسجل في "الليكود"، وسط ترجيحٍ بفوز نتنياهو على ساعر، لكن أيضاً وسط عدم استبعاد احتمال حصول مفاجأة قد تشكل هزة عميقة في إسرائيل، وتكون لها تداعياتٌ على مجمل الخريطة الحزبية والمعركة الانتخابية العامة، في حال تمكّن خصم نتنياهو، من تحقيق الفوز، على الرغم من حظوظه القليلة حالياً.
ووفقاً للقراءات والإشارات الإسرائيلية اللافتة، فإن مشاركةً بنسبة عالية في عملية الاقتراع ستفضي بالضرورة إلى فوز نتنياهو على منافسه، لكن في حال جاءت نسبة الاقتراع متواضعة، فإن من شأن ذلك أن يهدد فرص زعيم "الليكود"، خصوصاً في حال استكان مناصروه في الحزب إلى التأييد العارم الذي يحظى به داخل القواعد الحزبية، ولم يتوجهوا بأعداد كبيرة للتصويت، في ظلّ توزيع مناطق الاقتراع في دولة الاحتلال في نقاطٍ متباعدة، وليس في الفروع المحلية للحزب في كل بلدة.
وشكّل هذا الوضع مصدر قلق لبنيامين نتنياهو، دفعه، خلال الأسبوعين الأخيرين، إلى شنّ حملة دعاية مكثفة، تمثلت في عقد اجتماعات انتخابية في أغلب فروع الحزب، بمعدل ثلاثة اجتماعات انتخابية يومياً، وسط التشديد من جهة على الربط بين مصيره الشخصي كزعيمٍ ومرشح لـ"الليكود" وبين بقاء هذا الحزب في الحكم، ولجوئه إلى التحريض العلني والسافر من جهة أخرى ضد ساعر، مع شيطنة الأخير، ووصمه بأنه يتآمر على حزب "الليكود"، من خلال "اعتماده لخط دعاية مفادها أن نتنياهو لن يكون قادراً في انتخابات الكنيست الثالثة على تشكيل حكومة". وعملياً، شكل هذا الخط أساس دعاية خصم نتنياهو، معتمداً على استطلاعات للرأي، تشير بأنه على رأس "الليكود" سيحصد لمعسكر اليمين ككل أكبر عددٍ ممكن من المقاعد بما يتيح تشكيل حكومة يمين، فيما يحرز نتنياهو عدد أكبر لـ"الليكود"، ولكن على حساب أحزاب اليمين الأخرى، وبالتالي تكريس الأزمة الحالية، مع احتمال تمكن المعسكر المناهض لـ"الليكود" بقيادة تحالف حزب "كاحول لفان" من تشكيل حكومة يسار، وإبعاد اليمين عن الحكم.
اقــرأ أيضاً
وإلى جانب التحولات التي أشارت إليها الصحف الإسرائيلية في موقف المستوطنين من أعضاء "الليكود"، لا يزال الغموض يلفّ موقف الوزير السابق حاييم كاتس، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مركز الحزب ورئيس لجان العمال في الصناعات العسكرية، في ظلّ عدم إعلانه دعماً مباشراً لأي من المتنافسين الاثنين. وتواصل غموض كاتس على الرغم من مشاركته في افتتاح الحملة الانتخابية لساعر قبل أسبوعين، علماً أن موقفه كرئيس مركز الحزب، كان له الأثر الأكبر بفرض إجراء انتخابات تمهيدية داخل "الليكود" على رئاسة الحزب، بعدما كان نتنياهو حاول استصدار قرارٍ ينفي الحاجة للمنافسة على رئاسة الحزب وهوية مرشحه لرئاسة الحكومة، والإبقاء على نفسه مرشحاً وحيداً، من دون الحاجة إلى إجراء انتخابات داخلية.
وفي الوقت الذي يراهن فيه ساعر على أصوات المستوطنين والمجموعة المسماة "الليكوديون الجدد" (مجموعة من الأعضاء الجدد في الحزب معارضون لنهج نتنياهو)، وعلى أصوات معسكر حاييم كاتس، يُبرز رئيس حكومة الاحتلال، على نحو خاص، دعم غالبية أعضاء الكنيست من حزبه والوزراء في الحكومة له، إلى جانب الدعم "الشعبي" في صفوف كوادر الحزب. ويبدو اصطفاف الوزراء وغالبية النواب من "الليكود" إلى جانب نتنياهو، نابعاً في الأساس من سعي كبار الوزراء ممن يعتبرون أنفسهم ورثته بعد تركه المشهد الإسرائيلي العام، للقيام بخطوة أولية وضرورية تتمثل في التخلص من منافسٍ قوي، قبل أن يكون الخيار الوحيد للحزب في مرحلة ما بعد نتنياهو. وإلى جانب هذه المؤشرات أيضاً، يبدو أن نتنياهو سيواجه تحدياً إضافياً يتعلق بحالة الطقس، إذ يخشى مناصروه من أحوال جوية عاصفة وممطرة، من شأنها أن تخفض عدد الناخبين المشاركين في هذه الانتخابات. ويشكل فوز نتنياهو على ساعر، العقبة الأولى التي ينبغي عليه تخطيها في طريقه إلى ولاية خامسة، يريد منها قبل كل شيء تشريع قانون للحصانة يجنّبه محاكمة جنائية، على الرغم من قرار المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، أفيحاي مندلبليت، تقديم لوائح اتهام رسمية ضد رئيس الحكومة وزعيم "الليكود" بتهم تلقي الرشوة والغش وخيانة الأمانة العامة.
ومن المقرر أن يشارك في الانتخابات التمهيدية، اليوم، بحسب السجلات الرسمية، نحو 115 ألف عضو مسجل في "الليكود"، وسط ترجيحٍ بفوز نتنياهو على ساعر، لكن أيضاً وسط عدم استبعاد احتمال حصول مفاجأة قد تشكل هزة عميقة في إسرائيل، وتكون لها تداعياتٌ على مجمل الخريطة الحزبية والمعركة الانتخابية العامة، في حال تمكّن خصم نتنياهو، من تحقيق الفوز، على الرغم من حظوظه القليلة حالياً.
ووفقاً للقراءات والإشارات الإسرائيلية اللافتة، فإن مشاركةً بنسبة عالية في عملية الاقتراع ستفضي بالضرورة إلى فوز نتنياهو على منافسه، لكن في حال جاءت نسبة الاقتراع متواضعة، فإن من شأن ذلك أن يهدد فرص زعيم "الليكود"، خصوصاً في حال استكان مناصروه في الحزب إلى التأييد العارم الذي يحظى به داخل القواعد الحزبية، ولم يتوجهوا بأعداد كبيرة للتصويت، في ظلّ توزيع مناطق الاقتراع في دولة الاحتلال في نقاطٍ متباعدة، وليس في الفروع المحلية للحزب في كل بلدة.
وشهدت معركة التنافس بين نتنياهو وساعر، حالةً من التحريض الذي يكاد يكون دموياً ضد الثاني وأنصاره في "الليكود"، لا سيما التعرض أخيراً لنائبتين من الحزب، هما ميخال شير وشارون هسكيل، خلال اجتماعات انتخابية نظمها أعضاء في الحزب، لم يتورعوا عن الصراخ والمطالبة بطرد هاتين النائبتين من الحزب، وقذفهما بشتائم وعبارات قذرة. كما وصم هؤلاء معسكر ساعر بأنه خائن، وأنه يطعن رئيس المعسكر (أي نتنياهو) في الظهر بمجرد التنافس على رئاسة الحزب، بما يضعف "الليكود" ويمنح معسكر الوسط بقيادة غانتس سلاحاً ماضياً ضد نتنياهو من مجرد التشكيك في قدرة الأخير على تشكيل حكومة ثالثة.
وقد حرص نتنياهو، خلال المعركة الانتخابية الحالية، على استنهاض مشاعر "الوفاء للقائد"، من خلال الاجتماعات الشعبية التي عقدها وشارك فيها بشكل مكثف وكبير عددٌ كبير من أنصاره، وسط استغلاله ملفات الفساد والتهم الموجهة ضده، وتحريضه المستمر على الإعلام الإسرائيلي واتهامه باليسار. وربط نتنياهو منافسه بـ"مؤامرات اليسار" ضد حكم اليمين، بعدما كان اتهمه صراحة بعد معركة الانتخابات العامة التي جرت في التاسع من إبريل/نيسان الماضي، بأنه سعى مع الرئيس رؤبين ريفلين، إلى نسج مؤامرة يقوم بموجبها الأخير كرئيسٍ لدولة الاحتلال، بتكليف ساعر شخصياً بتشكيل الحكومة، على اعتبار أن قانوناً أساسياً للحكومة لا ينص على تكليف رئيس الحزب الأكبر بالضرورة، وإنما عضو الكنيست صاحب الفرصة الأكبر في تشكيل حكومة جديدة.
لكن أبرز ما أثار معسكر نتنياهو، خلال اليومين الماضيين، بروز إشارات لتحولات في موقف أعضاء "الليكود" من سكان المستوطنات، وعدم تجندهم بشكل علني لصالح نتنياهو في المنافسة أمام ساعر، من جهة، ودعوات صريحة من قسمٍ منهم، أبرزهم يوسي داغان، رئيس مجلس مستوطنات السامرة (في الضفة الغربية المحتلة)، إلى منح مصوّتي "الليكود" من المستوطنات حرية التصويت، وعدم إشهار موقفٍ مساند لرئيس الحكومة الإسرائيلي في المنافسة. وترافق ذلك مع ارتفاع في الأصوات التي تعالت أخيراً داخل المستوطنات في انتقادها لنتنياهو. وكتب مراسل الشؤون الحزبية في القناة الإسرائيلية الثانية، عميت سيغل، وهو في الأصل من مستوطنة عوفرا قرب رام الله، في "يديعوت أحرونوت"، الأسبوع الماضي، أن "رياح التغيير تهب في صفوف المستوطنين من بين أعضاء الليكود الذين يبدون ميلاً لدعم ساعر". هذا التحول دفع نتنياهو، أول من أمس الثلاثاء، إلى إعلان عزمه تسريع عمليات بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية ومناطق صناعية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة المحتلة. وإلى جانب التحولات التي أشارت إليها الصحف الإسرائيلية في موقف المستوطنين من أعضاء "الليكود"، لا يزال الغموض يلفّ موقف الوزير السابق حاييم كاتس، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مركز الحزب ورئيس لجان العمال في الصناعات العسكرية، في ظلّ عدم إعلانه دعماً مباشراً لأي من المتنافسين الاثنين. وتواصل غموض كاتس على الرغم من مشاركته في افتتاح الحملة الانتخابية لساعر قبل أسبوعين، علماً أن موقفه كرئيس مركز الحزب، كان له الأثر الأكبر بفرض إجراء انتخابات تمهيدية داخل "الليكود" على رئاسة الحزب، بعدما كان نتنياهو حاول استصدار قرارٍ ينفي الحاجة للمنافسة على رئاسة الحزب وهوية مرشحه لرئاسة الحكومة، والإبقاء على نفسه مرشحاً وحيداً، من دون الحاجة إلى إجراء انتخابات داخلية.